[ 13 ]

30.3K 2.8K 503
                                    

⚪⚪⚪⚪⚪⚪

الأن فقط فهمت لماذا كانت آللورا خائفة ولا تريد متابعة ما جاءت من أجله مع إلمر في ذلك اليوم الذي وصلا فيه.

لماذا كانت تخبره رغم مجئيهما كل تلك المسافة، أن عليها العودة وأن كل هذا لن ينجح.
هذا لأنها كانت تتحدث عن خبرة، عن ما حصل مع والديها والذي كان مرجعاً لها.

قصة والديها مماثلة تماماً لما يحصل معها وإلمر، إثنان من طبقتين مختلفتين وعرقين مختلفين وقعا في الحب. وتحديا الجميع بذلك الحب. وفي حاله والدي آللورا لم تنجح علاقتهما وإن كانت قد إستمرت لبعض وقتٍ ونتجت عنها فتاة جمعت بينهما.
ففي النهاية كان الواقع أقوى. وإنتهى كل شيء.

وفي حالة آللورا وإلمر حاول أخي أن يغير من ذلك. فهو لم يخفي الأمر عن عائلته بل كان صريحاً بحبه، وإن كان قد كذب في بعض الأشياء.
ولا أحد يدري ربما كان لينجح في خطته ويتقبل والداي آللورا في وقت ما ويكون إخبارهما بالحقيقة أسهل وقتها. لكن لن يعلم أي أحد.

وبوضع كل ذلك في بالها.. بدا وكأن آللورا بدأت تفقد الأمل في بقائها مع إلمر.
كان ذلك واضحاُ فهي ومنذ عودتنا إلى المهجع لم تتحدث مع أحد وبقيت تجلس قرب النافذة وهي تراقب في الساحة حيث يهطل المطر.
بقربها أوراقها التي تكتب فيها أخر رواياتها وقد كانت تسطر فيها لبعض الوقت قبل أن تسرح مجدداً.
بالنسبة لي إحتجت لوقت لأستطيع إستيعاب أن آللورا وليديا شقتقتان لهما نفس الأب. وتسألت عن ما شعرت به آللورا وهي تقابلها للمرة الأولى.
لابد أنها كانت خائفة أن تكتشف ليديا الحقيقة. لكن يبدو أنها تجاهلت كل ذلك، لهذا إستطاعت آللورا إقامة صداقة مع أختها. التعرف عليها، وقضاء وقت معها ما كانت لتحصل عليه أبداً.

كنتُ قد عدت إلى الغرفة بعد تناول وجبة العشاء وبالتأكيد لم تذهب آللورا لكنني أكدت على آنّا أن تحضر لها شيئاً لتأكله.

وجدت صينيه الطعام مفتوحة وقد أكلت منها القليل وبقي معظمها بدون أن يُلمس. أخرجتُ نفساً وذهبت لأحضر كرسياً واجلس قربها في صمت لبعض الوقت. كان ذلك إلى أن سألت بفضول:
" آللورا.. ماذا عن والدتك، هل تعلم بكل هذا؟ "

من مكانها هزت رأسها دون أن تلتفت ناحيتي وهمست قائلة:
" أخبرني إلمر أن عدم إخبارها سيكون أفضل. فهي ستأمرني فوراً أن أعود وأن لا أتدخل في ما يخص عائلة ماركلين أبداً. "
" آه نعم. لابد أنه سيقول هذا "
ثم أضفت بعد تفكير لثوانٍ:
" مسكينة أمك. أن تترك رجلها بهذه الطريقة دون أن تقابله كل هذه السنين. وهي تعلم أنه قد أصبح لديه حياة أخرى مع إمرأة أخرى وأبناء أيضاً. لا أستطيع تخيل كيف تشعر"

" أذكر جيداً.. "
بدأت بالتحدث بعد وهله بنفس الهمس فهمهمتُ منتظرة بقية كلامها:
" أذكر أنها كانت تبكي كل ليلة بعد رحيلنا. كانت تبكي دائماً بعد أن أنام حتى لا أسمعها لكنني كنت أسمعها. أراها وهي تتألم لترك والدي بتلك الطريقة لكنها مع ذلك تظاهرت بالقوة من أجلي. لقد عانت كثيراً في ذلك الوقت خاصة عندما سمعت بحفل زواجه الكبير ذاك.. والذي كان بعد أشهر فقط من رحيلنا. لقد كان من المؤلم حقاً سماع الناس يتحدثون عن زواجه وهو من كان ملكها قبل فترة فقط.. ولا أحد سيعلم بذلك للأبد "

{ الخادمة }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن