الـعُـمـق الـبـارِد.

1K 69 27
                                    





يااه جيميناه .. ألم تملّ من ذلِك؟لقد لففنا المكانَ للمرةِ الثالثة ، هل بِالصدفة كنتَ فتاةً في حياتكَ السابِقة؟لم أرى في حياتي كُلها شابٌ يَشتري الثياب مِثلك ، المُشكلة تكمُن في كونكَ لا ترتديها!
نظرتُ لجونغكوك الذي يبدو أنه سيسقُط في أيةِ لحظة من التعب!في النهايةِ تورطنا معَ جيمين وذهبنا معهُ للتسوقِ
فل أكُن أكثر وضوحًا ، لقد ذهب هوَ للتسوق ونحن خلفهُ نحمِل الأكياس
عَقدت حاجيباي بِإنزعاجٍ وتوقفتُ ، أخذتُ نفسًا عميقًا وصرخت عاليًا ورميت كُل أكياسه التي في يداي
كلُ من حولنا نظروا لنا بغرابةٍ وبِالطبع لا تخلوا من الهمسات
سَحبني جيمين معه وعلاماتُ الغضب تتضِح على ملامحهِ ، يبدو أنهُ إنزعجَ أخيرًا
توقفنا أمامَ السيارة ونظرَ إلى عيناي مُباشرةً وصرخَ علي قائلًا بحنقٍ
ياا .. هل فقدتَ عقلك؟لِما قُمتَ بِالصراخ بِمكانٍ عام هكذا؟هل هَوَسُك بِالإنتحار والموتُ أثّر على دماغكَ الغبيّ؟أتعلم؟أتمنى أن يأتي ذلِك اليومُ الذي تُحاول قتل نفسكَ فيه ولا يُنقذكَ هوسوك هيونق!
لِلحظةٍ توقفَ الوقتُ لديّ ، فَرَغت ملامحي من أيّ تعبيرٍ
بنظراتٍ فارِغة أطرقتُ برأسي للأسفل ورجِفت شفتاي نظرتُ إلى جونغكوك الواقِف على بُعد بِضع خُطوات عني وأظهرتُ له طيفَ إبتسامةٍ بيّنَت مدى إنكساري
أعدتُ نظري للواقِف أمامي ، إرتبكَت عيناهُ وقد أدركَ ماتفوَه بهِ للتوّ ، أدركَ أنهُ قال ما لا يجِب أن يُقال وخصوصًا لتايهيونغ
تحدثَ مُتلعثمًا من جديد مُحاولًا تدارُك الأمر لكِنني تركتُه وذهبت
لا أعلمُ إلى أين سأذهبُ لكنني تركتُهما وذهبت أسير بِلا وِجهةٍ مُحددة
أردتُ الإبتعاد ، فقط الإبتعادَ عن الجميع عن جيمين عن جونغكوك
وعن ما أشعُر بهِ الآن
آه سُحقًا .. لِما هذا الشعور؟ماقاله صحيحًا لِمَ الألم الآن؟لِمَ أشعُر بغصةٍ قوية في حلقي؟الثُقل بِصدري يزداد هل هذا هوَ ما يُسمى بِالشعور بِالحُزن والضيق؟
بدَأت خُطواتي تتسارع ، أصبحتُ أركُض
أركُض هربًا من هذا الشعور ، هربًا من شيءٍ غير ملموس
إنها سامّة ، إن المشاعر سامّة
توقفتُ لآخذ نفسًا وإتكئتُ على رُكبتاي بعدما إبتعدتُ عنهُما مسافةً طويلةً ، نظرت ليساري كان البحرُ أماميَ غيرتُ إتجاهي إليه وتباطئت خطواتي
وقفتُ أمامَ البحر ونظرتُ للبَعيد وشردتُ عميقًا
لا أعلمُ كم أمضَيت من وقتٍ وأنا أقِف هُنا
غرِبت الشمس وإشتدّ الموج
خُطوة للأمام .. تليها خُطوةً أُخرى
أصبحتُ إقترِب من الموج .. والموج يقترِب أكثر
وصلت المياة لِرُكبتاي ، إنها باردةٌ للغاية
إبتسامةٌ خفيفة ظهرَت على محيايّ
هوسوك هيونق ليس هُنا ، أظن أنني يجِب أن أُسجل بِمذكرتي أن هذه المرة ناجحة .. اوه صحيح وقتها ...
توسعَت إبتسامتي وضَحِكت بِشدة وبِأعلى صوت لديّ حتى شعرتُ أن أنفاسي إختفت ، توقفتُ وأخذت نفسًا عمِيقًا
إبتلعتُ ريقي مُحاولًا تخفيف الغصةَ  في حلقي
وإحتضنتُ جسدي بيداي النحيلة لعلّي أُخفِف رجفتي الواضِحة
لا أعلمُ هل أنا الآن أرتجِف من بُرودة الجوّ
أو من شيءٍ آخر
دمعةٌ تمردَت على خديَ الجاف ولحِقها صوتُ شهقاتي
بَكيتُ بِصوت عالٍ
عالٍ جدًا كالطِفل تمامًا
في هذهِ اللحظة حزِمت أمري ونظرتُ للأمام
مسحتُ دموعي بِيداي بِعُنف وأكملتُ طريقي
طريقي في المياهِ البارِدة
———
جيمين هيونق إن الإشارةَ خضراء؟لمَا لا تتحرك؟
صحوتُ من غفلتي على صوتِ كوكي ، تحركتُ وقلت بقليلٍ من الإرتباكٍ
كوكي .. هلّا إتصلت على تاي تاي أنا خجِلٌ من مُهاتفتهِ كما أنني قلِقٌ جدًا عليهِ .. من أجل هيونق همم؟
هيونق أنا بِالفعل أتصِل عليه منذُ ركوبِنا السيارة كما أنني فجّرتُ هاتِفهُ بالرسائل ولكِن هاتفهُ مُغلق بِالفعل ، هيونق أنا خائفٌ من أنَ مكروهًا أصابه
شعرتُ بِرجفة صوتهِ ولخبطة أنفاسه مع كُل كلمةٍ ينطِقها علِمت أن نوبتهُ قريبة ولعنتُ نفسي ألفَ مرةً على فِعلتي أوقفتُ السيارةَ على جانِب الطريق وأمسكتُ يده محاولًا تهدئتهُ
كوكي صغيري لا داعيَ للقلقِ حسنًا؟إن تاي تاي بخيرٌ أنا مُتأكد والآن خُذ نفسًا عميقًا بِبُطئ وأخبرني أين جهازُ الربوّ خاصتكَ؟
إزدادت رجفتهُ وعلاَ صوتُ بكائه ، بدأ صوت نفسهُ يعلى أيضًا وأصبح يسعُل بِقوة
بحثتُ بفوضويةٍ عن ذلِك الجهاز اللعين بِكُل السيارة
ما إن وجدتهُ حتى وضعتهُ لهُ وبدأت أنفاسه تعود طبيعيةً بالتدريجِ وإرتحتُ لِذلك ، لا أُريد إيذائهُ هوَ الآخر
———
دخلتُ ذلِك المكان كعادتيَ وبدأتُ أبحثُ عنهُ بعيناي إلى أن رأيتهُ وأبتسمت ، رآني وحياني بِإبتسامةٍ واسِعة قائلًا
اوه شوقا هُنا!تفضل
همست لهُ بعدما جلستُ أمامه
لا تُناديني بإسم الشُهرة!نادني بإسمي الحقيقي يونقي ، ولا تنسى أيضًا كلمةُ هيونق
نظرَ لي بالإبتسامةِ ذاتها
أنتَ تعلمُ أنني لم ولن أُناديكَ بِها صحيح؟
قَلبتُ نظري بعيدًا عنه
نبيذٌ أحمر من فضلكَ
أصبحنا نتبادلُ أطرافَ الحديث عن هذا وذاك كالعادةِ
هوسوك هل أنت مُتفرغ يوم السبت القادم؟أي بعد خمسة أيام؟أود أن نقوم بِلمّ شمل لِسبعتنا نحن لم نجتمِع سويةً مُنذ أشهرٍ عديدة ما رأيك؟حادثتُ جيمين وجونغكوك بالأمرِ ووافقا
حتى جين ونامجون كذلِك تبقى مُوافقتك وموافقة تايهيونغ
أجابني موافقًا بينما هوَ غارِق بِعمله
ضَحِكت بِخفةٍ وأكملتُ كأسي
لاحظتُ أن هوسوك يتحرك بِطريقةٍ بعثَت إليّ الشك؟
هوسوك هل حدثَ لكَ شيء ما؟أنت لاتبدو بخير
كما أنني رأيتُ أثرًا غريبًا على يدك؟هل تُخفي عني شيئًا ما؟
ما إن أنهيتُ سؤالي حتى إرتبكَ وأصبح يتجنبُ النظرَ إليّ ، طمئنني أنهُ بخير ولا يجبُ عليّ أن أقلق ، لكِنني لم أقتنِع بذلِك
تنهدتُ وتركتُه يُكمِل عمله
فتحتُ هاتفي وقلبتُ فيه إلى أن ضغطَ إصبعي على ذلِك المقال الغريب
إخــتــفــى بــعــمــق الـمــيــاة -مفقود-
لم أجِد فيه شيء مُثير للإهتمامِ
إلى أن وجدتُ صورةً مُلتقطة من هاتف أحد المُتواجدينَ هُناك في آخرِ المقال
حملقتُ فيها قليلًا ، مهلًا هذا الشخصُ مألوفٌ لي
بدأتُ أتعرَق وتدافعت الأفكارُ السيئة لِداخل رأسي  ناديتُ على هوسوك
وأريتهُ المقال وصولًا إلى تِلك الصورةَ المُريبة
تبادلنا النظراتَ لِثواننٍ مُرتعبينَ من كونِ أن ما نُفكِر بهِ صحيحٌ
هل هذا يعني؟.




-رأيكم بالبارت؟

-المقال في الأخير يقصد تايهيونق ولا شخص ثاني؟

-أيش توقعاتكم للبارت الجاي؟

-ڤوت وكومنت صريح ولطيف مثلك 💕

ثـَانـَاتـُوسّ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن