فجر جديد

43 6 1
                                    

فلنتمعن في الحياة دقيقة ، حقا إنها غريبة..يقول أخيها في مقولته المشهورة لممثله المفضل " نولد مرة و نموت مرة..والحب ! نحب مرة " ترى كل شيء بوضوح للمرة الأولى بعد ضباب كثيف...يبدو أن الحلم أيقظ فيها روحا لطالما سكنت ظلالا لا تحوي سوى أشباحا متمردة ، تستوعب للحظة عمق المجرى الذي أخذته في سنوات قحط مفتقرة لألوان الحياة البريئة منها والصاخبة ، ترى كم أن الأحداث سخيفة كانت بالرغم من مشقتها..تستفيق من غيبوبتها الطويلة لتخرج الشارع مندفعة نحو تحقيق الرضا في يومها هذا ، و بينما هي تمشي تأخذ ملاحظات عن صغار يمرحون و أناس يسعون نحو النجاح ، معظمهم مشغول و أغلبهم مكتئبون يعيشون على هامش الحياة.. كما ترى آخرين سعداء راضين بحياتهم كما هي و يسيرنوها نحو الإتجاه الصحيح لا بد و أنهم تمعنوا حتى تعلموا و استنتجوا طبيعة الحياة..حقا كم أنها غريبة هذه الأخيرة..لطالما تطعم الضعيف قهرا و تتغذى على روحه استبدادا ما لم يتفهمها..أوليست الحياة مستمرة ! هل توقفت عند أول حادثة بشعة ! هل توقفت عند أول طعناتها ! هل توقفت عند كل حرقة و تنهيدة عميقة كادت أن تخرج روحها معها ! هل توقفت مقابل كل دمعة لم تتوقف يوما منذ أن صفعتها هي الأخيرة و هي لا تزال تقابلها بسذاجة طفلة في الخامسة من عمرها ! تسأل و الكثير الكثير من الأسئلة لنفسها حتى تتلقى أجوبة أقنعتها أخيرا كانت تتمنى لو أنها تسمعها من أحدهم و لكنها إكتفت بنفسها ، تقرر شراء المثلجات والإستمتاع بها بجانب عجوز يلفظ أنفاسه بصعوبة لا يكاد يلتقطها ...يضع كوبا من القهوة بجانبه و في يده جريدة يقرأ عناوينها تحت زجاجتين يحكيا طول العمر تناقضا مع قصر الأيام كانت هذه فلسفته...إنه صديقها العجوز الذي لا يمر ثلاثاء دون أن تستنشق منه عبير الحياة وزهرها لطالما كان هو الجرعة الإيجابية في حياتها..تجلس بجانبه لتسلم عليه .." ها قد جاءت عصفورتي " يقول ثم ترتسم ضحكات على محياهم حتى يأخذ الحديث مجراه وصولا إلى دعوة منه اعتادت عليها بمثابة البركة عندها.. فتغادر لتكمل يومها بروح جديدة..إنه الحب.. إنها تستمد قوتها من صدقه ولولا تيار الحب لماتت منذ سنوات رغم كل قاتل كان و لم تمت..تخطو خطوات نحو وجهتها لتصل بذلك إلى متجر كبير.. تدخل ليعرضها البائع بأجمل كلمات الترحيب ..
..يتبع...

فتاةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن