البارت 9

110K 2.1K 348
                                    

الفصل التاسع

قيـل :
‏لَيْسَتْ الْعبرَةُ بِمنْ سَبَق .. وإِنمَا الْعبرَةَ بِمنْ صَدق ..
اللَّهُمّ ارْزُقْنَا الصدقَ في الْقَوْل وَالْإِخْلَاَص في الْعَمَلَ

*****

اعتدل من نومته مُكـررًا سؤاله بنبرة أرعبتها وجعلتها تتراجع للوراء :
"ايه اللي انتِِ مهبباه ده !! أنت نهارك مش فايـت "

غمغمت بتحيـر :
" نعم ! عملت أيه ، أنا مش فاهمـة ؟! "

باتت الغيـرة جمر متوقد بملامحه ، فجهر :
-ممكن اعرف المكياج ده اي لازمته !!

ثم مال لعنـدها متخذًا نفسًا سريعًا :
-وأيه كمان الريحة دي ؟!

هزت كتفيها بتمـرد غير معترف بجملة الاتهامات الموجهـة لها :
" وأيه المشكلة !! وبعدين انت زعلان ليه ، انا حلوة وبحب كل الناس تشوفني دايما حلوة "

فارق فراشـه مغلولًا من عنادها وقبض على معصمها وسحبها امام المرآه عنوة ، وجهر موبخًا :

"اتفرجي عاجبك إكده و اللون الأحمر ده مايتحطش لحـد غيري...
ثم زفر ممتعضًا محاولًا تمالك نفسه وقال بنبرة يبطنها الغضب :

-الزفت ده يتمسح قبل ماتنزلي ياوعد ، ومش عايز كلمة زيادة.

عاندته وبنبرة استفزازيـة :
-لا مش همسحه، ماله اللون جميل ولايق عليا .. متكبرش الموضوع بقا !!

فجر غضبه بسطح التسريحة عندما صفع فوقها بكل قوته :

"متقاوحيش فـ الغلط يا وعد امسحي الزفت ده والا هتصرف معاكي تصرف مش هيعجبك بالمرة "

يبـدو بأن الوجه الحقيقي للسيطرة قـد حل ، وذلك لا يتناسب مع إمراة النار العنيدة مثلها .. أصابها السخط من تحكماته وأسلوبه العصيب ، فانفجـرت بوجهه قائلة:

" انت صدقت نفسك أننا متجوزين بجد!!  وكمان هتعيش الدور عليـا !! أنا مش بحب الطريقة دي .. وخلاص رجعت فـ كلامي..

ثم زفرت بارتباك إثر تلاقي أعينهم وأكملت:
-أحنا عارفين الـ فيها ، أنا وأنت مش لبعض يا حمزة و العلاقه دي ليها نهايه ولا انت نسيت الاتفاق !"

سكبت البنزين على جمره المشتعل فزاد الأمر سوءًا .. غلت الدماء بعروقه وجن جنونه لمجرد سماعه فكرة رحيلها ، ومن تكون تلك التي تناطحه للتو ، أ لم تكن نفسها ذات القطة التي اختبأت بحضنه منذ قليل!! ثم وجه كلامه اليها بحنق وضيق يعلن قوته وعدم تأثره بتهديدها :

"ولحد ما تيجي النهايه دي ما تيجي انتِ فـ عصمتي ومجبورة تسمعي كلامي وتنفذيه بالحرف ومن غير مقاوحة ...وووو إلا"

لاحظت عدم تأثره بتهديدها ولم تر لهفته عليها ، فتفاقم الغضب والنفور بداخلها دفعته برفقٍ عن طريقها متأهبة لمغادرة الغرفة من ذلك الباب المنغلق عليهما ، جاهرة :

عشقتك .. وحسم الامر 💔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن