الفصل الثالث

987 79 12
                                    

دخلت ملاك المنزل وقد وجدت كل من والدتها واخوها فادي وأختها الصغرى رهف في إنتظارها وما أن دخلت وألقت التحية حتى أخبرتهم بأن زميلها مهدي معها ينتظر إذنهم بالدخول ..

نهض فادي مسرعا نحو باب المنزل وهناك استقبل مهدي إستقبالا حارا ثم أدخله المنزل ،وفي غرفة الضيوف دخلت والدة ملاك وأختها ليسلما عليه ويتعرفا على الزميل الجديد لملاك .

قال فادي والأبتسامة لا تفارق شفتيه :لقد تكلمت لنا ملاك عنك وعن أخلاقك كثيرا يا أخ مهدي !
إحمر وجه مهدي خجلا وهو يتمتم بكلمات الشكر والأمتنان ..
قالت الوالدة : عندما سمعنا ما حدث اليوم عند السفارة الدنماركية وبعد أن تأخرت ملاك كثيرا وليس هذا من عادتها .. قلقنا وخشينا أن تكون قد شاركت في تلك المظاهرة !

تكلم مهدي قائلا : نعم فهذا القلق من حقكم .
أما ملاك فقد قالت بثقه : فعلا يا أماه .. كان ظنكم في محله !

صاحت الأم وكذلك الأخوين : ماذا .. هل شاركت !
-نعم .. أن " محمد " ليس رمزا للمسلمين فقط بل انه رمزا للعرب أيضا!

صمت أفراد الأسرة وهم يحدقون بملاك وقد أخذت الدهشة منهم كل مأخذ .. فما هذا الأسلوب الجديد في كلامها ؟!

حاول فادي تلطيف الجو بعد أن رأى إنه قد تعكر بعض الشيء قائلا :
-هل ولدت في العراق يامهدي ؟!
-لا بل هنا .. في روما !
- ووالداك ؟
- ولادتهما ونشأتهما في العراق في مدينة كربلاء بالتحديد.

سألت الوالدة وكأنها تنظر الى بعيد ..
- كربلاء؟ !
- نعم يا خالة .. وهل سمعتي بها من قبل ؟!

قالت الأم وقد أخذت حسرة طويلة :
- نعم لقد سمعت عنها الكثير ..! أوليست المدينة التي دفن فيها " الحسين " حفيد نبيكم ؟

قال مهدي وقد تغيرت نبرة صوته :
- نعم بالضبط ،  هي مدينة الإمام الحسين " عليه السلام  " ولكن ..
- لكن ماذا ياولدي ؟
- أراك تحسرت وأنت تلفظين إسم " الحسين " !

- هل تصدقني يا ولدي .. رغم إنني لست من المسلمين لكنني حينما أسمع قصة الحسين وماجرى له ولأهل بيته في صحراء كربلاء فإني لا أسيطر على دموعي حينها !

قال فادي بعد أن رأى إن الحزن والهم قد نزلا على وجه مهدي مرة واحدة عند حديث الوالدة معه :
- مابكم ياجماعه .. أردت أن أغير الجو فقلبتموه الى مأتم !
نظر مهدي إليه بحدة تنم عن الإستياء وقام من مكانه معلنا عن تأخر الوقت :
- أرجو المعذرة .. يجب أن انصرف الان !
- ولكن لم تشرب شيئا يا مهدي ..
هذا ما قالته ملاك وقد شعرت بانزعاجه من كلام فادي ووصفه لذكر الحسين بن علي بالمأتم !
ركضت رهف إلى المطبخ ثم جاءت بكأس من العصير وبعض الكعك وهي تقول :
- لقد شغلنا كلامك الجميل عن تقديم شيء لك !
قال مهدي وقد عادت الأبتسامة ال وجهه : لن أرفض طلبك يا أختاه .. هات كأس العصير !
ظحك الجميع وأعتذر فادي أن كانت قد بدرت منه أي اساءة ..

الحرية الحمراء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن