ها أنا ذا بنيويورك التي حلمتُ لأراها ، و بصحبتي زميلي بالعمل الذي لا يكف عن الثرثرة جالساً أمامي على طاولة أحد المطاعم الراقية ننتظر الطعامأتى النادل ليصمتْ قليلاً ، و خلفهُ نادلٌ آخر كان يحمل الطعام ، وضع المقبلات ، ثم السلطة ، ثم طبق اللحم المشوي تحت الأرض مع بعض النبيذ ، كنتُ أعشق تلك المأكولة
أمسكتُ بالشوكة و السكين لأضع أول لقمةٍ في فمي ، و لكن هناك حشدٌ من الذكريات تتخبط في ذهني ، يوجدُ خطبٌ ما بهذا الطبق ، إن تلك اللحمة تحتوي على الكزبرة
" بعضٌ من الكزبرة ... "
أغمضتُ عيناي لأتذكر ، أحاول التحقق من الأمر ، هناك بعضُ الفلفل الأبيض على تلك الشريحة
" فلفلٌ أبيض ، و لكن بخفة هكذا ، رائع ... "
لا تتوقف الذكريات عن التدفق لرأسي ، مازلتُ مغمضة العينين أحاول تأكيد معرفتي لصانع تلك الشريحة ، هناك بعض النبيذ الحلو
" و بعض النبيذ الحلو ، عليكَ بمسحهِ برقة كبيرة ، يجب أن يكون المذاق ظهرٌ و غير ظاهر ... "
" تبدو لي شهية كصاحبتها "
" إنها كذلك "فتحتُ عيناي بسرعة بعد ما أدركتُ صاحبها ، لا أحد يضع النبيذ على اللحم سواه ، هو عاشق الطعم الحلو مع المالح ، هو صاحب الذوق الفريد
" أهلاً سيداي ، سيقوم الطاهي بالمرور عليكما ليطمأن ، و نشكر السيد وليامز على دعوتكما إلى مطعمنا ، لقد تشرفنا " كان النادل ذو ذوقٍ رفيع ، و إحترامٍ شديد ، و لكن كل ما علقتْ مسامعي عليه هو أن الطاهي سيمرُّ لرؤيتنا ، و حقاً أريد معرفة من هو ؟؟!
ليست دقائق قبل ظهورهِ بجسدهِ أمامنا ، شعرهُ المقصوص الذي يتدلى من أحد الجانبين ، قميصهُ الحريري غريب الأطوار ، صدرهُ الظاهر ، أصابعهُ التي تحمل مختلف الخواتم المتناسقة ، لقد تغير وجههُ كلياً
نظرَ في عيناي مبتسماً قبل أن يمدَّ يدهُ مصافحاً " أهلاً إليا ، مرَّ وقتٌ طويل على تقابلنا آخر مرة " نظرتُ ليدهِ الممدودة ، ثم له ، هل يقصد آخر مرة التي انفصلنا بها ؟؟، هل هذا حقيقي ؟!
" أ-أهلاً " صافحتهُ بسرعة و التوتر يأكل أحشائي و ملامح وجهي ، كان مبتسماً ، ليس و كأني كنتُ إحدى الأسباب التي جلبتْ له الحزنَ يوماً ، صافح زميلي الذي يجاورني بسرور
" أهلاً بكم في مطعمي ، و أشكر السيد وليامز الذي تفضل بدعوتكم إلى هنا ، كان من أفضل الأشياء التي كانت قد حدثتْ هنا " نظرَ لي بنهاية الحديث ، أشعر بإخطلاط عقلي و أفكاري ، إرتسمتْ ابتسامة على محياي لمجرد التفكير أنه أمامي و أننا سنعود سوياً
و لكن تلك الإبتسامة إختفتْ فور تسلل تلك اليدين الأنوثتين تلتف حول عنق هاري ، فتظهر فتاةٌ تُقبل هاري على وجنتهِ ليغمض عيناه مبتسماً قبل أن يحتويها بين يديه مُحتضناً ، و بعد ما إنتهى ذلك الاحتضان أمامي بوجهي المُصفر ، تمسَّكَ بيدها و عيناه لا تفارق النظر لها بحب
" تلك هي خطيبتي ، كاميل " تصنعتُ إبتسامة لأقف مصافحةً لها بود ، كانت تلك كالصدمة ، ماذا كنتُ أظن ؟، أن هاري سيبقى يُحبني مدى الحياة ؟، يا لسذاجتي
" حبيبتي ، أقدم لكِ صديقتي إليا و السيد راهول من الذين يعملون لدى السيد وليامز " صديقةٌ إذاً!، يبدو لي هذا أفضل من قول ' العاهرة التي تركتني لأجل المال ' ، لماذا هاري يكون الملاك دائماً ؟، اللعنة عليَّ
" تشرفتُ بمعرفتكم ، أنا خطيبة هاري ، و نحن نرحب بكم أشد الترحيب هنا "
TO BE CONTINUE . . .
أنت تقرأ
DON'T LEAVE ME 《H.S》 لا تتركيني
Romanceكانتْ المرة الأولى التي أكسر قلبه ، لم يخطر لي أنني سأتجرأ للمرة الثانية و أفعلها ... قصيرة LUZAY