الرِسَالهُ الرَابِعة عَشر

31 5 4
                                    

لا أعلمُ مِن أينَ ابدأ،
رُبما أروى لَكُم كُل مَا حَدَثَ بالتَرتيب ،
الثَامِنة و النِصف كُنتُ قَد إنتَهيتُ مِن كُل شئ و خَرجتُ مِن مَنزلي..
وصلتُ هُناك و أصَابني شُعورٌ أشبهُ بالإحباط، أو الخَيبة..
لم أعلم مَا علىّ فعلهُ لِيحدثني احد،
حَتي أتت فَتاه فاتِنة ذات فُستانٍ زَهري و قِناعٍ زَهري خافت قليلا، شعرها بنيّ اللون يَطير بينما صوتُ حِذائها يتردد بمسَامِعي نَاظرا ل ابتسامتها الخافته، هِي كلُ ما كَشفه القِناع من وجهِها..
سَيطرت عَلى كُل حواسِي بدونِ كَلِمة وَاحده ،
ذَهبت و وقفتُ بِجانبها، لا أعلمُ ما أريد حقا فَقط كُل ما كان بِذهني انها يمكنُ أن تُحَدثني ولو قَليل..
_"مَرحبا " قالت بِإبتسامة ناظره لي
_"مرحبا " قلت بِإبتسامة كَبيره
_" نَبيذ.. ؟"
_" بالطبع، كأسان مِن فَضلك.. "
ناولنا الرجل الكأسان و ارتشفت من كأسي بينما تَلعب هِي بِأناملها حول كأسها و بالطَبع كنت أتوقع ما سيحدث، ف انا لَم اتناول النبيذ مِن قبل.. أيا كان، أعجبني مَذاقهُ و أخذتُ أشربُهُ كأسًا تِلوَ الأخرى بينما أجاوب عَلى أسئلته التي تُصبح أسرع، بَدت الأسئله مُرعبه مع تَزايد الدوار، و رُبما تَطرحُ سؤالا بِدونِ أن أُجاوب على السؤال قَبلهُ..
ما اسمك؟ أين تسكن؟ أين ولدت؟ اسمُ عائلتك؟ لونك المُفضل؟ هل تثمل دائما؟ هل لديك حبيبه؟ هل والديك على قَيد الحياه؟..
تناقصت قُدرتي على إجابة اسئلتها السَريعة و أصبحت أرمشُ بِصعُوبةٍ و بدى العالم يتراقصُ بِعيناي، لكن قَبل أن أغيبَ عَن الوَعي أقتربت مني لِتهمسَ بِأذني
_"لَم تسأل عَن إسمي، " و ابتسمت
_" إيفلين، اسمي هو إيفلين "
كانَ صَوتها آخر شئ أتذكره مِن لَيله الأمس..
..
استيقظت بالصباح اسمع صَفيرًا بعد نِهايه نَوبةٍ مِن الصُداع ، بالكادِ تَمكنتُ من رؤيه غُرفتي..
_" نَسيتُ أن أُغلق السَتائر قَبلَ أن انَام..؟
لكن مَتى نِمتُ!!! "
نَزَلتُ على الدرج أفرُكُ عَيناي و أتخبطُ يَمينًا و يَسارًا نَتيجةً لِفُقدانِ تَوازني..
_" إيفلين؟!!!
ماذا تَفعَلينَ هُنا؟!!! "
_" صَباحُ الخَير ،ديلان.. استَمِع إلى، لَدى مَا أقوله لكَ أو اعتَرفُ به لكَ.. "
قَالت بينما تَنهضُ مِن جَلسَتها، نَظرت لَها لِتكمل..
" أنا آسفةٌ عَلى كُل شئ حقًا، انا لَا أثقُ بالآخرين بِسُرعه و كانَ عَليّ أن أفعل ذلكَ بِك، أولُ يَومٍ لاحَظتكَ.. يوم الحديقه.. شَعرتُ بِكل مَا تُريدُ قَولهُ.. كُنتُ أسير خَلفك بكل يَوم عرفتُ مَنزلك، عَملك، عطلاتُكَ، الطُرُق التي تَمرُ بِها كُل يَوم.. كل شئ،
تَعلم بِكل مَره يَحدُث لي شَئ رائعًا.. يَكونُ كَذب لَعين، كأن السَعاده تَهابُ رؤيتي أو حتى أن تَلمَحَني، و بِكل مَره أظنني أخيرًا أروقُ لها، تَمحي النِهاياتُ ما بِالبدايةِ مِما قَد أحنُ إليه يومًا، أو حَتى أقصهُ على احَدِهِم دونَ أن تَدمعَ عَيناي أو أتوقف بِمُنتَصف الحَديث..
لَم أرِد أن اخوضَ تَجربة أخرى و.. و "
" هشش، سَيكونُ كُل شئ بِخَير.. أعدكِ.."
قلت لها و رَبتُ عَلى ظَهرها بينمَا تَبكي على صَدري،
" أخبِريني هَل عَمِلتي لَدى المُخابرات الأمريكيه سابقًا؟! "
رَفَعت رأسها لِتَبتَسمَ لي بينما تَمسَح بعضًا مِن دُموعها..
" تَبدين جَميلة أيتُها المُحققه.. "
" أحبكَ "
قالت بَينمَا تُعانقني،
كاد قَلبي يَتوقف مِن السَعاده حِينها، لم أشعر بِ رِضًا و سَعاده هَكذا سَابقًا..
أتفقنا على أن تُقيمَ هُنا، و لا أصدقُ أنه أصبَحَ لي حبيبه،
أكتبُ هَذا الخِطابَ الأن بينَما تَغُطُ هِي بِنَومِها المَلائكي..
كَيفَ أكونُ إبتِسامة القَدَر لإحداهن و لَم يصادف أن أبتَسَم القَدَر لي؟
و كَيف احبكِ مَره، و يَومَ أتخَطى ذَلكَ الحُب.. أعجبَ بِكِ مُجَددًا؟!!
بِالبِداية كُتِب عَليّ عِشقك حتى الجُنون، و اليوم.. كُتبَ عَليّ حتى المَوت..

رسَائل لَم يَقْم بُإرسَالهَا.. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن