الفصل الأول: لِقاءٌ مُنتظر

338 10 1
                                    



في صباح احد الايام وهو مار بسوق العبيد مع صاحبه رأى ابو المثنى جارية كانت تعرف بجارية الملوك، ولان ثمنها لم يستطع ان يتحمله عدا كبار القوم والملوك ذهب إليها يتفحصها وينظر لجسدها كما جرت العاده فأعجب كثيراً بها. فالقى عليها شطر بيت استهزائاً بها فردت عليه مع عدم علمها بأنه كبير القوم.

اعجب كثيراً ابو المثنى من حنكتها فخاطبها وتكلما كثيراً ومراراً وتكراراً فكانوا يتسامرون الليل طويلا يقصدون القصائد على بعضهما ويصبحون الصباح بأوجه بعض البعض.

فكانوا يخاطبون بعضاً البعض بدون اسماء تعرف احدهم على الاخر ولا الالقاب فكانت الجارية وابوالمثنى غارقين في بعضهم البعض. كان في صباح يوم مشرق قدم ابو المثنى ومعه لغز غريب فطلب من التاجر بأن يراهنه على قطعه ذهب فإن استطاع الاجابه فأنه سيعطيه الذهب وإن لم يستطع فأنه سيأخذ الجارية يوماً كاملاً. فقص عليه اللغز (لو كان الامس هو الغد، لاصبحنا في السبت ،،، في أي يوم قيل هذا الكلام) فأخذ التاجر يفكر ويفكر واستمر تفكيره لمدة ساعه كامله فاجابه وقال الجواب هو يوم الاحد. فضحك ابو المثنى واخبره ان الجواب هو الجمعه ففكت اغلال الجارية وذهبا معاً يجوبان المدينة وخارجها. فاصبحا امام نهر جار فحملها فأخذ يقطع النهر على قدميه وكانت انفاسه تصطدم في فاه الجارية فتسارعت نبضات قلبها وعرفت ان الحب اقتحم قلبها الصغير. فحزنت لانها ضنت بأنه فقير كما في حالها وأن اميراً سيشتريها ويفترقان فنزلت دموعاً كثيفه من عيناها فكانت الدموع سيلاً من النجوم الساقطه لجمالها وجمال عينيها. توقف ابو المثنى في منتصف النهر واحتضنها اشد الحضن فاستمروا لدقائق كانت كالثواني محتضينين بعضهم البعض.

فاكمالا يومهما تحت النجوم يتسامرون كثيراً ويقصون على بعضهم البعض قصصاً كثيره عن حياتهما. فسألها ابو المثنى ما اسمك فصعقت الجارية لان لا اسم لها فقالت لا اسم لي منذو ان ولدت. فاخبرها ان اسمها سيكون نجمة لانها اسيرة في الظلمة كالنجوم في الليل.

عادا في الصباح التالي للتاجر واعاد الامانة له فاستمر لقائهما ومع استمرار لقائهم وحبهم ارتفع الغضب بين اشراف القوم ونسائهم فكيف يساويهم بجارية.

أشرف الجارياتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن