كوب شايها برد ينتظر قرب أصيص الصبار على حافة النافذة بينما وقفت شاردة تتطلع إلى الغروب و تتنهّد.
" أهي تنهيدة عشق؟ "
فرد الجريدة أمامه، يجلس على أريكةٍ خلفها." تعلم أن معنى العشق عندي لايتجاوز حدود مائدة طعامي " أسندت رأسها على الحائط بيأس.
" هذا ما قصدته، هل أنت جائعة؟ " قلب الصفحة ببرود.
" لا " رفعت قطعة قماش تكمل مسح ورق النبات المرصوف.
بعد صمت اعترفت وحدها..
" لم أتحدث مع أحد منذ زمن، أشعر بالاختناق "
" الآن تفهمين شعوري، أُرجّح أنك لن تتجاهلين بعد الآن." نبرته خالجها النصر والتشفّي.
" سأفعل " رمت نحوه نظرةً فجّة.
" مزاجك يسوء فوق سوءه " أراد أن يهرب من نظرتها ويطرّي حلقه ببعض القهوة لكنه صدم بكون فنجانه فارغ.
ليس له منها مهرب.
علت نبرتها قليلاً وهي تعمل ..
" أنا أتجاهلك لأن حوارك معي لن ينفعك، وحواري معك لاينفعني. جد أحداً عجوزاً مثلك لتتحدث إليه وسأبحث عمن يصادقني "
" هذه قلة احترام ! "
" هذا فارق السنّ، حديثي مع شخص يكبرني أو يصغرني لايجدي، الأكبر يزيدني ضغطاً والأصغر لايتفهّم. الروح تحتاج لمن يُسايِرها و يُسارِرها لتُسرّ و ترتاح. أنت تتظاهر بالإصغاء لكنك لاتفعل "
" هذه قلة أدب ! "
تنهّدت وشربت شايها بارداً و على مهلٍ أجابت..
" أرأيت؟ لهذا أتجاهلك " أشارت بذقنها وعينيها إلى الجريدة في يده وقد تجعّدت بين قبضتيه لفرط انزعاجه.
انتبه لتصرفه فتنهّد وعدّل جلسته منسحباً من احتدامه.
هدأ و خطر له سؤال ..
" أيعني هذا أننا لا نتحاور الآن؟ أليس هذا حواراً؟ "
" هذه مناوشة و المناوشة حرب مُتعبة "
بعض الثقل تخلل صدره ففهم مقصدها و اعترف
" أقنعتني. "
_____
🐱
أنت تقرأ
STR || شاي، قهوة
Losoweنداء من محب الشاي إلى محب القهوة، حوّل ! نقاشات جدليّـة لايفهمها الكثيرون.