شاعت رائحةُ القهوة في الغرفة تنافسها رائحةٌ عطِـرةٌ ذكيّـة.
لون السماء فاتر لكن الجوّ دافء.
والغرفة مضاءة بلون السماء.ضرب قاعُ الكأس سطحَ الطاولة حين وضعته وجلست جانباً مع كتابها، قالت تحدّث نفسها :
- الجو جميل للغاية في الخارج.
- لطالما كان الأول من أيلول يوماً جميلاً
تنهّدت يائسةً منه، هو حتى لم يرفع عينه عن جريدته حين قالها.
رفعت ساقيها عن الأرض و ببعض الإنزعاج اردفت :
- ليس لأنه -لطالما كان- بل يعجبني لأنه اليوم جميل !
- هل قلت غير هذا ؟؟
رشف من فنجانه بهدوء وهذه المرة رمقها بطرف عينه متهكّماً وأعاده مكانه.
فتحت كتابها غير مكترثةٍ له :
- تفكيرك قديم مثلك !
أنزل جريدته وبصوت حازم :
- اخفضي صوتك ! يجب ألا يسمعنا أحد!
سخرت بملامح تُـظهر اللامبالة :
- أجل فـنقاشاتنا في غاية الأهمية !
عادت ترشف من كوبها و تصغي للصمت الذي حلّ لدقائق.
هو كان يفكّر، يفكّر بعمق رامياً بنظره إلى النافذة وعبرها إلى اللاحدود.
- يجب على النقاش أن يكون جميلاً قبل أن يكون مهماً
قالها كأنما يقرأ نقوشاً محفورة في الأفق.
تلذذت بالطعم الذي بين شفتيها وبالكلمات التي لامست مسامعها :
- جميل كـبداية أيلول !
.
.
.
.
.
.
.
🍵
أنت تقرأ
STR || شاي، قهوة
Randomنداء من محب الشاي إلى محب القهوة، حوّل ! نقاشات جدليّـة لايفهمها الكثيرون.