[ 21 ]

37.8K 3K 2.7K
                                    

⚪⚪⚪⚪⚪⚪

ذكرياتي من زواج أوليفيا مبهمهٌ كثيراً فقد كنتُ في العاشرةِ فقط وقتها.

أذكر حماسي أنا وإرنست من أجل إرتداء الثياب المخصصة للمناسبة والذهاب للكنيسةِ من أجل المراسم ثم العودة للمنزلِ من أجل الإحتفال حيث سيكون هناك الكثير من الطعام والحلويات والناس والأصدقاء.
لم يكن الزواج أكثر من هذا بالنسبة لي.

ولم أفكر بمقدار التعبِ والمجهودِ الذي قام به الكبار من أجل إتمامه على أكمل وجه.

أظن أنني الأن أفهم تماماً ما شعروا به.. إذ ومنذ الصباح الباكر إستيقظتُ لأُشرف مع أوليفيا على الترتيبات للحفل الذي سيستضيفه منزلنا هذا اليوم..

الطعام الطاولات والدعوات، الزهور التي ستُزيّن المنزل والزهور التي يجب إرسالها لتزيين الكنيسةِ أيضاً قبل بدء المراسم. التأكد من معرفةِ كل الخدم لأعمالهم وما يجب أن يفعلوه في الوقت المناسب. ورغم تقاسُمي العمل مع أوليفيا إلا ولأنني كنتُ الوصيفة الأولى للعروس كان الضغط علي أكبر..

وقد اضطررتُ أن أخرجَ أولاً مع والديّ بعد إنتهاء المراسم في الكنيسة لكي اتأكد من أن بيتر ( سائقي ) قد جلب العدد المطلوب من المشروبات الإضافية.
وهذا منعني من أن أحضر لحظة المباركات والتهاني المقدمة عند خروج العروسين من الكنيسة عبر بتلات الزهور التي يرميها الأطفال حولهما وكل تلك الأجواء الرائعة. لكن لا بأس..

المهم أن الحفل يسيرُ بشكلٍ مثالي وقد وصل جميع المدعوين إلى حديقة منزلنا الواسعة في مانشيستر مستمتعين بالأجواء الربيعية الجميلة والورود المتفتحة والأزهار التي زينا بها الطاولات والبوابة الخشبية التي تقود للحديقة مما جعل المكان يبدو مثالياً لحفل زواج.

كنتُ عائدةً من المطبخ حيث سيتم إخراج أخر دفعة من الطعام لأطلب بعدها من الخادمات أن يأخذن إستراحه ويذهبن للإستمتاع بالأجواء في الخارج، قررتُ بنفسي أنه قد حان وقتي إستمتاعي أنا أيضاً وسرتُ عبر الممر الخالي والذي يقود إلى بوابة جانبية للمنزل تفتح على الحديقة.

على يميني أستطيع رؤية الحفلِ في الخارج عبر النوافذ التي أمرُ بها. إبتسمت بسعادةٍ وراحة فبعد التخطيط لهذا اليوم لأكثر من شهرين أخيراً أستطيع الراحة قليلاً.

فجأةً توقفت عن السير عندما فُتح الباب الذي كنت متوجهة إليه ليدخل عبره أخي التوأم إرنست غرين.

متألقاً في بذلةٍ كحليةٍ وقميصٍ أبيضَ تحت صدريةٍ بلون البذلة وقفازات بيضاء مع دبوس أحمر زين ياقة بذلته ولقد قام بقص شعره الكثيف قبل يومين فأعطاه ذلك مظهراً أكبر من سنه بقليل، إبتسمتُ لرؤيته كما فعل هو بينما قال:

" ها أنتِ ذا بيلا، لقد بحثتُ عنكِ في كل مكان "

" أسفة، لقد كنتُ اتفقد المطبخ "

{ الخادمة }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن