مرآتي هي عيناك

الفصل السادس : قرد و فيل

استيقظت في الساعة الخامسة و النصف صباحاً يبدو انني لم انم جيداً فانا لم اعتد على هذه الغرفة و هذا السرير نهضت من سريري و نظرت من النافذة ،المكان مظلم باستثناء بعض الاضواء البسيطة ، فتحت باب الغرفة بهدوء و اخرجت رأسي لابحث عن رايفين لم استطع رؤيته لهذا قررت ان اتشجع و اخرج من الغرفة للبحث عنه في ارجاء المنزل، سرت ببطئ و حذر نحو احدى الغرف دخلت بهدوء لالقاء نظرة لقد كانت غرفة صغيرة لغسل الثياب خرجت منها مسرعه نحو الغرفة التالية لقد كانت حماماً كبيراً لذلك غادرت لاتابع بحثي توجهت إلى المطبخ ثم توجهت إلى غرف اخرى و اخيراً ها انا اقف عند الغرفة الاخيرة لابد انه في الداخل اسندت ظهري على الباب و ادرت المقبض بهدوء و نظرت إلى الداخل
وفجأة سمعت صوتاً من خلفي يقول : ماذا تفعلي؟
اجبته و انا مازلت انظر إلى داخل الغرفة : انا ابحث عن ذلك الغبي
قال : هل هو في الداخل؟
قلت بصوت منخفض : نعم ، لقد بحثت في جميع الغرف و لم يتبقى سوى هذه لابد ان يكون هنا
فكر قليلاً ثم قال : لا اعتقد انه هنا
اجبته بينما احاول اكتشاف ما في الداخل : هل تعرف مكانه؟
قال : بالطبع
قلت و انا ألتفت إليه بدهشه : حقـ ـ اً
ابتسم و قال : انه خلفك
صرخت : مستحيل اين كنت؟
اجاب بسخرية : كنت نائماً على الاريكة المقابلة لغرفتك عزيزتي ماي
في الحقيقة لقد شعرت بخيبة امل كبيرة لقد خدعني باختبائه في مكان مكشوف لم اعتقد انه سيفعل ذلك ، لقد اصابني الغرور من خبرتي
نظرت إليه باحتقار و قلت : لا تفرح كثيراً ربما ارخيت دفاعاتي قليلاً لكن اعلم بان ذلك لن يتكرر مجدداً
نظر إلي نظره متعجبه لم اعرف ما كان يقصد بها، فاعتقد انه يريد مني ان اعترف بفوزه علي لذلك قلت : لقد خسرت هذه المرة لم اكن اظنك بهذا الذكاء
قال : و انا لم اكن اظنك بهذا الغباء
تجاهلته فانا اعلم انه يريد ان يشعرني بالحزن لانه انتصر علي
ذهبت إلى المطبخ لاملئ معدتي الفارغة فتحت الثلاجة لعلي اجد شيئاً اتناوله و على الفور بدأت باخراج محتوياتها الشهية و ابدأ في استكشاف محتويات الخزائن و اعداد الطعام.
و بعد ساعتين من العمل الشاق اخيراً انتهيت بوضع فطيرة التفاح على مائدة الطعام ثم ذهبت لاغسل وجهي بماء بارد يعيد إلي نشاطي نظرت لنفسي في المرآة لانتبه إلى انني مازلت ارتدي ثياب نومي المعتادة قميص ناعم ذو اكمام طويلة و بنطال يصل إلى اسفل ركبتي، بدلت ثيابي و عدت حيث تركت طعامي ينتظرني لاجد ذلك القرد يجلس على مقعدي و يتناول قطعة من الخبز الساخن
صرخت غاضبة : توقف هذا طعامي
إلتفت إلي و وضع اخر قطعة من الخبز في فمه ثم نهض و عدل في بدلته قليلاً ليكسب بعض الوقت حتى ينهي تناول الخبز
قلت : لماذا تتناول طعامي؟
اجاب : ظننت ان زوجتي العزيزة قد اعدته لي لم اكن اعتقد ان كل ما يشغل تفكيرها هو معدتها
" لا تحلم بذلك ، و الآن ماذا ستفعل بشأن طعامي؟ "
اجاب و هو يرتدي حذائه : لا شيء ، يجب ان تكوني شاكرة فقد كان الطعام كثير بالنسبه لفتاة صغيرة مثلك ... ثم نظر إلي بسخرية و قال : إلا إن كانت تهدف للتحول إلى فيل
بعد ذلك خرج من المنزل و تركني اشتعل غضباً و اصرخ : تباً لك ... متعجرف