مرآتي هي عيناك

الفصل الاول : الزفاف!

كنت اجلس بسعادة في غرفتي المظلمة و المتسخة التي تملئها الكتب و الدمى و بالتحديد أمام جهاز التلفاز و بالقرب من حاسوبي و في يدي قصة مصورة و لكن الأمر المؤسف الذي حدث و افسد سعادتي هو دخول أبي لقد صفع باب غرفتي و صرخ قائلاً : ما هذه القذارة و لما المكان مليء بالدمى و الكتب لما لا تنظفي غرفتك و تهتمي بمظهرك كجميع الفتيات لا أريد أن أرى هذه النفايات في غرفتك بعد الآن ، ثم تنهد و قال يجب أن لا اسمح لكِ بالتمادي في هذا بعد ذلك عاد يصرخ مجدداً غداً سيكون يوم زفافك هل فهمتي أريد منكِ أن تستعدي لهذا و أن تكوني فتاة جيدة ، ثم خرج من غرفتي و صفع الباب مجدداً و تركني مصدومة و مذهولة مما قاله و بالطبع أنا لم افهم شيئاً و بعد عدة دقائق فهمت أخيراً الجملة الأخيرة التي قالها ( غداً سيكون يوم زفافك هل فهمتي أريد منكِ أن تستعدي لهذا و أن تكوني فتاة جيدة ) صرخت و خرجت من غرفتي مسرعة أريد منه أن يوضح لي ما يعني فانا متأكدة انه كان غاضباً ومن المستحيل أن يمازحني بحثت في غرفته وفي المطبخ و فجأة سمعت صوت السيارة و عندما خرجت شاهدت السيارة قد ابتعدت عن المنزل و لهذا أنا الآن في مشكلة لا اعرف حل لها .

جلست على الأريكة الكبيرة في غرفتي أفكر ماذا يمكن أن افعل نظرت إلى المنضدة فشاهدت هاتفي النقال و فكرت في أن أتحدث مع صديقتي عن هذه المشكلة ، اتصلت بها ولم تجب لم استسلم و حاولت عدة مرات و لكنها أيضاً لم تجب و بعد تفكير عميق وأخيراً و بالاعتماد على ذكائي توصلت إلى حل قد يفيدني لقد كنت سعيدة بفكرتي رغم كونها بسيطة جداً و قد كانت فكرتي و بكل اختصار هي مشاهدة الأفلام الرومانسية لأتعلم المزيد عن الزفاف فأنا حقاً لا اعلم عنه شيئاً .

بدأت بالبحث في قائمتي الخاصة بالأفلام فأنا معتادة على مشاهدة الأفلام الرومانسية و قراءة الروايات أيضاً و هذا هو سبب بقائي دوماً في غرفتي المظلمة كما انه سبب امتلاء غرفتي بالكتب أما سبب وجود الكثير من الدمى هو أنني لم أجرب شعور الحب لهذا اشتري العديد من الدمى و اجعلهم عشاق كما في الأفلام والروايات تماماً و بالتأكيد أنا املك أفضل مجموعة من الدمى لدي ايريس دمية جميلة ذات شعر ذهبي و عشيقها زاك انه وسيم جداً و روكيا الأنيقة و زوجها كايل كما إنهم يملكون صبي صغير يدعى تيبي و لكن! أفضل الدمى بالنسبة لي هم وايت الفاتنة و أميرها المقدر وليام بعد ذلك وأخيراً تذكرت أنني في مشكلة و علي حلها و بدأت بتنفيذ خطتي الذكية فتحت حاسوبي و بحثت عن فلم استطيع الاستفادة منه و فجأة شاهدت إعلاناً لفلم قد اخذ العديد من الجوائز و قد كان أسطورة بالنسبة لمحبي الأفلام الرومانسية لذلك قررت مشاهدته أقفلت الضوء و تركت الباب مفتوح و لم اقفله بالمفتاح كما هي عادتي و بدأت أشاهده

و بعد نصف ساعة من الحماس و الخوف على بطلة الفلم تقاطعني ايري بفتح باب غرفتي و الصراخ بغضب : ماي

أجبتها بتوتر : نعم

قالت ايري : هذا ليس عدلاً

قلت لها : ماذا تعني؟

صرخت ايري : ألم تفهمي لقد قلت إن هذا ليس عدلاً

ثم صرخت أنا أيضاً : لم افهم شيء وضحي أكثر

تنهدت ثم جلست على سريري و قالت : ألم نتفق على أن نشاهد هذا الفلم معاً

ثم تذكرت و صرخت : أنا في مشكلة

قالت بغضب : بالتأكيد

" لم اعني هذا ولكنـ "

" لكن ماذا؟"

قلت بخوف و توتر: الزفاف

" زفاف ماذا... اهدئي و اخبريني "

بعد ذلك أخبرتها بكل ما حدث

قالت ايري بدهشة : مستحيل كيف حدث ذلك

قلت : لا اعلم

"و ماذا ستفعلي؟"

" لا اعلم أيضاً لقد اتصلت بكِ كثيراً و لم تجيبي "

" آسفة لقد كنت أتسوق ونسيت هاتفي في المنزل "

" أرجوكِ ساعديني أنا لا اعلم ماذا افعل "

تنهدت ايري مجدداً و قالت : و لكن لما قررت أن تتعلمي من فلم" مصاص الدماء واقع في الحب"

أجبتها بكل حماس : لأنه رومانسي و جميل

" لكنه يتحدث عن مصاص دماء واقع في حب فتاة من البشر "

أجبتها : لا بأس لا أرى مشكلة في ذلك

قالت ايري بغضب : أنتِ لن تتزوجي مصاص دماء بل ستتزوجين بشري ... لذلك دعينا نغير الفلم

" لكن... "

" أتعلمي لم تحصلي على لقب ماي الغبية عبثاً "

" أنتِ لئيمة "

قالت ببرود: شكراً ... ألتزمت الصمت قليلاً ثم تابعت قائلة : ما رائيك أن نشاهد فلم (عندما أحببتك)

" لكن أنا لم أكمل فلمـ "

قال ايري بغضب : مـــاذا؟!

قلت بتوتر : اوووه يبدو فلماً مثيراً سأشاهده معك

بدأنا بمشاهدة الأفلام و قراءة الروايات أيضاً بهدف البحث عن المعلومات

... مضى الوقت سريعاً و لم اشعر به لقد تمكنت من مشاهدة ٦ أفلام و قراءة ٣ كتب أما ايري فقد شاهدت معي ٣ أفلام فقط و ذهبت لقراءة الروايات و في الساعة الواحدة و النصف نامت و تركتني وحيدة و بعد وقت قصير من نومها لم استطع مقاومة النعاس لذلك نمت أنا أيضاً ...... و في الساعة الخامسة صباحاً استيقظت على صوت صراخ ايري لقد كانت تصرخ و تقول : مــاي أيتها الغبية استيقظي لم يتبقى سوى ساعات على زفافك.