14 يناير 2014
شاب ذو شعر داكن وطويل القامه كان يقف هناك في سطح المشفى ويرتدي بدله سوداء ومرخي ربطة عنقه ليستطيع التنفس بشكل مريح . تحت عينيه تغطيها الهالات السوداء وينظر للماره بالاسفل " مالذي ستشعر به عندما تكون شخصاً آخر "
" كيف سيكون شعورك وانت ترغب في ان تكون في اي مكان ما عدا هنا ؟ "
السجاره كانت تحترق بين شفتيه و تتلاشى بين انامله , الجميع يعيش حياته وهو كان عالقاً في هذه اللحظه هو الان يحسد حياه الغرباء . هو لايريد ان يكون هنا ولايريد ان يكون بهذا الموقف , سيفعل اي شيء ليكون في مكان اخر , تساءل عما اذا كان بأمكانه القفز من السطح !
كيف سيكون شعوره عندما يسقط جسده ويهوي على الاسمنت البارد ؟ كيف سيكون شعوره عندما يكون ممدد بالاسفل بلا حياه ؟ كيف سيكون شعوره عندما يكون حر من كل هذه التفاهات ؟
" سوكمين اوبا مالذي تفعله هنا ؟ كنت ابحث عنك في كل مكان . الجنازه ..." الفتاه لم تكمل كلامها عندما رأت السيجاره بين أنامله سوكمين التف بتكاسل محاولاً اشغال ذهنه عن القفز على الارض .
" أوبا ... انت تدخن !" سألته بالرغم من مشاهدتها له " لا " اجابها بصوته المتعب و إلقى سجارته على الارض و اطفائها بحذائه . الفتاه كانت ترتدي الهانبوك الاسود و كان وجهها متعب
" هل انت بخير ؟ " سألته لتقترب منه اكثر , اخذ وقتاً طويلاً ليجيبها " انا بخير " ابتسم بحزن , وهي اقتربت لتضع رأسها على كتفه وهي تنتحب " أوبا... لماذا فعل هذا ؟ لماذا تركنا ؟ لماذا فعل هذا فجأه ؟ " ودموعها لم تتوقف عن السقوط من عينيها كان يستمع لما تقول وهو يقضم شفته حتى احس بالطعم المعدني , احتضنها بشده هو لم يستطع اجابتها , هو لايعرف الجواب أو ربما لم يريد اخبارها لأن الكلمات كانت عالقه بحنجرته , اخذ نفس عميق ليجيبها بأن كل شيء سيكون بخير وهو بمكان آمن الآن .
سوكمين يكره الجنازات والاماكن المظلمه المحيطه بها والبكاء الذي كان يملئها " أوبا يجب ان اذهب لأستقبالهم سأذهب اولاً " ابتعد عنها لتذهب سوكمين خلع حذائه قبل ان يدخل لغرفه فارغه لم يكون يتوسطها سوى صوره بأطار لشخص كان يحبه محاطه بزهور الاقحوان الابيض وبعض الشموع كان يحاول التنفس بهدوء ولكنه يشعر بألم في صدره يقصفه كان يريد الجلوس ولكنه لم يستطع وبجانبه كان هناك جره بها رماده . الان ادرك بأنه ذهب دون رجعه والى الابد . رائحته جسده لمسته عيناه ابتسامته وكل شيء يخصه ذهب لم يترك سوى الذكريات المؤلمه فقط .
سوكمين بدأ بالنظر حوله وكان هناك شيء غريب , لم يكن هناك بكاء عالٍ ! كل شيء هادئ بشكل غريب حينها شعر بالغضب لم يكونوا والداه مهتمان حيث يقفون هناك ليتحدثون مع الناس عن الاعمال التجاريه ! . هو كان يعيش وحيداً و الآن مات وحيداً لم يكن بأستطاعته سوى لوم نفسه . هناك شي يقف بحنجرته لم يستطع ابعاده هو فجأه انهار على ركبتيه لم يعد يتحمل عندها ظهرت دموعه وبدأ شعوره بالعجز وألم صدره يزداد , بأمكانه الشعور بتحديقات الجميع نحوه ولكنه لم يهتم لم يرد ان يموت الهيونق الخاص به في مثل هذه الجنازه " وحيد " مشاعره ثارت بداخله الحب , الاشتياق , والارتباك وعدم التصديق والاهم من ذلك كله هو الفقدان والحزن
كلما بكى أكثر ازداد ألمه أكثر, خسر عالمه وكل شيء بالنسبه له وكل هذا بسببه يورا اقتربت منه لتحاول تهدئته وتطلب منه ان يتوقف لكن سوكمين تجاهلها واخرج هاتفه من جيبه ليتصل على الرقم الذي اعتاد ان يكلمه في كل صباح ولكن لا اجابه حاول مجدداً ولكنه لم يتلقى اي اجابه ارتجفت شفتيه ووجهه اغرق بالدموع أكثر .
" هيونق عُد "
" هيونق انا بحاجتك "
" هيونق هم يستمرون بأخباري بأنك ميت ولكن لا أريد تصديقهم " " هيونق انت تعلم بأني أكره الجنازات "
" هيونق هذا مجرد حلم صحيح ؟ "
" هيونق انا الآن في جنازتك أرجوك اخبرني بأنها مزحه فقط , انا خائف "
" هيونق اليوم عيد ميلادي الا تتذكر ؟ " يورا لم تستطع سوى الانهيار باكيه بعد ماسمعته , الجميع ينظر إليه بشفقه
" هيونق أرجوك أجب على اتصالي " " هيونق لا تتركني وحيداً هنا " " هيونق لا يمكنك تركي في عيد ميلادي " " هيونق لايجب ان تذهب فقط هكذا !" " هيونق ساعدني " صوته بدأ يختفي وحاول جمع انفاسه " هيونق انا اسف ارجوك انا حقاً اسف , اللآن ارجوك عُد "
هونق جيسو
ولد في 12 يناير 1993
توفي في 13 يناير 2014.
|~|
مرحباً مره اُخرى
اذاً اريدك ان تفكري بهذا ارجوك ان تتذكري هذه اللحظه وتحتفظي بها
اتوسل إليك يجب ان نفهم ان من نحب بأمكانهم الذهاب في اي وقت وبأمكانهم الاختفاء في لحظه اتوسل إليك يجب ان تفتخر بهذه اللحظه وتعيشها قبل ان تذهب لا يجب عليك ان تتذكر التاريخ يجب عليك تذكر شعورك كيف كان حينها . هناك شيء مضحك بالبشر , يخبروني باني احب ان اكتب بطريقه حزينه اكثر من الكوميديه السبب ببساطه ان بأمكانهم ان ينسون سعادتهم بسهوله في حين ان الحزن ببعض الاحيان يترك ندوب ابديه .
أنت تقرأ
LAST JANUARY - SEOKSOO ✔️
Fanfic" أدركت بأن الشخص الذي كان يجعلني سعيداً والقادر على جعلي ابتسم أكثر من اي شخص اخر في العالم , بالتأكيد لن يكون انت بعد الآن "
