القصة الرابعة

165 10 5
                                    

دعوي خلع

«حضرة المخلوع.. أنا»

سلمي....  ياسلمي 
سلمي :  أيوة ياماما..
الأم : أنتي بتعملي?!  ولية دايما قافلة علي نفسك‌ كده كأنك لوحدك!!
سلمي : أبدا ياماما مافيش بس أنتي عارفة أني بحب أقعد لوحدي..
الأم‌ : سلمي أنتي متغيرة بقالك فترة..  أنتي مخبية عني أية?!
سلمي : ياماما ياحبيبتي..  ولا حاجة هخبي أية بس?!
الأم : والله!!! مصممة تخبي?!!  براحتك
فأقتربت سلمي من أمها وقالت بصوت حاني :
صدقيني ياست الكل مافيش حاجة وبعدين أنا عمري خبيت عنك‌ حاجة?!
الأم : يا بنتي حالك مش عجبني بترجعي من كليتك علي أوضتك والتليفون في ايدك وناسية أن لكي أم..  حياتك كلها فالتليفون!!  وهو ده ينفع?!
سلمي محاولة أرضاء أمها :
ياست الكل انا بكلم‌صحابي بنضحك وبنهزر يعني ممكن تقولي اهو الواحد بينسي أي حاجة مضايقة.
الأم : طيب وهو مالكيش أم تحكيلها ثم ملست علي رأسها بحنان وقالت :
أنا من يوم ما أبوكي توفي وأنا وهبت حياتي كلها لكي..  أنتي بنتي وحبيبتي وصحبتي..
لكن للاسف أنتي بقالك فترة طويلة حالك اتقلب من يوم ما دخلت الزفت اللي اسمه الفيس...
فابتسمت سلمي وقالت :
ولا تزعلي نفسك ياست الكل هقفل الإيميل.
يقطع النت علي النتيت كله الإ زعلك ياقمر..
الأم‌ : والله... ‌أضحكي عليا بكلمتين...
فضحكت سلمي وقالت :
لا والله ياأمي ما بضحك عليكي. فعلا لو عايزاني أقفل الإيميل هقفله كله إلا زعلك
الأم‌ بحنان : لا يا حبيبتي...  المهم أنك ما تنسيش حياتك الحقيقية.. فاهمة!!
تنهدت سلمي وقالت : فاهمة... عن أذنك
وأسرعت سلمي إلي غرفتها وأمسكت بهاتفها وهي تتمني أن تجد رسالة منه ولكن خاب ظنها ففتحت المحادثات القديمة وأعادت قراءتها وكأنها تحادثه فعلا...
وأثناء قراءتها للمحادثات القديمة جاءتها رسالة منه فأزدات نبضات قلبها...
فادي : وحشتيني..  طمنيني عليكي
فقامت  سلمي بالرد :
والله لو وحشتك كنت كلمتني!!  من إمبارح يافادي ولا رسالة ولا أتصال! ‌وأرن عليك تكنسل..  لا بجد زعلانة جدا..
فادي : حبيبتي حقك عليا..  كان صعب أفتح وكمان كان صعب أرد عليكي...
سلمي : لية بقا?!
فادي : لأني من إمبارح ما خرجتش من أوضي ولا حتي قمت من علي السرير غير أن ماما كانت أغلب الوقت معايا.
سلمي بحيرة : ليه يافادي أنت تعبان?!
فادي : أه والله سخونية وما كنت قادر أتكلم.
سلمي بقلق : ألف سلامة عليك‌... طمني عامل أية دلوقتي?
فادي : الحمد لله حبيبتي..  أنا بقيت أحسن..
سلمي : يارب دايما.  ألف سلامة عليك.
فادي : حبيبتي أستأذنك بس نص ساعة وأرجعلك تاني..
سلمي : أتفضل أنا مش هقفل.
فادي : أوك ياقلبي...
فبعد أن أنهت سلمي محادثتها ألقت بهاتفها بجانبها وأنتظرت رجوعه...
وانتهت النصف ساعة ومرت ساعة وأثنان ولم يفتح فادي. فأنتظرت سلمي لساعات محادثته حتي غرقت في النوم.
أما فادي فخرج لقضاء سهرة مع أحد أصدقائه..
الصديق : أية يابني آخر أخبار الفيس بوك والحب..
فابتسم فادي وقال ساخرا :
تمام.. زي الفل.
الصديق : صحيح يافادي أنت فعلا بتحب البنت اللي أسمها‌ سلمي‌ بجد?!
فادي : وأنت يهمك يعني?!
الصديق : لا خالص بس البنت شكلها أتعلقت بيك بجد وكمان أحنا أختبرنا أخلاقها كتييير وبصراحة طلعت بت جدعة..
فتنهد فادي وقال : فعلا..  لكن مش عارف خايف‌..
الصديق : خايف‌ ليه بقا!  البنت ومحترمة جدا
فادي :  بصراحة‌يعني أية يثبتلي أنها فعلا محترمة?
الصديق‌:  حرام‌ عليك يافادي. ‌البنت فعلا‌ بتحبك‌.. يا‌اخي ياتكون جاد معاها ولو بتحبها ترتبط بها.. ‌او تنهي العلاقة دية وبلاش تعلقها بيك..
فادي : يا بني افهم أنا فعلا بحبها.. ‌بس انا كده متردد‌ بطبعي..
الصديق : لا أنت شكاك بطبعك.. علي العموم القرار  قرارك‌ أنت.. ثم قام واقفا وقال :π
يالا كفايا..
فادي : علي فين?!
الصديق  : عندنا شغل ياباشمهندس. يالا قوم..
فقام فادي وقال : يالا..  وانصرفا الصديقين وبمجرد وصول فادي منزله دخل غرفته وفتح‌ ليجد رسائل من سلمي...
سلمي : كل ده نص ساعة يافادي..
للدرجاتي مش فارقة معا‌ك كده..  طيب علي الأقل طمني عليك..
يارب ما تكون تعبت تاني...
فتنهد فادي وقام بالرد :
أسف حبيبتي النت الله  يسامحه عملها وفصل.
ولم يجد‌ ردا منها لأنها  غرقت فالنوم.
فادي : سلمي أنتي مش بتردي ليه?!
والله!!  شكل حضرتك مشغولة!!
أوك براحتك لما تفضي أبقي رني لو سمحتي
وألقي بهاتفه ثم نظر إليه وأخذه مرة اخري وقام بالأتصال عليها فأنتفضت سلمي وأمسكت بهاتفها وقامت بالرد
سلمي : أيوة يافادي..  كل ده?!
فادي : كنتي بتكلمي مين‌?  ومش بتردي عليا
سلمي : ولا حد والله انا نمت غصب عني وانا قعدة مستنياك‌ تفتح..
فادي : والله!!  بجد?!  اوك يا سلمي ممكن طلب?
سلمي : أكيد طبعا..
فادي : عايز الايميل بتاعك حالا ممكن?!
سلمي : طبعا ممكن هبعتهولك حالا.
فادي : بسرعة..
وبالفعل أرسلت سلمي إيميلها له في رسالة..
فادي : أوك‌أقفلي لحظة وهتصل تاني..
وأنهي محادثته وقام بفتح إيميلها وبالفعل لم يجد‌أي محادثات بينها وبين اي شخص ولا حتي فتاة...  فابتسم وقام بالأتصال  بها مرة آخري...
سلمي بلهفة : أيوة يافادي معاك
فادي : وحشتيني..
فابتسمت سلمي وقالت : والله سبحان مغير الأحوال اللي يسمعك من شوية ما يصدق أنك‌نفس الشخص
فضحك فادي وقال : أعمل أية بحبك و بغير عليكي..
سلمي : ربنا وحده يعلم أنت أية بالنسبالي.
فتنهد‌فادي وقال :
سلمي لو طلبت منك‌ طلب هتوافقي?!
سلمي بدون تردد :
أكيد طبعا...
فادي : لو طلبت منك‌ما تفتحيش فيس تاني هتوافقي •
سلمي بدون تفكير : أكيد‌ طبعا هوافق. أنا مش عايزة حاجة من الفيس خلاص كفاية أني عرفتك ده بالدنيا كلها..
فادي بدهشة : بجد ياسلمي?!
سلمي : طبعا بجد..  الأيميل معاك أقفله أنت بنفسك..
فادي : تسلميلي..  اوك انا لازم أنام عندي شغل..
سلمي : اوك.. ‌ربنا معاك‌.  تصبح علي خير.
فادي : وانتي من اهله.
وأغلق الخط وهو في حيرة من أمره. ‌وبعد دقائق خلد إلي النوم...
وفي صباح اليوم التالي ذهب فادي لعمله فهو مهندس بإحدي المكاتب وبعد إنتهاء العمل أتصل بسلمي :
حبيبتي..  فينك دلوقتي
سلمي : في طريقي للبيت..
فادي : اوك تمام...  ينفع أشوفك?
سلمي : ممكن لكن من غير تأخير.
فادي : تمام قولي مكانك فين وأكون عندك.
وبالفعل أخبرته سلمي بمكانها وخلال دقائق معدودة كان يقف أمامها..
فابتسمت سلمي وقالت :
أية السرعة دية?!
فضحك‌فادي وقال : طبعا وأنا اقدر أتاخر علي حبيبتي.
فنظرت سلمي فالارض خجلا فقال فادي : هنفضل وقفين هنا تعالي نقعد في حته نشرب حاجة عايز اتكلم معاكي في موضوع مهم..
فأنصرفت معه سلمي فنظر إليها وقال :
سلمي أنا عايز أتقدملك..
فتهللت اسارير وجهها فرحا وقالت : حقيقي?!
فادي : لا بضحك‌ عليكي خلاص رجعت ‌في كلامي ثم غمز لها بإحدي عينيها وقال :
طبعا حقيقي...
وبالفعل تقدم فادي لخطبة سلمي وبعد مرور عام تزوجا الشابان وأتفقوا فى بداية الزواج على عدم خروج أسرار البيت حتى لا يتدخل الاهل وتتطور المشاكل إلى أزمة بينهم.
وبعد مرور شهرين وعند‌ رجوع فادي من عمله‌ فتح الباب فانتفضت سلمي من مكانها وكانت تنهي محادثتها مع إحدي صديقاتها فرمقها فادي بحدة وقال :
مالك أتخطيتي كده?!
سلمي : أبدا ياحبيبي...
فادي : كنتي بتكلمي مين?!
سلمي : دية شيرين ..
فادي غير مصدق : والله!!!  ولما هي شيرين‌ أتخطيتي ليه أول ما دخلت وقفلتي معاه  قصدي معاها وكان‌ قاصدا قول هذا.
فنظرت لها سلمي وتنهدت وقالت :
انا كنت بكلم‌ شيرين...
فادي بغضب : هاتي التليفون‌.
فمددت يدها بالهاتف فجذبه بعنف وأخذ يبحث في سجل المكالمات وقام بالأتصال بأخر رقم فسمع صوت صديقتها :
ألو...  أية ياقمر..
فنظر إليها في خجل ومدت يده بالهاتف إليها فأخذت منه سلمي ودخلت غرفتها واغلقت الباب  وقامت بالرد علي صديقتها...
وظل فادي علي هذا الوضع يشك في كل تصرفاتها وهي تحاول كسب ثقته ومرت السنون وأنجبو طفلا جميلا
ولكن كل يوم يمر كانت المشاكل تزداد و كان سببها الغيرة فكان يغير عليها من أقرب الناس لها وفى كل مرة تنشأ بينهم المشكلة و تتغاضى سلمي عنها وتظل تتعامل معه بطريقة حسنة حتى يهدأ ومع مرور الأيام ازدادت غيرته لدرجة أنها تحولت إلى مرض. ومن بين المواقف التى تسبب فيها فى إحراجها حضر معها حفل زفاف نجل عمها وأثناء مصافحة سلمي له والمباركة هو وعروسه فوجئت بنظرات الغضب تظهر فى عين فادي وغادر الحفل دون استئذان أو عذر وعندما عاتبته فى المنزل قال لها :
انتى وابن عمك بتحبوا بعض.. فحلفت له أنه لا توجد علاقة بينها سوى صلة القرابة وهو أصغر منها بـ5 سنوات لكن رده أدهشه
ووصلت غيرته عليها  إلى اعتدائه عليها بالضرب والسب بألفاظ نابية، وتطور الامر إلى اعتدائه على الطفل الذي ما كان منه إلا أنه كان يصرخ فزعا مما أدى إلى إصابتهم بحالة نفسية سيئة،ومن بعدها ترك المنزل إضافة إلى رفضه الإنفاق عليها وعلي طفله .فقررت رفع دعوي خلع وقالت :
أنه إنسان مريض وتخشي علي حياتها هي وطفليها  وخلال نظر المحكمة الجلسات فوجئت المحكمة بحضوره وفى حالة غضب شديد وقال للمحكمة: أنا ما بتخلعش خلاص طلقتها وقدم للمحكمة وثيقة طلاق غيابى».

دعوة خلع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن