دعوي خلع
تزوجته رغمًا عنيقصة فتاة في قرية بسيطة من قري مصر تدعي إلهام 14عامًا في الصف الثالث الإعدادي.. الأخت الكبري لثلاث فتيات
إلهام فتاة مثل باقية الفتيات تحلم أن تكمل دراستها وتحب وتتزوج. تحلم أن تلتحق بالجامعة وتقابل فارس أحلامها تعيش معه قصة حب قوية مليئة بالأحداث والصعوبات وفي النهاية ينتصران وينتصر حبهما ويتزوجان وينجبان البنين والبنات وفجاءة تصحو إلهام من أحلامها علي صوت أبيها...
أم إلهام... أم إلهام. أنتي فين?!
الزوجة مسرعة : خير ياحاج?!
الزوج: في ضيوف أنهاردة هيوصلوا بعد صلاة المغرب..
الزوجة بدهشة : ضيوف مين ياحاج?!!
الزوج : الحاج مصطفي وابنه هيقروا فاتحة إلهام بعد المغرب.
الزوجة : حاضر ياحاج.
وأنصرفت من أمامه لتستعد بمقابلة الضيوف ودخلت المطبخ. فخرجت إلهام مسرعة إليها في المطبخ قائلة :
ماما.. هو في أية?
الأم : في ضيوف علي آخر النهار علشانك
إلهام : مش فاهمة!! علشاني أنا?!
الأم : أيوة... هيقروا فاتحتك.
صدمت إلهام ثم أطالت النظر لأمها وقالت :
فاتحة أية! والمدرسة.
الأم : مدرسة أية!!! البنت مالهاش غير بيتها وجوزها وبس. وأنصرفت من أمام إلهام.
فأسرعت إلهام إلي أبيها وقالت :
بابا.. أية الكلام اللي ماما بتقوله ده?!
الأب : أيوة أنهاردة قراءة الفاتحة والفرح بعد 10 أيام..
إلهام بحزن : والمدرسة..
الأب بلهجة صارمة : مافيش حاجة أسمها مدرسة.. يالا غوري من أدامي..
وأنصرفت إلهام إلي غرفتها باكية..واجهشت فالبكاء ولا تدري ماذا عليها ان تفعل لإقناع والدها بعدم تزويجها بهذة الطريقة...
وللأسف فما زال لليوم نجد الديكتاتورية والجبروت من بعض الآباء الي يومنا هذا...
هؤلاء الذين يجبرون بناتهم على الزواج ممن لا تحبه ولم تراه ولا حتى في الرؤية الشرعية التي أقر بها الدين والشريعة
وبالفعل تم خطبة إلهام وتحديد موعد الزفاف دون أن تراه... وبعد أنصراف أهل العريس دخلت الأم علي إلهام في غرفتها وهي تبكي وقالت :
قومي يالا ساعديني.. كان في ضيوف كتير والمطبخ مزحوم علي الآخر..
إلهام : لا مش هقوم ومش هتجوز..
الأم : إياكي تقولي كده تاني أبوكي يسمعك يدبحك..
إلهام بغضب : يدبحني بس أنا مش موافقة.. والله ده حرام. أزاي أتجوز واحد ماشفتهوش?!!
الأم : ليه مش شفتي صورته.
إلهام ساخرة : والله!!! شفتي صورته!!!
أنا مش موافقة...
فسمع صوتها أبيها فدخل عليهن قائلا بغضب :
أي الكلام اللي أنا بسمعه ده?!
إلهام: بابا... أنا مش موافقة. ده انا حتي ماشفتهوش.
الأب : هتتجوزيه غصب عنك.. وهو مش كفاية أنك تشوفي صورته?!
إلهام : لا مش كفاية..
فصفعها أبيها علي وجهها وقال :
إحنا البنت عندنا ما لها رأي... وخرج غاضبًا من غرفتها وخرجت وراءه أمها..
وأرتمت إلهامعلي فراشة تبكي...
وفي اليوم التالي لم تذهب إلهام إلي مدرستها...
وفي منتصف اليوم يرن جرس الباب وتقوم بفتح الأم الباب لتستقبل صديقة إلهام..
الأم : أدخلي يامروة.. عاملة أية?
مروة : الحمد لله ياطنط.. هي إلهام مش موجودة?
الأم: لا في أوضتها.. أدخلي لها. فطرقت مروة باب غرفة صديقتها ودخلت. وعندما رأت إلهام تبكي وعيناتها متورمتان من البكاء قالت لها :
إلهام حبيبتي مالك?!
إلهام وهي تبكي : بابا يامروة. قرا فاتحتي أمبارح وأقعدني من المدرسة.
مروة : معقول في كده?! هو لسة في عقليات متحجرة تعيش بيننا وتتحكم بلا عقل ولا منطق ولا شرع كده?!!
إلهام بحزن ومرارة : قوليلي أعمل أية?!
أنا خلاص قررت أنتحر..
مروة بفزع : لا أوعي.. الأنتحار حرام هتموتي كافرة?!
إلهام :طيب أية الحل دلوقتي?! بابا هيجوزني غصب عني بحجة أننا أربع بنات، وعايز يتخلص مني بالجواز ولو ما طعتهوش هيتبرأ مني. وكمان هددني أني لو أتجوزت وأطلقت هيرميني في الشارع ثم غطت وجهها بيدها وأجهشت فالبكاء...
فأحتضانتها صديقتها وقالت : ان شاء الله خير سيبها علي الله...
وبالفعل بعد أنتهاء الفترة المحددة تمت الزيجة وأنتقلت إلهام لبيت رجل آخر لتبدأ المعاناة....
وبعد مرور أسبوعين منالزواج.....
رن هاتف إلهام.
إلهام: " الو" ماما عاملة أية?! وحشتيني
الأم: : الحمد لله وانتي?
إلهام : الحمد لله بخير وأثناء حديثهن أقترب منها زوجها وقال :
بتكلمي مين?
إلهام: ماما.. ثم قالت لأمها :
طيب ماما شوي وأكلمك.
الزوج: هاتيتليفونك
إلهام : ليه?!
الزوج: مش لازم يكون معاكي تليفون. هاتيه ماله لازمة معاكي وأخذ الهاتف ووضعه بخزانته..
فحدقت به إلهام وقالت بغضب :
ليه حطيت تليفوني بالخزانة? ليه عايز تحرمني من الناس اللي بحبهم وبيحبوني?! وبعدين المفروض زي زيك.
قال الزوج بغضب : أزاي بقا زي زيك?!
إلهام : يعني حط تليفونك بالخزانة أنت كمان.
فنظر لها بغضب ثم ضرب بهاتفه علي الأرض.
فأنهارت إلهام وبكت فقال لها : اكسري تليفونك أنتي كمان.
إلهام: أنا ما قصدشتكسره.. فصرخ في وجهها واخرج هاتفها وقال :
يالا اكسري تليفونك زي ما كسرت تليفوني.
فبكت إلهام وصمتت فأمسك بهاتفها وضربه بالأرض وكسره وقال لها :
ألبس يالا وجهزي شنطتك
إلهام وهي تبكي : لية?!
الزوج : يالا أخلصي..
فقامت إلهام بتجهيز حقيبتها وخرجت معه وقالت : أحنا رايحين فين?!
الزوج : عند أهلك
فتصمرت إلهام مكانها وبكت وخشيت من أبيها وترجته ان يرجعها وظلت تبكي وتترجاه وهي مقهورة إلي أن وافق..
الزوج : أنا هرجعك بس إياكي تردي عليا بكلمة بكلمة او أنك تقولي زي زيك ديه تاني فاهمة فهزت إلهام رأسها بالموافقة فصرخ في وجهها : أنطقي.
فأنتقضت إلهام وقالت وهي تبكي : فاهمة.
ومرت سنوات وأنجبت إلهام طفلين ولكن لازالت إلهام تعيش حياة تعيسة كلها أهانة
وضرب مبرح ويغلط فيها ويسبها ويقصر بمصاريف البيت وما يتحمل مسؤولية نهائيا ..وفي يوم رجع بوقت متأخر سكران عندما وقعت عينها عليه في هذا الوضع أخذت الطفلين ودخلت غرفتها وأغلقت الباب فظل يطرق الباب بعنف وهي تحتضن طفليها وترتعش رعبا منه الي أن قام بكسر الباب وقام بجذبها من شعرها لخارج الغرفة وهو يقول : ادخلي اوضتنا واياكي تشوفني مبسوط وتنكدي عليا.
إلهام وهي تبكي : لا مش هدخل انت سكران فقام بضربها وصفعها وهي ما بيدها شي صابره من أجل طفليها وأستمر علي هذه الحالة يرجع إليها في نفس الحالة ويقوم بضربها وسبها إلي أن أدعي انها لها علاقة مع شخص آخر فبكت وقالت له :
أتق الله.. طلقني فقام بسبها وضربها وكسر ذراعها فهربت منه وذهبت لبيت أهلها. وعندما وصلت كان والدها مريض طريح الفراش. فلم تستطع أخباره بشئ خوفا عليه فرجعت ولم تنطق بما حدث..
وبعد مرور ثلاث أيام توفي والدها وذهبت لبيت أهلها وبعد إنتهاء أول يوم للعزاء أقترب منها زوجها وقال :
مش يالا علي البيت
إلهام وهي تبكي : مينفعش إنهاردة المفروض أفضل ثلاث أيام للعزا.
الزوج بغضب : وأنا جوزك وقلت لا. يالا أتفضلي..
إلهام بغضب : وأنا قلت لا..
فكاد أن يضربها فأسرعت أمها وقالت لها :
مافيش داعي يابنتي روحي مع جوزك..
فنظرت له إلهام بنظرة كره ولكنها نفذت رغبته.
وبعد وصولهما البيت تركها كالعادة وذهب لأصدقاء السوء ورجع متأخرا ولم يكن بوعيه فدخل عليها الغرفة وقال :
أنتي لسة لابسة الأسود. قومي أخلعي الأسود ده.
إلهام : لا مينفعش أخلعة المفروض 3ايام حداد ده أبوايا اللي مات.
الزوج : وأنا قلت هتغيري الأسود. هو أنتي دايما بتردي عليا وتكسرلي كلمتي..
أيه محرمتش من بعدكسر ذراعك وأقترب منها فرجعت إلهام للخلف وهي تشير إليه بسبابتها إياك تقرب مني.
فأمسك زوجها بسببتها وقام بكسر أصابعها فظلت تصرخ ألما وبعد أن أنتهي من كسر أصابعها تركها وأرتمي علي فراشه لينام وكأنه لم يفعل شيئا.
وظلت إلهام تتألم من كسر أصابها ثم بعد أن تأكدت أنه غرق في نومه أخذت طفليها وهربت ورجعت لبيت أهلها.
وفي الصباح عندما أستيقظ ولم يجدها ولا الاطفال أسرع إلي بيت أهلها أمرا لها بالرجوع
رفضت وطلبت الطلاق ولكنه رفض فقررت أن ترفع دعوي خلع وذهبت لمحامي للأستفسار عن حقوقها.
في مكتب المحامي وبعد أن شرحت له إلهام تفاصيل حياتها قال المحامي :
مافيش مشكله خالص نبدأ في اجراءات رفع الدعوى أن شاء الله..
إلهام : طيب ممكن أفهم أية اللي هيتم?
المحامي : أكيد... هنتفق على ميعاد نروح فيه المحكمه ونقدم طلب ف مكتب التسوية وبعد كدا بيتحدد ميعاد للزوج ولكي تقعدوا مع بعض يمكن توصلوا لحل..
إلهام : لا لا مش هنوصل لحل..
المحامي : دية إجراءات..
وبالفعل قدم المحامي دعوي الطلاق وتم تحديد الموعد ولكن الزوج لم يحضر فأخذت إلهام شهادة من مكتب التسوية ورفعت بها الدعوى أمام المحكمه وتم تأجيل الدعوى لاعلان حضور الزوج مرة أخرى.. ولكنه لم يحضر فطلب القاضى إلهام للحضور امامه لتقر أمامه انها تبريئه من كافة شىء من مؤخر صداق ونفقه متعه ونفقة عدة..
وبالفعل فعلت إلهام وبعد ذلكأجل القاضي الدعوى لحين تعيين حكمين حكم من اهله وحكم من اهلها مثلما ذكر بالقرآن ثم تعين محكم من الازهر الشريف لكتابة تقرير لصالح إلهام وتم الخلع بحكم المحكمه..
وأنتهت معاناة إلهام ولكن كسر قلب طفلين ليس لهما ذنب أن يحرموا من وجود الأب في حياتهم..