بينما كان " مهدي " منهمكا في عمله وهو يحاول الاسراع في إكمال الملفات التي تراكمت على مكتبه ،كانت " ملاك " في هذه الاثناء قد دخلت في حوار مع زميلها الايطالي " كريستيان "
- لقد كان المئات من المسلمين يحتشدون اليوم أمام السفارة الدنيماركية وهم ينددون
بالرسومات الكاريكاتيرية التي طالت شخص نبيهم "محمد " !- ولكن أولست منهم يا ملك ؟
ضحكت ملاك بصوت عال إنتبه إليه مهدي وهو يرفع رأسه ثم يعود لأكمال عمله غير آبه
- إنك يا كريستيان كل هذه الفترة تظنني مسلمة ..صح ؟!
إتسعت عينا كريستيان وهو يتساءل :
-أولست كذلك ؟
- لا أبدا !!
- إذا ؟!
- أنا مسيحية .. أتعجب كيف لم تعرف ذلك الى الان ! رغم إنك عرفت الكثير عني في
غضون هذه الاشهر القليلة التي جمعتنا سوية في هذه الشركة ؟!
صار كريستيان يحك شعره الاشقر بأصابعه النحيفة وهو يقول :
- كنت أظنك عربية مسلمة !
- نعم أنا عربية لكنني لست مسلمة .
تساءل الشاب الايطالي وهو ما يزال في حالة من الدهشة :
- ومهدي ؟!
- إنه مسلم !
- وهل أنتما من نفس البلد .. أعني هل هو من لبنان أيضا
قالت ملك وهي تنظر الى مهدي خافضة صوتها :
- إنه من العراق ..
ثم أكملت وما يزال صوتها يميل الى الهمس : وإني لأعجب لماذا لم يشارك في تلك التظاهرة ؟!نظر مهدي إليها مرة ثانية لكن هذه المرة قرر الاشتراك بالحديث الذي سمعه منذ البداية رغم محاولتهما
الفاشلة في إخفات صوتيهما !!- انني اعرف بخروج هذه المظاهرة لذلك انا احاول ان انهي عملي باسرع وقت لأ استطيع المشاركه فيها !
ثم اكمل و هو ينظر صوب ملاك :
-و حسبتك ستخرجين ايضا وتنتفضين لعروبتك !
انزعج كريستيان و هو يرى نفسه كالأبله بينهما ...
قال لملاك بتهكم :
-هل لكما ان تتكلما بالايطاليه !
لم تأبه ملاك بما قاله كريستيان اذ ان مقوله مهدي الاخيره اثرت فيها كثيرا و قد اخجلها كلامه !
- لكن يامهدي !
لم يدعها تكمل حتى قال : لكن ماذا ياملاك ؟ انت لست مسلمة ! هذا ماتريدين قوله؟طأطأت ملاك برأسها وكأنها تنتظر من مهدي ان يوبخها أكثر!
-هل "محمد"ذو قومية غير قوميتك ؟ أوليس عربيا؟ أولست عربية؟
إنهم لم يسخروا من المسلمين فقط بتلك الرسومات، بل سخروا من العرب جميعهم !حاول كريستيان أن يقطع حديثهما فقال بلغته الأيطالية : -لماذا انتما قليلي الأدب ؟!هل من اللائق أن تتكلما بلغة لا أفهمها وابقى انا هكذا كالأبله !
نظرت إليه ملاك بحدة وهي تردد بالعربية : لماذا لاتغلق فمك! ماشأنك أنت وما نتكلم به ؟!
لملم مهدي حاجياته معلنا عن إنهاء عمله بالقول: سنلتقي غدا ..
ثم قالها بالإيطالية وهو ينظر الى كرستيان .صاح كريستيان خلفه بتذمر : أشكرك لأنك أخيرا إعترفت بوجودي بينكما !
أما ملاك فقد لملمت أغراضها هي الأخرى وركضت خلف مهدي وهي تردد : سأنتفض لعروبتي .. لبيك يا" محمد " .
لم يكن كريستيان يفهم مايدور حوله .. ما الذي دار بين هذين العربيين من الحديث؟لماذا تغيرت ملامح ملاك بعد ان تحدث معها مهدي .. ولماذا لحقت به بهذه السرعة ؟
كان صاحبنا الأيطالي يتمنى أن يفهم اللغة العربية حتى يعرف ما الذي يدور من حوله .. فهو لم يفهم من كلامهما هذا شيء غير كلمة " محمد " التي كانا يرددانها أثناء حديثهما ذاك .
للكاتبة : رويدة الدعمي
رأيكم في القصة يهمني
هل تريدون ان اكمل ام لا ؟؟؟
أنت تقرأ
الحرية الحمراء
Spiritualتتحدث عن شاب اسمه مهدي مسلم وفتاة اسمها ملاك مسيحية يعيشان في بلاد الغرب ويدور نقاش بين مهدي وملاك حول الاسلام فهل ستعتنق ملاك الدين الاسلامي اما ماذا . تابعوا لمعرفة المزيد 🌹🌹 اتمنى لكم قراءة ممتعه ومفيدة للكاتبه : رويدة الدعمي📚