الفصل الرابع

791 71 18
                                    

سألت رهف وقد بدت متحمسة لسماع المزيد :
- وماذا يوجد في تلك السورة ؟ اقصد ماذا يقول كتابهم عن سيدتنا العذراء ؟
- لقد أهداني مهدي ورقة تحتوي على قصة السيدة مريم حسب ما تذكره هذه السورة وكان
قد كتبها لي بخط يده .. وأنا أحتفظ بها الان ، إنها تصف سيدتنا العذراء بأنها طاهرة مطهرة وقد
إختارها الله من بين نساء العالمين ونفخ فيها من روحه فكان روح الله  ( المسيح ) .

كانت رهف تستمع لأختها ملاك وهي في حالة من الدهشة والتعجب .. قالت أخير :
_ هل يمكنك أن تعطيني تلك الورقة لقرأها ؟
مدت ملاك يدها تحت الوسادة وأخرجتها لتسلمها لأختها .
قالت رهف
- أراك تضعيها تحت الوسادة !
إبتسمت ملاك وهي تقول :
- منذ أن قرأتها وأنا أشعر باطمئنان وإحساس عجيب بداخلي ، فصرت أقرأها يوميا قبل أن انام ثم أضعها تحت الوسادة وأغمض عيني فأستسلم لنوم هادئ ومطمئن وأظن إن ذلك بسببها !
- وهل لها هذا التأثير العجيب ؟
أجابت ملاك بثقة :
_ إقرأيها وسترين ذلك بنفسك !
كنت أظن بأن لها هذا التأثير لأنها تتحدث عن سيدتنا العذراء القديسة ، لكن عندما أخبرت مهدي عن
الشعور الذي يخالجني وأنا أقرأها قال حينها :
- ليست فقط سورة مريم لها ذلك التأثير بل جميع كلمات القران الكريم لها تأثير كبير على ذوي القلوب
الطيبة !
حينها فرحت وقلت له :
- وهل يعني هذا إنني ذات قلب طيب ؟
فقال بثقة :
ما دمت تأثرت بكلام القران الكريم فإنك إنسانة طيبة وذات فطرة سليمة .
اشتد الفضول لدى رهف وهي تسمع هذه الكلمات الغريبة من أختها ، قامت من سريرها وهي تمسك
بتلك الورقة ، اتجهت نحو طاولة القراءة .. سحبت الكرسي وجلست وهي تفتح الورقة بارتباك ثم صارت
تقرأ ما كتبه مهدي نقل عن القران الكريم :

بسم الله الرحمن الرحيم

{واذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا * فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا * قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا * قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا * قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا * قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا }

صدق الله العلي العظيم

كانت رهف تقرأ بصوت خافت مرتبك !
ما هذا الشعور الذي صار يخالجها هي الأخرى ؟ هل هذه صدفة أن تشعر بما شعرت به أختها ؟ أم إن
كلام مهدي زميل ملاك هو كلام صحيح حول التأثير العجيب لآيات كتابهم ( القرآن ) !؟
صارت هذه الأسئلة وغيرها تدور في رأسها الصغير
أغلقت الورقة وأعادتها إلى ملاك دون أن تنبس ببنت شفة !

الحرية الحمراء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن