الفصل السابع - 7 - الذي يخفيه القمر

313 18 7
                                    

يبدو أن عالم ما وراء القبو قد دخل فصل الخريف مؤخرا؛ فأوراق الأشجار المهترئة و الصفراء خير دليل على ذلك، و السماء بغيومها القاتمة تكمل لوحة أخر فصول السنة.

إنها ساعة مبكرة من الصباح.. لا أعلم أين انا، و جسمي مرهق لأبعد الحدود. ما كنت لأتخيل نفسي في حال أسوء...

ريثما كنت أمشي جزافا لمحت بعيدا منزلا ما، و ما بيدي إلا الذهاب إليه. و أكلت التفاح الذي أخذته معي بالأمس في حين رحت أتأمل سريان النهر الذي مشيت بجانبه. و مر الوقت بسرعة...

بغض النظر عن ماهية الشيء الذي بنا هذا المكان، بشرا كان أو مخلوقا أجهله، فإنه قد أعتنى بالمكان جيدا من الخارج. فتحت الباب الثقيل لأشبع فضولي المعبرد، و إنه لبيت ذو طابقين مليئ بالكتب و الخرائظ و الأرفاف. الستائر الحمراء كانت تسد نور الشمس بينما أضواء الشموع تتخافت شيئا فشيئا..

كتب تاريخية و سحرية؛ خرائط متقنة الرسم؛ كان مكانا يعم بما يثير الإهتمام بشدة. لدرجة جعلتني أتسلق السلم للطابق الثاني، فقط لأجد رجلا في معطف فاخر نائما على مكتبه، في يده ريشة و رأسه ملقى على كتاب ثقيل.

بعد عدة ثوان دوى فيها شخيره إستيقظ ببطء يرمقني، و سأل الرجل:
”مالذي أتى بك هنا أيها الفتى؟ ألا تطرق الأبواب قبل الدخول؟“
- ”ع-عذرا، اسمي هو أرمين أرثر،“ و رحت أحكي له قصتي، و كان يستمع غير منقطع النظير. كان للأمر رهبة ما.

”فهمت!“ قال الرجل، ”كنت هاربًا من ذلك البائس غوثير منذ قرون مثلك.“

قاطعته عندها أقول: ”قرون؟! كم عمرك يا سيد؟“
- ”إحم! أدعى فايل إريكزهام.“
(Fale Ericsham.)
”و لم أعد أهتم بذلك حتى. كل ما يستحق تذكره في ما يخص عمري أني صمدت خلال عصر الضباب و فترة التحول الكوني. “

- ”الضباب و.. التحول الكوني؟“
- ”يبدو أنك تجهل تاريخ هذا العالم، لا؟“
- ”يبدو ذلك.. “
- ”إذًا، كيف لي أن أخدمك في رحلتك؟“
- ”أحاول العودة لمنزلي؛ أي مساعدة في ذلك ستكون جيدة.“

همهم الرجل لحظةً ثم قال ”إنتظر هنا.“
دخل قبوا ما و عاد حاملا بوصلة معدنية قائلا:
”سترشدك هذه إلى مدخل هذا العالم. “
و أعطاني إياها مستكملا حديثه: ”إنها مشحونة بالسحر، لذا لا تخف.“
- ”جزيل الشكر لك يا سيد! سأذهب الأن!“
............

”....همممه... إنه.. يشبهه نوعا ما.“

...... خرجت من البوابة لعالمي، بعد أن مشيت خلال حقول شاسعة و غابات مزهرة مخضرة. إن الليل قد حل بالفعل، و يصعب وصف تعبي بالكلمات.. لكن وقت راحتي قد حان.

أخبرت أمي القلقة أني سقطت من على منحدر و غبت عن الوعي بلا أذى خطير، و أوقعت رأسي على وسادتي بجانب أختي لتكون بوابتي لعالم الأحلام الشاسع؛ محلقًا فيه غير ممسكا للدفة، فقط أشاهد بصمت من بعيد...

حكايات ماجا: ما وراء قبو الغموضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن