البارت الرابع

26 1 0
                                    


وفي الصف الثاني/ب كانت سايا تجلس على الكرسي بشرود وتنظر لجون على مقعده وهو يقرأ كتابا ً وتفكر بالحلم .

هيمي وكارولين : آنسة سايا .....آنسة سايا ...

سايا : هاه ...... ماذا ؟؟؟

هيمي : هل أنتِ بخير يا معلمتي ؟؟؟

سايا : آه نعم نعم .. فقط كنت أفكر في شيء ما..... هيا فليجلس كل واحد في مكانه ولنبدأ الدرس .

.................................................. .................................

وبعد انتهاء الحصة وفي غرفة المعلمين .

ماري : ما بكِ يا سايا ؟؟ تبدين شاردة الذهن .

سايا : لا شيء لكنني أفكر بأحد الأطفال في صفي ...

ماري : ما به ؟؟؟؟

سايا : لا أدري .... يبدو مختلفاً عن بقية الأطفال ..لا يبدوا وكأنه بخير .

ماري تهز أكتافها وتعود لتتحدث مع شارلين ،،

وبعد إنتهاء الدوام المدرسي وبينما كانت سايا عائدة إلى المنزل رأت جون يقف عند سور الجسر كالعادة ،، فاتجهت نحوه ،، فلمحها جون قادمة نحوه فتحرك من مكانه ،، وبينما وصلت سايا إلى المكان الذي كان جون يقف عنده كان قد ذهب .

سايا تتسائل في نفسها : لماذا ابتعد ؟؟؟؟

ثم نظرت إلى سور الجسر حيث كان يقف فإذا بدفتر أسود قد نسيه جون على السور ،، حدقت سايا بذلك الدفتر الأسود للحظات ثم مدت يديها إليه وفتحته وقرأت .

كان مكتوب في تلك الصفحة : (سكن الحزن في قلبي وعاش في عقلي ..........

انه مؤلم .......مؤلم جداً

لقد جلب لي الهموم والبكاء والدموع وأقوى السموم ......

وأخذ معه قلبي الطاهر وسعادتي البريئة والإبتسامة والسرور والأحلام وأجمل الآمال والطموحات .....

أخذها بعيداً عني ....

ولم يترك لي سوى اليأس والحزن والألم ....

هذا ما بقي في قلبي ....

لقد أخذ كل شيء مني ......

فأخذتني الهموم بعيداً .......إلى حيث ضاعت فرحتي وسلبت مني البسمة الحقيقية وجلبت لي الآهات والآلام وقتلت الطفل البريء الذي ينمو بداخلي ......

وجعلت الزهرة التي في داخلي تذبل .....

نعم تذبل من آثار الكتمان و الألم ...

ضاع مني الأمل وتمزق حلمي مني ....وغرقت أحلامي في محيطات المستحيل ...

لن تعود لي البسمة ..

لن تعود... )

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وسقطت دمعة من عيني سايا على تلك الصفحة البائسة ،، تلك الصفحة البائسة التي جعلت سايا تتسائل لماذا خرجت دموعها بدون أن تشعر عندما قرأتها ...

وعادت سايا إلى المنزل وهي تجر قدميها خلفها ،، ودخلت المنزل بوجه متجهم ودخلت لغرفتها ونامت بدون أن تأكل شيئاً وهي تتسائل في نفسها كيف لطفل صغير في السابعة من عمره أن يحمل كل هذا الكم من الحزن واليأس والألم في قلبه الصغير.


حينما تجتمع براءة الطفولة و الياس معاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن