الفصل الثالث " نقطةُ تحول "

635 47 5
                                    

- قبل ثمانِ سنوات -

" جونغكوك تعال لهنا " تقدم منه بهدوء وخوف ليتلقى صفعةً على وجهه جعلت دموعه تتجمع بعينيه " ألم أخبرك بأن لا تقترب من الآخرين أن تبقى وحيداً ولا تتعرف على أي طفل ؟ " انزل رأسه وبدأت دموعه تتدفق على وجنتيه " أردت اللعب فقط لم أقصد شيئاً أنا أسف  " نطق تلك الأحرف بخوف ليمسك ملابسه بقوة ويشده منها " أنت رجل لا وقت معك للعب لا تتصرف كالأطفال وتبكِ كل ما عليك التفكير به هو التدريب أريدك أن تُصبح رجلاً يهابهُ الجميع " صرخ بوجهه بتلك الكلمات وسحبه لغرفة التدريب ليلقي بهِ أرضاً ويُجبرهُ للعودةِ لتدريبه ، عاد ذلك الصغير المسكين للتدريب بعد أن مسح دموعه بقميصه الأبيض وأثار تِلك الصفعةِ على وجهه .

( اليوم الخامس والعشرون من شهر ديسمبر )

كانت عقاربُ الساعة تٌشير للساعة للتاسعة صباحاً كالعادة لا وجود له بالمنزل ألقت نظرة من النافذة لتجدهُ يسير بالخارج يُبحر بعالمهِ الخاص ، كانت الأرض مغطاةُ باللون الأبيض  تماماً كما لو أنه قُطن نُثر عليها ، سرعان ما ابتسمت ابتسامةً عريضة ارتدت معطفها الأحمر اخذت قفازيها بسرعة وخرجت للخارج ، كان يسير بهدوء ويقلب أفكاره برأسه لنقل أنه كان بعالمٍ غير عالمنا توقف فجأة بعد أن ضربت ظهره كُرة ثلج وتركت أثراً على ملابسه ، استدار لينظر لمن ضربه ليجد تلك الشقيةَ - مِينا - وهي تضحك ، أنفها كان مُحمراً وشفتيها شبهُ مُزرقة بسبب بروده الطقس تضع قبعة معطفها التي كانت أكبر منها منظرها الظريف ذاك أجبرهُ على الضحك ، كان لازال يضحك على منظرها ليتلقى ضربةً أخرى منها ، لتبدأ حربُ كُرات الثلج بين ذلك الأثنان ، هي تُجبرهُ على عيش أشياء قد حُرم منها ، هي تُعلمهُ كيف يضحك ويلعب وأن يعيش يومهُ دون التفكير بما قد يحصُل بالغد . استلقى الأثنان على ذلك الثلج رغم برودته إلا أنهما منهكان من الركض هنا وهناك لهذا هما على كُل حالٍ لا يشعُران ببرودته أبداً ، كان - جونغكوك - لا يتوقف عن اختلاس النظر لها إلى أن جلست بشكل مفاجئ ونظرت له بملامح غريبه " لندخل الجو بارد أنا لا أحتمله " تعابير وجهها ورجفةُ صوتها جعلتهُ يضحكُ مجدداً ما أن استقام واقفاً كانت هي قد دخلت المنزل فقد ركضت على الفور للداخل بعد قولها لتلك الجملة ، دخل المنزل بعدها بقليل كانت ترمي معطفها على الأريكة وتقف بقرب مدفئةِ النار تلك سار بهدوء نحوها ليخلع معطفهُ ويضعهُ تماماً بالمكانِ ذاتهِ فوق معطفها ، وقف خلفها مباشرة لا يفصلهُ عنها شيء لتشعر بجسدهِ قد ألتصق بجسدها يداهُ تلتف حول خصرها وقد أسند ذقنهُ على كتفها بهدوء ، أغلق عينيه لثواني ليتنهد بعمق ، ما كان منها إلا أن ظهرت ابتسامةٌ صغيرةٌ على شفتيها لتتحرك يديها بهدوء وتضعهما على يديه بلطف تلاشت ابتسامتها على الفور بعد سماع صوته فقد دخلت ببحر تفكير عميق " اليوم أكملتِ شهراً معي ، وأيضاً هو يوم الميلاد يا ترى هل أن خرجتُ معك سوف تهربين مني ؟ هل سوف تختفين فجأة دون أن أراك مجدداً ؟ أريد رؤيتك تبتسمين ولكنني خائف " نبرةُ صوتهِ الهادئة و تعلُقهِ بها كُل شيء يجعلها مشتتةٌ وضائعه ، رفعت يدها بهدوء نحو وجهه لتلمسهُ بهدوء لعلها تُشعرهُ ببعض الأمان قليلاً "سوفَ نفعلُ ما تريدهُ أنت أن أردت الخروج اليوم نخرج ، وأن لم ترد هذا لا نفعل لا تُجبر نفسك بفعل مالا تُطيق لأجلي " بعد سماعهِ لتِلك الكلمات هو شدها إليه أكثر من السابق وأخفى وجههُ بعُنقها ، كانت انفاسهُ الحارة تخرُج وتُلامس عُنقها " كيف جعلتني هكذا ؟ ضعيفاً لا أقوى على شيءٍ بقُربك ؟ أنا أشعرُ بالدفيء، ذلك الدفء الذي لم أشعر بهِ قط " أمالت رأسها بهدوء لتسندهُ على رأسه برقة " سوف أبقى تِلك الشمس التي تُرسل دفئها لك كُل الدفء الذي تحتاجهُ أنا لن أبخلَ عليك أبداً صدقني "

قاتل مأجورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن