الفصل الثاني " حديثُ مشاعِر "

832 47 12
                                    

اليوم الخامس عشر ، نعم لقد مرت خمسةَ عشر يوماً منذُ أن حُبست بهذا المنزل أم علي قول هذا القصر الذي يشبه قصص الخيال ؟ وكالعادة أنا استلقي على هذه الأريكةِ الطويلة التي تتوسط غرفة المعيشة أراقب الجميع هنا لا أعلم كيف هم يشعرون بالأمان أو حتى الراحة ربما لأنه لا يسيء لهم ؟ من يدري ، حقا هناك الكثير من الأمور التي تدور برأسي أغمضت عيناي وبدأت بترتيب الأحداث والأفكار برأسي بما أنني طالبة بعلم النفس تقريباً فهمت جيداً هذا الشاب . شابٌ انقضى من عُمرهِ واحدٌ وعشرون عاماً أبسط ما يمكنك قوله عنه أنه يخوض صراع شديد مع نفسه ، صراعٌ عظيم وحربٌ نفسيه يخوضها كُل يومٍ مع نفسه هو ليس شخصاً مجنوناً أبداً لقد خسر بما يكفي فأصبح شخصاً لا يهاب خسارة شيء ، جروحه نزفت الكثير فلم يعد هناك أبداً ما يؤذيه . حتماً لقد حارب وحده كُل شيء كسره وألمه ، لكن مازال بداخل هذا الشاب الناضج جزء ضائع ينهارُ ليلاً وصوت بكائه يخرج من غرفته ، بكاء يرغمك على الشعور بمقدار الألم والأشواك وتلك الندوب التي تغطي قلبه وتُغلفه بالكامل وكم أنه شخص هش لم يعد يقوى على تحمل المزيد من هذه الحياة ، حتماً سينضج ذلك الوجع بداخل قلبك حتى تنكسر ، وكُل تلك الذنوب التي ترتكبها بحق نفسك وبحق غيرك صدقني لها مغفره مهما بلغت حد السماء ، إن كُل صمودٍ لك أمام الوجع يرفعك أكثر ، وكُل ثباتٍ لك يجعلك أطهر وأنقى ، كُلما احتملت تلك النار التي بداخلك كلما ازدت صفاء ونقاء . وسط أفكاري المشتتةِ هذه ظهر طيفه أمامي تسللت تلك الابتسامةُ من بين شفتي فجأة ، حسناً علي أن أكون صريحة أنه وسيم ، وسيم للحد الذي أعجز عن وصفه ، طويل القامة ذو جسد متناسق لحد لا يصدق كما لو أنه قد قضى وقته ببناء عضلات جسده مع فكٍ حاد ، وعيون ذات نظرةٍ عميقة ، عميقةٍ للحد الذي يجعلك تتوتر ويتشتت ذهنك ، لكان سوف يناسبهُ أكثر لو أنه أصبح عارض ازياء بدلاً من قاتل يستأجرهُ الآخرين ليقتُل عالمٌ غريب حقاً لما علينا أن نحقد على بعضنا هكذا ؟ نحنُ جميعاً بشر مهما اختلفنا .

أنهُ اليوم الخامسَ عشر منذُ أن حبستُ تلك الفتاة بين جدران هذا المنزل مِينا اسم لطيف تماماً مثلها ، أرخيتُ جسدي لأغطية بالماء أكثر داخل ذلك الحوض وأسندت رأسي على طرفة أغمضت عيناي وعُدت للتفكير واستعادةِ أحداث الخمسةَ عشر يوماً تلك التي أنقضت ، اليوم الأول يستحيل أن أنسى لحظةَ وقوع عيناي على عينيها في ذلك اليوم الماطر كيف تعلقت تلك النظرات ببعضها كيف لها أن تمتلك عيوناً بهذا الجمال ؟ أنها تماماً كلؤلؤةٍ سوداء ترغمك على النظر لها وإن سقط ضوء عليها كل ما عليك فعله هو أن تُصلي لتنجو فحتماً لا يوجدُ مهربٌ آخر فماذا أن كانت تلك العيون تحدق بك وتتلألأ بسبب قطرات الدموع التي تكدست بداخلها ؟ شعرٌ أسود يُلامسُ عُنقها يتحركُ برقةٍ بسبب الهواء ، كيف أنسى طول قامتها الظريف ؟ ايضاً لون بشرتها الشاحب ؟ أنا قد جُننت بعد أن ماتت مشاعري عادت لتولد من جديد بسبب فتاةٍ صغيرة ؟ ماذا يحصل لي ! حسناً لننتقل لليوم الثاني ، بالطبع هي أجبرتني على الاحتفاظ بها لا عائله ، لا أحد يهتم بشأنها ، وكيف لا تكون فرصتي ؟ مراقبتها وهي تأكل ممتعه هي بطيئة لحد ما أم أنني لم أعتد على رؤية أحد مثلها من قبل ؟ لما علي أن أتحدث معكِ لأسمع صوتك ؟ لما لا تثرثرين أنتِ بنفسك أنا لم أعتد أن أكون هكذا صدقيني لم أكن أعرف معنى الفتنةِ في الجمال إلا بعد أن رأيتك هل أنا أؤذيك يا ترى ؟ لا أبداً هي ملك لي الأن ، تعبت حتى أن حاولت تذكر أحادث الخمسةَ عشر يوماً لا شيء لا أجد شيئاً هي حتى لا تعصي أوامري مطلقاً ، تملكتها وهي ليست ملكاً لأحد تصرفت وكأنها شيء يخصني وكانت أضعف من أن تقاومني تهديدي لها يجعلها مطيعه كطفلةٍ صغيرة لمتى سوف أظل مغطى بالذنوب ؟ يجب أن أعترف أشعر وكأنني وحش أكره ما أصبحت عليه ، أنا حقاً أشعر بوجود ذلك الوحش بداخلي ، هل سوف تنقذيني أنتِ من هذا الوحش ؟ لقد أصبح يلتهمني شيئاً فشيئاً أنه يحطمني يكسرني ويجعلني لا شيء .

قاتل مأجورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن