الفصل الخامس " حُبٌ مُخلد "

618 54 5
                                    

- قبل سنتين -

يجلسُ على زاويةِ الغرفة عيناهُ أصبحت جاحظةً بسبب ذلك المشهد الذي أمامه مُدربهُ الذي كان كُل عائلته وكُل شيء لهُ بهذه الحياةِ قُتل ، وأي طريقةِ موتٍ هذه ؟ عدد كبيرٌ من الطلقات التي اخترقت جسده ، يصعبُ معرفةُ عددها بسبب تلك الدماء التي تملأ جسده بالكامل والأشدُ قبحاً كان جسدُ معلقاً على ذلك الحائط الأبيض الذي تلون بسبب تلك الدماء كانت شفتاهُ المرتجفة فقط تردد جملةً واحده " سوف أنتقم ، سوف تموتون جميعاً ، سوف أنتقم ، أعدكم "

( الساعة الثامنة صباحاً )

تلك الابتسامة لم تكن تفارق وجهه ، ينظر لتلك الأكياس ويتخيل ردة فعلها ، صورتها قد رُسمت بمُخيلتهِ بالفعل . خرج من سيارته وأخذ معه تلك الأكياس سار بخطواتٍ سريعة نحو المنزل ، ما أن ادار مِقبض الباب وفتحه حتى تلاشت ابتسامتهُ على الفور وسقطت تلك الأكياس من يده . وكأن لعنةً اصابت المنزل بأكمله كُل شيء حوله بحالةِ فوضى ، بقع دماء على الأرض لا يعلم مصدرها للأن ، تبِعَ بُقع الدماء تِلك بتثاقل هو لا يريد رؤيةَ شيءٍ يحطمُه ويجعلهُ يلوم نفسه . وقف أمام باب غرفةِ ذلك الزوجين ، آثار طلقات النار تملأ ذلك الباب الخشبي . يدهُ المرتجفة أدارت مقبض الباب ذاك بهدوء ، تجمد بمكانه بعد أن رؤيته لهما جثثاً هامده وذلك السرير تلون باللون الأحمر ، شقت دموعهُ طريقها على وجنتيه وتحركت قدماه بسرعة نحو غرفتها ، بكل خطوةٍ يخطوها هو يدعو ويصلي بأن تكون هي بخير ، دخل غرفتها بسرعة ولكن ؛ لا أحد هنا أبداً المكانُ بحالةِ فوضى شديده ، زجاج مكسور واغطيةِ السرير تملأ المكان وتلك الصور اللطيفة التي تجمعهما ممزقةٌ ومرمية على الأرض . خانتهُ قدماه وسقط على ركبتيه دموعهُ واصلت النزول ، وصوت بكائه بدأ يخرج شيئاً فشيئاً وسط حالةِ الانهيارِ تلك وصلتهُ رساله على هاتفه لسببٍ ما فتح هاتفهُ بسرعة لعلها هي ، ملامحهُ سكنت بعد قرأتهِ لتلك الرسالة ( ابكي صغيري ، ابكي ) هذا الشخص أخذ شيئاً يخصه ومازال يستفزه لم تتوقف تلك الرسائل ( أنت أردت اللعب ، بالمناسبة حبيبتك جميلة هل علينا أن ندفع لك لأجل متعةِ رجالي بها ؟ ) هذه الرسائل تُفجر غضبه وتجعل الدماء بأوردته تشتعل فجأة من هذا الرقم ذاته وصلهُ اتصال منه أجاب بسرعة على ذلك المتصل كان سوف يبدأ بتهديده ولكن ذلك الصوت جعله يصمت " جونغكوك .. أنا خائفة جداً انقذني " نبرةُ صوتها المهزوزةِ الباكية تلك أجبرت دموعهُ على النزول مجدداً ما كان منهُ إلا أن يرسل بعض الأمان لها بكلماته " أعدكِ حبيبتي كُل شيءٍ سوف يتحسن ، ونذهبُ بعيداً عنهم جميعاً حينها سوف نكون أنا وانتِ فقط ، سوف نكون سعداء وقتها " كان يتظاهرُ بالشجاعةِ لأجلها رغم خوفه عليها وأن ما يحصل يقتلهُ ببطء " أنا أُحبك ، بحياتي الأخرى لن أختار رجُلاً غيرك " تِلك الكلماتُ الرقيقة التي خرجت من بين شفتيها أعطتهُ بعض الحياة وسط كُل هذا وغرست شجاعةً أكبر بداخله ، هو لن يجعل الأمر يمُر هكذا ، لن يسمحَ لهم بسلب حُب حياته الوحيد بكل تأكيد " مِينا اسمعيني جيداً ، مرةً أخبرتني أن الحُب الحقيقي يظلُ خالداً ومهما حدث دائماً قوة الحُب تفوز ، هذا ما سوف يحصل أعدك حبيبتي "  كان ينتظرُ ردها على كلماتهِ تلك لكن ؛ صوت صراخها أخترق مسامعه ليعود ذلك الرعب مجدداً ويستولي على قلبه " بدأت اللعبة يا صغير أمامكَ أربعون دقيقه ، تعال للميناء القديم تذكُر أين قتلت رجالي قبل أشهر صحيح ؟ أنا أنتظرك هناك أن كنت تريد عاهرتك الجميلة " نطق بتلك الكلمات وأغلق ذلك الهاتف بوجهه ، استقام ذلك الأخر بجنون وحملتهُ قدماهُ بسرعة خارج ذلك المنزل متجهاً للمكان المحدد هو لن يرحم أحداً أبداً .

قاتل مأجورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن