4

124K 2.5K 224
                                    

الفصل الرابع

••••••

صدى صوت نسائى انطلق من بين شفتيها كان كافيًا ليُنقذها من الحلقات النسائيه المتجمعه في الاسفل تترقب مصيرها ، وكانت ايضا سببًا في انطلاق ضحكة نصر عجيب ومبهم من بين شفتي حمزه ثار فضولها .

تراجعت للخلف بجسد مرتجف مناديه عليه بصوت يحمل خليطًا من الضجر والجزع ، وقفت بجوار السور الحديدي الذي يحاصر الطابق العلوي منتظرة قدومه اليها مردده
"انت يا بنى ادم يلي هنا .. مش بنده عليك !!"

تعمد تجاهلها بانغماسه فى تناول طعامه الشهي وهو يفترسه بشراسة رافعا حاجبه باعجاب كمن عثر علي ملاذه فقرر ان يفرغ فيه كل الطاقات المكبوتة بداخله ، ولم يبال اي اهتمام لندائها .

اصابها تجاهلهُ لها في مقتل ، وتيره من الانفاس المتتاليه خرجت من جوفها ، فتحركت نحو السُلم وهى تجر ذيل فستانها خلفها متحدثه خلف صفى اسنانها المنطبقين فوق بعضهما
"هو انا مش بنادي عليك !! .. ولا بكلم نفسي فى البيت دا ، ولا أنتَ مابتسمعش ؟! "

تسلح بسلاح البرود واللامبالاه قائلًا
"في حاجه مزعلاكى يا قمر !! "
أسهم الجليد صوبت نحو بُركان الغضب فتكون النتيجه إما اخماد البركان او ثوارنه اكثر فأكثر مستهدفًا انصهار تلك السهام ، تمالكت غضبها بصعوبه بالغه ثم اردفت
" متقوليش قمر دي .. متعصبنيش !!"

ترك ما بيده من طعام مغمضًا كلتا عينيه لبرهه ، فنحن جميعا نغلق عينينا لنهرب من عتمه الواقع لاجئين لعتمه خيالنا معتقدين انها ستكون احن علينا من ظُلمته ، فتح عيونه مجددا بعدما سيطر علي جيوش انفعالاته مردفا بتعجب

"خبر ايه امال !! عاوزاني اقولك ياايه يعنى ؟ "
زفرت بصوت عال وهى تكور قبضة يدها باغتياظ قائله
"متقوليش اي حاجه غير تفهمنى ايه اللي فوق دا !!"
دار نحوها بجسده ناظرا لاعلى متصطنع علامات التعجب والدهشه متجاهلا تمامًا حقيقة ما بالاعلى قائلا
"مش فاهم قصدك ايه وأيه الـ فوق! "

ضغطت علي فكيها كمن يضغط على جمر بقوة مردفه في سرها :
- الصبر يارب ... _ثم رفعت صوتها قائله_ لو تكرمت وجيت معايا هتعرف اي اللي فوق دا !!

نهض بحماس من فوق مقعده متوجهًا نحوها ، وضع قدمه علي اول درجات السلم وهو يترقبها بعيون صقر يود ان يفترسها حُبا الان ، امامه كفراشة ذات جناحين في زيها الابيض تحلق فوق بساتين قلبه لتترك اثرها فوق كل جزء بداخله ، كانت تبدو كملكات الجمال ذوات العود المنتصب والعيون المتسعه والجسد المُتناسق ، وما اثار اعجابه بها اكثر تمردها كطفله في السابعه من عمرها لم تدرك الا ان كل ما تتمناه ستناله بدون النظر للعواقب ، رمقته بنظرات ساخطه مردده :

عشقتك .. وحسم الامر 💔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن