الفصل الخامس - 5 - الأطفال الضائعون

385 22 5
                                    


بعدما مشينا لمدة تقارب الساعتين خرجنا أخيرا من غابة الضياع، و كنا في مكان مجهول بجانب نهر عميق ذي تيار متوسط القوة..
قالت نافي :
"هممم... لست متأكدة من مكاننا، لكن المستنقع يقع جنوبا من هنا. أتران ذلك المخلوق هناك؟"
نظرنا يمينا لنرى شيئا مغطى بالوحل الأخضر الغامق و الشوك منبثق من شتى أجزاء جسمه، هرب بعيدا في الغابات المجاورة..
"هذا وحش فارٌ من المستنقع على الأرجح."
عندها سمعنا صوت مركب كبير على وشك الذهاب،
ذهبت إليه نافي بسرعة و قالت أن نتبعها ! فإنه ذاهب بإتجاه وجهتنا.
لحقناها و ركبنا على متن القارب الذي كان مليئًا... بحيوانات السمندل.. ؟ ماذا؟ ألا تستطيع هذه الكائنات أن تسبح أيضا؟ أم أنها لا تريد تلطيخ ملابسها الفاخرة بالماء..؟
هذا العالم أغرب مما توقعت...
كانت لوسي تخاف من حيوانات السمندل، لذا بقيت خلفي مختبئة منهم، و كانت نافي تحاول الهرب من تلك السحالي البرمائية التي كانت تحاول أكلها بإستمرار.
نام الجميع على متن القارب بعد غروب شمسٍ مسرٍ للأعين بعد ساعة من ركوبنا...
لذا خلدنا للنوم بدورنا....

- ماجا تتحدث إليك -

".. في تلك الأثناء، كان هناك حوار يجري بين أكثر الكائنات شرا و حقدا على البشرية، و بين كائن أخفى الغموض الذي تشكل حوله بلطفه المزيف...
هذه الأشياء لم يعرف آرمين بأمرها قط، لذا ها أنا أحكيها لكم بكل سرور...

بعد مغيب شمس ذلك اليوم، ذهب غوثير إلى أعماق الغابة المظلمة التي تقع شرق بوابة القبو..
و وصل لمكان لا ينبغي لأحدٍ غيره أن يدخله، إلا إذا كانت نهاية حياة طفل بريء أخر....
في تلك الغابة حاجز سحري، إذا عبرته تذهب للجهة الأخرى من المكان، مما يعني أنه هناك شيء مخفيً..! و غوثير يعلم التعويذة لفتح تلك البوابة.. قالها ببطء وسط عتمة الليل بينما كانت النجوم تلمع، و طيور البوم تحلق، و الذئاب تصدر أصوات عوائها تحت الضوء الخافت لقمر مكتمل..

"أو رو هي بو رو كين..."

عبر غوثير الحاجز السحري، و ناداه صوت يدب الرعب في القلوب من قريب :
"غوووثير.. لقد عدت أخيرا.. أين هوا آرمين؟"

من كان صاحب ذلك الصوت المخيف يا ترى..؟ إنها روح لا تحمل فيها من مشاعر غير الغضب و الكره و الحقد، و قد خرجت من أعمق حفرة مؤدية للجحيم.. حُبست في شجرة منذ ألاف السنوات بطريقة لا يعلمها أحد.. تلك الشجرة أصبحت كبيرة الحجم قاتمة اللون، تعطي مئات الكوابيس بمجرد النظر إليها..
و الأن، لا تريد تلك الروح إلا الخروج لتحرق كل شيء إنتقاما من هذا العالم...

-"لقد ذهب هوا و أخته لغابة الضياع.. لكنهم سيعودون قريبا.."
-"من الأفضل لهم أن يعودوا بسرعة.. و إلا سيندمون، و أنت أيضا! .. أريد الخروج من هذا السجن بحق خالق الجحيم!!!!!"
-"قريبا.. قريبا جدا يا مولاي.. ما إن تمتص روح آرمين و أخته، ستحصل على القوة الكافية لكسر هذا الحاجز أخيرا بعد كل هذا الوقت."
-"...اااه..لقد مرت مدة لا أستطيع تذكرها.. عشرات القرون تمضي و أنا هنا بلا أي حراك.. لقد سئمت هذا...! و ما فعله بي أرثر جعل كل شيء أسوء..! هذه الندبة تؤلم بشدة!!"

حكايات ماجا: ما وراء قبو الغموضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن