[ 10 ]

32.3K 2.6K 1.3K
                                    


⚪⚪⚪⚪⚪⚪


أحسَبُ نفسي قد أصبحتُ خبيرةً في التعامل مع كل من إرنست غرين وآنّا كريستوفر؛ إذ يمكنني من رؤية ملامحهما فقط أن أعرف في ماذا يفكران.

وهذا ما ساعدني لأن أعرف أنهما يريدان إحراجي منذ لحظة دخولي للعربة بعد خروجنا من منزل اللورد أغسطس بلاك وود، إذ إرتسمت إبتسامات جانبية غريبة على وجهيهما بينما تعلقت نظراتهما الحادة عليّ لكوني قد تأخرت عنهما قليلاً في داخل المنزل بينما كنتُ أتحدث مع اللورد قبل قليل.

ولهذا... وما إن أغلق سائق إرنست الباب وبدأت العربة في إتخاذ طريقها عائدة إلى كلية الملكة حتى قلتُ لإرنست لأمنعه من التعليق:
" لايزال لدينا ساعة ونصف على إنتهاء موعد الزيارة في المدرسة، يمكننا التحدث في هذا الوقت. يكفي تضييعاً له أكثر مما فعلنا "

فنعم أنا لم أنسى أمر آللورا وأخي إلمر. تشتتُ عنه قليلاً لكنني لم أنسى.
أبدى إرنست ملامح الإمتعاض لوهله لتغيير الموضوع وإنهاء مرحه قبل أن يبدأ لكن سرعان ما عاد وإبتسم قائلاً:
" لا أظن أن الساعتين الماضيتين كانتا تضيعاً للوقت بالنسبة لكِ أختي العزيزة. لقد إستثمرتهما جيداً "

قالها ووضع يداً فوق الأخرى بينما زينت وجهه تلك الإبتسامة المتلاعبة.
أطلقتُ نفساً متعبه من هذا الأخ الذي أحياناً أتمنى لولم يكن توأمي حتى لا يفهمني بهذه الطريقة.

تجاهلته. بالطبع. وتحدثتُ مع آنّا عن بيتر ورسائلهما في الفترة الماضية. وللأسف إتضح أنهما تبادلا رسائل عادية يتبادلان فيها الأخبار، خاصة في وقت تلك المحاكمة. لكن يبدو أن مستقبلهما المشرق الذي تخيلته ليس بعيداً بسبب تلك الإبتسامة التي علت وجهها بينما كان تُحدثني عن الأمر.

وصلنا المدرسة بسرعة فقد توقف المطر لوقت قصير. ذهبت آنّا لكي تتفقد آللورا وتحضرها إلى هنا إن إستطاعت بينما ذهبتُ برفقه إرنست البغيض إلى صاله الزوار.

للأسف كان فيها فتاة ووالديها مما جعلنا نذهب إلى طاولة ثنائية في الزاوية تطل على نافذةٍ وراءها حديقة جانبية تقوم برعايتها فتيات السنة الأولى.

جلس إرنست أمامي وقد تغيرت ملامحه (أخيراً) لأخرى جادة وبدى مستعداً لسماع ما لدي.
أخذتُ نفساً وأغمضت عيني لأفكر لمرة أخيرة.. هل أخبره بالحقيقة التي أخفاها إلمر؟

فتحت عيني ونظرت إليه بينما ضيقتهما وأنا أتفحصه ليقول بريبه:
" ما الأمر؟ لم تنظرين إليّ هكذا؟ "
" أنت غير موافق على زواج إلمر وآللورا، أليس كذلك؟ "
" نعم. "

" لكن إن لم يكن إلمر هو الوريث، هل كنت لتوافق على زواجهما؟ "
" بالتأكيد.. ليس لدي حق لأرفض أمراً يريده إلمر بهذه الشدة "
" إذاً تتفق معي أن إلمر يحب آللورا للغاية؟"
" الأمر لا يحتاج إلى التفكير أصلاً، حتى الأعمى سيرى ذلك... بيلا توفقي عن هذا وقولي ما لديك.. "

{ الخادمة }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن