الفصل الثانى

25.6K 812 137
                                    

ابتدرته قائلة :"يوسف ..كيف حالك ؟؟ مازالت كما كنت ..لم تتغير البتة ..".

رد بينما ما يزال يحدق بها مبهورا بالتغيير :"ولكن انتى تغيرتى .. تغيرتى كثيرا لدرجة انى لم اعرفك ".

كانت نظراته توحى بمدى التغيير ..اكتفت بابتسامة ..

ولكنه اراد ان يطيل اللحظة :"حمدا لله علي سلامتك".

ردت بهدوء :" اشكرك".

حسنا ..زالت مشاعرها نحوك ..

لا داعى للكثير من الذكاء ليفهم ذلك ..

ماذا كنت تتوقع ؟؟

ولكن مازال امامك امل ..

كانت ترتيبات الطعام وتجهيزه تجرى علي قدم وساق تحت اشراف دقيق من  شقيقته  ..

فكانت برغم حملها تساعد في وضع الاطباق وادوات المائدة ..

توجه اليها بينما يقول بهمس :"اريد ان اجلس بجوارها".

لم تكن فرح بحاجة الي تصنع الغباء ..فهى تعرف من يقصد ..

فقالت ضاحكة بخبث :"أحقا؟؟؟! . ..سبحان مغير الاحوال . اليست تلك من كنت تهرب منها منذ سنوات !!.. من الواضح انك قد وقعت في شر اعمالك يا كازانوفا .. ولكن عليك الا تبدي اهتماما كبيرا الي هذا الحد".

قال محذرا :"فرح ".

ردت مستسلمة :"حسنا ..حسنا ..لا تغضب .. ارجو ان يكون الامر يستحق المحاولة ".

سال بلهفة وتوجس:" لما ؟؟...اهناك شئ؟؟...اهى مرتبطة؟؟اتحب احدهم؟؟!"

ردت اخته نافية :"لا اعرف ..ولكن لا اعتقد ..لو كان هناك شيئا لكنت عرفت ..فانا صديقتها الحميمة ولا يمكن ان يخفي علي امرا كهذا ".

لا يعرف لما اثارت كلمات شقيقته في قلبه توترا ..

اهناك اخر كما حذره ابيه ؟!

اخر هو سر هذا التغيير ..

اخر جعلها تراه رجلا عاديا ...

اخر ازاحه من حياتها ..من مراهقتها ...

مسحه بممحاة ..فجعله كأن لم يكن ..

عاد الي مقعده يفكر ينتظر دعوتهم الي المائدة ..

وكما اراد جلست بجواره ..ولكن رغم ذلك لم يجد ادنى فرصة في التحدث معها ..

فهى اما مشغولة بالحديث مع شقيقها والذى كان يجلس علي رأس المائدة بحكم كونهم بمنزله او مع والدها الذى كان يجلس بجوارها علي الجانب الاخر ..

كان صوتها هادئا واثقا للغاية علي عكس ما كانت قديما. ..

فقديما كانت دوما متوترة ولا تعكس اى ثقة بالنفس ..

من الواضح انها تغيرت داخليا كما تغيرت من الخارج ..

كان تغيرها يوحى بانها شخصا غريبا ..

فرصة ثانية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن