الفصل الاول

583 7 0
                                    

الفصل الاول

#صاحبةالوعد

#هناءالنمر

تنقل ليام بخفة الغزال بين جزوع الأشجار يتابع أحد الأرانب البرية ، يقف بين الاعشاب ، يلتقط منها بفمه ليأكل ،
جثا ليام بركبته على الارض بهدوء ، ورفع قوسه يصوب به نحو الأرنب ليصيبه ،
وقبل ان يطلق سهمه النارى ناحية الأرنب ، سمع صوت صرخة مكتومة من مكان بعيد ، ويبدوا أن الارنب قد سمع هو الاخر نفس الصرخة ، فهرب مزعورا ،

لم يعر ليام للأرنب الهارب إهتماما كما أثارته الصرخة التى سمعها ، أسرع فى الاتجاه الذى صدرت منه الصرخة ، وبالطبع بحركة الفهد ، يعدو بسرعة وخفة متناهية دون إصدار أى صوت يذكر ، فقد نشأ وترعرع فى الغابات ، حتى اتخذ صفات الفهود التى تعيش بالغابة ، محارب قوى وذكى لكن بجسد ضئيل ، ليس ضئيل بمعنى الكلمة ، فقد كان طويلا نسبيا بجسد رشيق متناسق ، عضلات جسده قوية ومتماسكة ، لكن تشبيهه بالضئالة جاء من مقارنته برجال مملكة الجبال ، فهذه المملكة عبارة عن جبال وغابات فقط ، وكل رجالها ذات جسد عريض شديد وكأنها صفة وراثية فى كل الرجال هناك ، وقد كانت هذه هى السمة الأساسية التى تمكن من التعامل مع الغابة والجبال القاحلة ،
وضئيل الجسم منهم يلقب بالضعيف ، لكن ليام لم يكن ضعيفا أبدا ، فقد كان له القدرة على سحق عشرة رجال فى وقت واحد بخفته وذكائه بإستخدام سهامه وسيفه الرفيع الحاد ، وقد كانت جدته لأمه تلقبه بفهد الغابة بسبب صفات الفهد التى يتمتع بها .

إختبأ خلف شجرة حين لاح له طيف مصدر الصوت من بعيد ، وأخذ يتنقل من خلف كل جزع شجرة للآخر ، مقتربا من المكان الذى يقصده ، وعلى مقربة منه اتضحت له الرؤية ،
فقد كان هناك بعض الفرسان يطاردون شخصا ما اسفل التل الذى يقف خلف شجرة عند قمته ، أمعن النظر لبرهة ليكتشف ان الطريدة مجرد إمرأة ، يبدوا انها صاحبة الصرخة التى سمعها ،

قادته شهامته وهبط مسرعا التل متجها ناحية الفرسان وطريدتهم ، ولكنه توقف فجأة وأخذ يحدث نفسه قائلا
... ما بك ليام ، الى اين تظن نفسك ذاهبا ، الا يكفيك المشاكل التى انت فيها ، وما يدريك من هم هؤلاء الفرسان ومن تكون طريدتهم حتى تتدخل ، ما الخال ان كان فى الأمر مشكلة جديدة توقع نفسك بها ، عد لرشدك ليام وابتعد ....

فعادت عينيه تتطلع للمراة من بعيد ثم زفر حنكا من نفسه وأكمل طريقه قائلا
... ما هذا أيها الأبلة الحقير ، إنها مجرد إمرأة ...

دار حول التل ليقابلهم من الناحية الأخرى ، وما هى الا دقائق بسيطة ووجد نفسه أمام الطريدة وهى تقف مستندة لجزع شجرة تلتقط أنفاسها ، وما إن رأته حتى عادت للخلف فزعا منه ، فرفع يده لها يطنئنها قائلا
... لا تخافى سيدتى ، لن أؤذيكى ، أنا هنا لمساعدتك ...

فإنتبه لجمالها الذى جعله يصمت للحظة ثم قال
... ما أبهاكى ، هل هناك مثل هذا الجمال ؟

صاحبة الوعد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن