الفصل الثامن : سندريلا

12.6K 504 33
                                    

جالسة وسط العشب الاخضر اتأمل السماء الصافية و الطيور الجميلة ، ألتفت لارى الاشجار تتمايل مع كل هبه ريح و مياه الشلال تصب في البحيرة الكبيره ذات المياه النقية اقتربت منها قليلاً لأتذوق مائها العذب ، وعندما لمست الماء سمعت صوت من خلفي يقول : ماي
استدرت نحو الصوت و قلت : روميو
و فجأة سمعت صوت ارتطام قوي ، فتحت عيناي بعد عدة محاولات يبدو انها ترفض الاستيقاظ .. ماذا! إذا هل كان ذلك مجرد حلم ... ضربت قدمي بالارض بقوة و صرخت منزعجة : تباً .. لقد كان روميو وسيماً
ما هي إلا ثواني حتى سمعت صوت طرق الباب ، نظرت حولي لاكتشف انني في الحمام
سمعت صوت رايفين من خلف الباب : ماي .. ماي هل انتِ بخير؟
اجبته : ربما.. اه نعم ..انا بخير
وقفت امام المرآة داخل الحمام انظر للكدمه على جبيني .. اعتقد انها سبب استيقاظي .. غسلت وجهي بماء بارد منعش ، نظفت اسناني و خرجت من الحمام ، شاهدت رايفين واقف قرب صندوق الاحذية يعدل ربطة عنقه ، اخذ حذائه ثم التفت يحدثني: هل انتِ متفرغة غداً؟
فكرت قليلاً ثم اجبته : لا
ارتدى فرده حذائه و قال : هل يشغلك شيء مهم؟
اجبته مؤكدة : بالطبع ، فيلم و برنامج بالاضافة للحلقة الاسبوعية
" يمكنك تسجيلها و مشاهدتها لاحقاً "
" لا املك آله تسجيل "
نظر في وجهي و ابتسم ثم قال : إذا سأشتري لكِ واحدة في طريق عودتي
ظهرت ملامح الدهشه على وجهي لعدة ثواني ثم تحدثت : حقاً!
" بالطبع ، غداً سيقام حفل لذا اريد منك الحضور"
لوحت بيدي نافية ثم قلت : مستحيل انا لا احب الاماكن المزدحمة
نظر إلي بتعجب و قال : هل انتِ جادة؟ .. الا ترغبي في رؤية النبلاء و الامراء و قاعة الاحتفالات الضخمة كما في الافلام
سألته متحمسه : هل هذا الحفل يشبه الاحتفالات التي تقام في الافلام ؟
اجاب مؤكداً : بالطبع
" إذا سأذهب معك "
فتح باب المنزل و قال : جيد ثم لوح بيده مودعاً و غادر المنزل

جلست على الكرسي امام المرآة احدق بها و اضع مساحيق التجميل على وجهي .. علي ان اسرع سيبدأ الحفل قريباً
دخل رايفين الغرفة و سأل : هل انتهيتي؟
إلتفت و اجبته : بقي القليل
نظر إلي بدهشه جعلته يترك ربطة عنقه تتسلل من بين يديه لتقع على الارض .. فكرت للحظة "مستحيل .. هل وقع في حبي؟"
تنهد رايفين و حاول تمالك نفسه ثم تحدث : عزيزتي ماي هل تركتي شيئاً من مساحيق التجميل لم تضعيه على وجهك؟
وضعت الفرشة على المنضدة و التقط شيئاً اخر و اجبته : اعتقد اني لم اضع هذا بعد
اقترب مني و قال : وجهك يبدو كصندوق الالوان تماماً
تسمرت مكاني لعده لحظات ثم قلت : مستحيل، لقد فعلتها بشكل جيد كما في الفيلم .. انتظر سأعيد المشهد لتراه بنفسك
شاهده رايفين ثم نظر إلي بنفاذ صبر وقال : هل انتِ جادة انه فيلم فكاهي ، انظري للممثلة انها تتعمد ارتكاب العديد من الاخطاء بهدف اضحاك المشاهدين
ضحكت بسخافة ثم قلت : بالطبع انا ايضاً ارتكبت العديد من الاخطاء بهدف اضحاكك
تنهد ثم قال : ارجوكِ لا تحاولي اضحاكي مجدداً
نظرت إلى الارض بخجل ثم قلت : حسناً
" هل تملكِ فستان؟ "
اجبته بثقة : بالطبع املك
ثم فتحت الخزانة و اخرجت فستاناً جميلاً ازرق اللون و قلت مبتسمة : ما رائيك؟
" انتِ لا تحاولي اضحاكي مجدداً صحيح؟ "
" بالطبع، انظر له جيداً انه جميل ، كما انه يعيد لي الذكريات لقد ارتديته في حفلة تخرجي من الثانوية "
" انه قديم "
" لكنه جميل "
ندمت على ما قلته بعد رؤيتي لعينيه الغاضبتين .. إلتزمت الصمت قليلاً ثم قلت : اعتقد اني املك فستاناً جديداً
اسرعت لاخرجه من الخزانة ثم قلت : لم يمضي الكثير من الوقت على ارتدائه
اغمض عينينه ثم تنهد غاضباً و قال : ارجوكِ توقفي عن المزاح انه فستان الزفاف
" اعلم ، ما المشكلة في كونه فستان الزفاف ، المهم هو انه جديد و ... "
توقفت عن الحديث بعد رؤيته يجري اتصال هاتفي.. بعد دقيقتين انتهى من مكالمته و قال : ميلك و ساندرا قادمتين
تحدث بسعادة : حقاً لقد اشتقت لهما .. إذا هل ارتدي فستان الزفاف؟
إلتفت و سار باتجاه الباب و قال : من الافضل ألا تجربي

كنت في الحمام اغسل وجهي من مساحيق التجميل عندما دخلت ميلك إلى الحمام و قالت : هيا اسرعي لم يتبقى الكثير من الوقت
امسكت بيدي و قادتني إلى الغرفة ثم اجلستني على الكرسي و بدأت بتصفيف شعري و بعد دقائق انظمت ساندرا إليها و بدأت هي الاخرى بوضع مساحيق التجميل على وجهي و في تلك الاثناء ظللنا نتحدث عن الافلام و الحلوى و ايضاً عن خططي الذكية ضد رايفين
قالت ساندرا : حسناً لقد انتهينا
قالت ميلك بينما تضع ادواتها داخل الحقيبة : اين فستانك؟
نظرت إلى المرآة و اجبتها : لا املك فستان
ضحكت ساندا و قالت : انتِ ظريفة حقاً
رمقتها بنظرات جادة و قلت : انا لا امزح
اتكأت على الحائط و نظر إلي هي الاخرى و قالت : هل انتِ مجنونة؟
" لا "
قاطع حوارنا دخول رايفين المفاجئ .. كان يرتدي بدلة سوداء مع ربطة عنق داكنة اللون ، و شعره مصفف جيداً .. لقد بدا مذهلاً بحيث تسللت إلى عقلي افكار غريبة عن مدى وسامته و اناقته ولكني تخلصت منها على الفور .. وضع فستان اسود اللون و حذاء ذو كعب عالي على السرير و قال : ارتدي هذا
ثم خرج من الغرفة... بعد عدة دقائق من المحاولات و الصراعات نجحت في ارتداء الفستان انه صعب لقد كان فستان الثانوية سهل .. خرجت من الغرفة و قلت لرايفين : لقد انتهيت
" اين حذائك؟ "
قلت : الحذاء .. اه الحذاء .. ضحكت ثم تابعت حديثي : انه على السرير
صرخ غاضباً : و ماذا يفعل على السرير؟ اذهبي و احضريه
" حسناً .. لا تغضب "

ركبت السيارة بجوار رايفين نظر إلي يتفحصني ثم اعطاني بعض الحلي لارتديها .. مر وقت طويل و نحن على هذا الحال رايفين يقود السيارة بهدوء بينما انا احارب من اجل ارتداء هذه الحلي...
قال رايفين : ألم تنتهي بعد؟ لقد كدنا نصل
اجبته مطمئنة : لا تقلق لقد بقي القليل
" حسناً .. اسرعي "
" سأفعل .. أليس الوقت متأخراً؟ هل تعتقد اننا سنصل للمنزل قبل الساعة ١٢؟ "
" من اخبرك اننا سنعود عند الساعة ١٢؟ "
ضحكت بتباهي ثم قلت : لا احد بالطبع .. لقد اعتمدت على ذكائي "
" إذا لا تعتمدي على ذكائك مجدداً .. و ايضاً لا تفكري كسندريلا رجاءً "
" حسناً "
" و ايضاً اتمنى ان تبقي افكارك لنفسك و لا تحدثي احد عنها "
" لماذا؟ "
" لانهم سيعتقدون انكِ مجنونة "
نظرت نحو الاسفل و اجبته بصوت منخفض خجول : اه هكذا إذا
بقيت كلماته ترن في عقلي بينما قلبي تحطم تماماً .. لما عليه ان يكون قاسياً هكذا..

مرآتي هي عيناكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن