(الفصل الثاني) الخوف من المجهول

34 5 2
                                    

قلوبنا لم يعذبها احد ...هي من عذبت نفسها عندما احبت من ليس لها ...
____
الجزء الثاني الفصل الثاني..."الخوف من المجهول" ..
....
"حضرت آنا سيدي هل ادخلها ؟ "
قالتها الينا وهي خائفة من ردة فعل ماركوس لكنه فاجأها برده البارد حيث قال تلك الكلمات بهدوء
"ادخليها لربما لذيها حجة تجعلني اشفق عليها "
شعرت الينا بنوع من الخوف من كلام ماركوس وبتوتر شديد قالت:
"حاضر سيدي سأطلب منها الدخول ...هل تريد شيس اخر ؟ ..."
ماركوس:
"بما اننا في وضح النهار اريد كوبين قهوة لكي اشعر بالنشاط ...حقا رأسي هذه الايام يؤلمني كثيرا ..."
الينا:
"هل اتصل بالدكتور ؟ ..."
ماركوس:
"اتعرفين خططت لذلك ...انتي الان ادخلي آنا واحضري القهوة ونتحدث في ذلك لاحقا ..."
الينا:
"امرك سيدي ....عن اذنك سيدي ..."
وخرجت من المكتبها متجهة لبوابة:
"ادخلي لقد وافق على رؤيتك ...ولكن لا تجادليه هو غاظب كفاية منك على ما فعلته ليلة البارحة ..."
قالت آنا ببرودة:
"ليكن هذا ليس من شأني ...فقط اتيت مع حجتي الكافية لي إقناعه ..."
الينا:
"حظا موفقا لك ..."
وادخلتها لتخدل المكتب وتقول بهدوء بجملات تملأها نوع من ثقة والخوف في نفس الوقت:
"حبيبي اتيت لرؤيتك ...."
ماركوس:
"جيد اذن هل اتيتي مع ما اريده ؟ ..."
عرفت ما يقصده لكنها حاولت التغابا فقالت بنوع من الغباء:
"ماذا تقصد ؟ .."
ينهض ماركوس ويضرب الطاولة ثم يقول بصوت مليء بالغظب والصراخ:
"الحجة اريد حجة مقنعة لعدم حضورك بالامس كنت بحاجة اليكي ولم تحضري انسيتي من انا ها انستي انا اقوى منك يا تافهة مزلتي كما انتي ضعيفة امام قوتي انتي لا شيء لا تحاولي الكذب الانني سأكتشفك وقولي الحقيقية الانني سأدركها عاجلا او اجلا ..."
انزلت آنا بعض الدموع وكانت تبدو حزينة هه تجيد التمثيل فعلا ...
قالتها بنوع من التوتر:
"اسفة سيدي لقد كنت مع شخص يهمني بالامس "
ماركوس:
"يهمك ؟ على قائمتك شخص مهم اكثر مني ؟ "
وسحب مسدسه ناحيتها وقال:
"قولي فورا من هو ذاك العاهر لكي اقتلته واقتلك واجعل منكما عبرة لمن يحاول التلاعب معي ..."
آنا:
"حبيبي لا تغظب من كنت معه كل شيء بالنسبة لي هو ما تبقى من عائلتي كما تعرف انا يتمية وهو ايضا يتيم وكنا نشعر بالكأبة والحزن وظلينا مع بعضنا نساند بعضمنا البعض للأننا الاكثر حزنا مما تنصور كنا نمتلك رغبة واحدة مشتركة ...الرغبة في الموت والانتحار ..."
ماركوس:
"نفذ صبري يافتاة اخبريني من هو ؟ ...."
آنا:
"اخي ...نعم انه كذلك ..."
ماركوس:
"اجلسي ..."
دخلت الينا مقاطعة ذاك الشجار الساخن ...
الينا:
"سيدي احضرت القهوة ...تفضلا ...عن اذنكما ..."
وخرجت ثم سأل ماركوس آنا بتعجب:
"لذيك اخ ؟ ..."
آنا:
"نعم لذي ...لقد تربينا معا مع عمتي كما اخبرتك مسبقا..."
ماركوس:
"نعم اخبرتيني بعمتك لكنك لم تخبرينني بأخوك .."
آنا:
"لكنك لم تسألني ..."
نضر ماركوس لي آنا ثم قال بنبرة صوت هادئة:
"اتصلي بي واخبرنني انكي لن تحضري المرة القادمة ...لا تغظبينني الانني لا اعرف ماذا افعل عندما انفعل واغظب ..."
آنا:
"حاضر سيدي ..."
ماركوس:
"احبك يا أمرأة ..."
آنا:
"وانا كذلك ..."
ماركوس:
"اذن ما به أخوكي ولماذا  يحاول الانتحار ؟ ..."
آنا:
"لقد ترك حبيبته وكان مخطىء في حقها ...تلك الفتاة المسكينة الذي احبها بصدق تركها في اهم لحظات حياتها ..."
ماركوس:
"اوه ماذا فعل ؟ ..."
آنا:
"خذلها ...فقط خذلها ..."
راودت ماركوس تلك الافكار السوداء ليسأل آنا بخبث:
"ماذا يدعى اخيك ؟ ..."
آنا:
"فرانسيسكو ...انا ادعوه كذلك ..."
ماركوس:
"اقصد اسمه الحقيقي ماهو ؟ "
ابتسمت آنا بخبث لتقول:
"دعنا نقول بأنه سري الصغير ..."
رادوت الافكار ماركوس مجددا وهذه المرة افكاره كانت بها نوعا من اليقين ...
قال ماركوس بهدوء وهو يستحي كوب القهوة:
"لنعرف من هو اخيك السري ذلك ...على اي حال سنعرفه في النهاية ..."
كانت آنا تخاطر كثيرا لكنها كانت مستعدة لفعل اي شيء لي ارضاء رغبتها بالانتقام ...
حاول ماركوس التقرب منها مرارا وتكرارا لكنها كانت ترفضه في كل مرة بحجة انها تنتظر الوقت المناسب
هي حتى احرقت هدية عيد الحب لكونه ما بينهما خطة تسودها الكراهية والرغبة التامة بالانتقام ...
العودة لمكتب بيلار ...
كانت الاوضاع ساكنة على غير العادة الهدوء كان لغة المكان فلا شيء يتحدث سوى الصمت ...
والصمت لا صوت له ...
الوحشة ملأت المكان وشعرت بيلار بنوع من الوحدة لكونها لم تعتد بعد عن الوحدة والفراغ ...
كانت تلك المراهقة التى ترى حبيبها فارس احلامها وزوجها المستقبلي ...
كانت تراه بالسرية التامة لكون والدها غير موافق على تلك العلاقة منذ البداية ...
لنقل انه ليس حب الطفولة ...لكنه حب المراهقة بكل تأكيد ...
احرق ذاك الحب زهرة شبابها وجعلها كالعجوز التى تخاف ان يرميها الزمان وينساها الناس وتكون في المجتمع طي النسيان ...
فور طور قلبها الذي لا يعرف لغة التفكير تنبض بحبه في كل دقيقية تمر تنتظر حدوث معجزة ليعود الزمان الى ما كان عليه ...وفي طول عقلها كانت تقول بأنها سعيدة لمعرفتها حقيقيته ...لكن الوضع ليس كذلك ...بالواقع هي تحبه ...فقط تحبه ... تحبه حب خطير ..صعب ان ينتسى ...لكنها كانت امرأة قوية ....حيث رغبتها بالحفاظ على كبرياءها عاليا كانت اكبر من الحب ...واعلى منه قيمة ...لتكن تلك هي اخطر انواع النساء ...
اخذت بيلار كتاب بعنوان"الفتاة تعيسة الحظ" وكانت تقرأه بشوق لمعرفتها احداث تلك الرواية التى تحكي عن فتاة خذلها الجميع لكنها عاشت فقط مع ثلاثة اصدقاء ...القراءة ...والموسقيء ..والقهوة المرة
....للذة الروح ونقاء الفكر ...تمتع بكل لحظة تعيشها بمفردك ...هذه هي مقولة عمة بيلار "اندريانا"التى مرت بخمس علاقات حب فاشلة لتعرف ان الحب لرجال ....وفي زمننا نادرا ما تجد ذاك الصنف الراقي
...
كانت تشعر بالذنب ...نعم الذنب كان يأكلها الانها سمحت لقلبها بأن يأخذ قرار عنها ...ما اغباني كنت .. هذه الجملة كانت تكررها مرارا وتكرارا ...هل الانه خذلها ؟ ...او الانه ليس الرجل الاول ..
ماريوس سالتوس ...عشيق الطفولة ...
لحظات من الماضي
خرجت بيلار لشارع بفستان ابيض مليء بالورود الملونة ...كانت تتعثر في الشارع لشدة الضباب وبرودة الطقس ...اقترب ماريوس منها وأمسك بيدها ليسير معها في الشارع متجتب تعثرها ...كان لها كقدمها الثالثة ...كانت تثق به ...يمكنها الاعتماد عليه ...كيف لا وهو يعرف كل شيء عنها ؟
يعرف عجزها التى كانت تخفيه ...نضرها كان ضعيف جدا ...كضعف ضوء نجمة صغيرة في السماء ....هي لا ترى الالوان فحسب ..بالا ترى الاشياء البعيدة ...ونضرها محدود يتمحور على بضعة سانتي مترات قريبة فقط ..وكلما كبرت زاد الامر تعقيدا ...رأت الاطفال يلبعون في الشارع لتسألها باتريسيا:
"بيلي لما لا تجربي اللعب معنا اليوم ..هيا بيلي اؤكد لك بأنك ستستمتعين كثيرا ..."
امسكت باتريسيا يد بيلار لتسحبها بقوة وتقول:
"اوه شكرا لكنني لا ارغب باللعب استمتعوا انتم انا سأكون بالجوار ..."
ونهضت تمشي بخطوات متباعدة تحاول الهروب من الضوضاء قليلا ليلحق بها ماريوس ...
ماريوس:
"بيلي هل حزنتي مما قالته باتريسيا ؟..."
لتجيبه بيلار وهي تحاول اخفاء حزنها:
"لا لم اخف ...فهي لم تقل شيء يغظبني اصلا ..."
حاولت اخفاء حزنها ولكن ليس على من يعرفها احق المعرفة ...
"تبتدين متعبة ..."
قالها بنبرة صوت طفولية حنونة لتضمه اليها بعنف وتشده بأقوى ما تملك من قوة ناحيته وتقول:
"التسق بي ارجوك ....نريد ان نصبح شخص واحد.."
مازالت تلك الكلمة عالقة بذهن ذاك الشخص نفسه .. وكأنه يخبرها بأنها ليس منسية ...لكن روحها لم تكن على رباط بروحها ...فهي قلبها وعقلها مع شخص اخر الان ...
وكانت تضن نفسها منسية ...وهي في قلبي الى الابد ..
اليس القلب احق بالزهايمر يا سادة ؟؟؟ ..
يتبع

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 22, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

حرب الأبيض والاسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن