فطائر التفاح (اول تعديل) 2018

49 6 0
                                    

فتحت عيناها في صباح ظنته جميلًا عندما اكتشفت نومها وسط ازهار حديقة بديعة فقطفت البعض وصنعت تاجًا من الازهار زين شعرها الاشقر الممشط بعناية.

لامست إحدى الفراشات انفها في عتاب لقطفها زهرة كانت تتخذها ملجأ ثم طارت بحثًا عن أخرى فضحكت ذات الثمانية اعوام في بشاشة

جذبها من بعيد صوت جرس اطل من نافذة بيت خشبي مبهج الشكل فانطلقت الى حيث اتى الصوت مقاومة فستانها الرقيق الذي كاد يتمزق عندما اتسعت خطواتها في شكل مضحك ومع اقترابها اكثر فاكثر كانت قد ابصرت يدًا حنونًا تضع فطيرة من التفاح الشهي على حافة النافذة

ما أحلاها
فهذه فطائرها المفضلة
صفقت في الهواء بسعادة ودارت حول نفسها ثم  اقتربت بانفها الصغير تستنشق رائحةَ الفطيرة الرائعة

لكن ما هذا
هذه لا تشبه رائحة الفطائر
لحظة واحدة هذه الرائحة
يا الهي تلك 
لا لا هذا ليس عدلًا
كيف لفطيرة التفاح الشهية ان تحمل رائحة الصدأ التي بدت مألوفة لها

انها تريد الفطائر
تريد الدفء
تريد الحنان الذي حرمت منه منذ ان كانت في الخامسة

هي قد ادركت الآن انها تحلم لكن فكرة ان تفتح عيناها فتبصر ما تتوقعه وتنسى الفطيرة فكرة اكثر رعبًا من ان يدهسها احد المارة في الزقاق المهترأ الذي تتخذ ركنًا منه سريرًا لها وقماشًا مهترءًا سرقته من حديقة عائلة ثرية كانوا يغطون به كلبًا فاتخذته هي دفئًا لها وتحسرت كيف رق قلبهم لكلبٍ ولم يرق لها

الآن -وبعد ان استيقظت- باتت تعلم ان ذلك الجرس لم يكن سوى صوت ارتطام قطعة نقدية من احد الاغنياء في باريس بباقي القطع في قبعتها التي تضعها بجانبها قبل ان تنام لتقنع نفسها ان المال سقط من السماء بينما هي في غفلة وليس من جيوب امتلأت باوراق لا يعلمون قيمتها وبطون امتلأت فطائر تتمنا تذوقها

حتى القطع النظيفة يرونها غير مستحقة لها فيضعون اكثر القطع صدءً والتي لا يقبل بائع الخبز اخذها ليعط الصغيرة ما تسكت به جوعها

ف سحقًا لك باريس

تمت...

فطائر التفاححيث تعيش القصص. اكتشف الآن