فى إحدي العـمارات السـكنية متوسـطة الـحال
بـشقة بالـدور الثالـث
كان يجلس ذلك الشاب و هو يرمق تلك المتعجرفة بتوتر..
صمت دائم منذ أن جاء منذ خمسة عشرة دقيقة لم يقطعه سوي صوتها البارد و هي تقول :
- و بعدين..عجباك القاعدة يعني يا رامي ؟ !تنحنح رامي بتوتر و قال :
- أحم..أنا كنت جاي أخد مريم..أظن كفاية كدا بُعاد و كل دا عشان مشكلة تافهه !أشتعلت عيناها و هي تقول بحنق و سخرية لاذعة :
-تافهه؟؟..يا عنياااا..روح ياخويا شوف أخواتك و الست أمـــك عاملين أية فى أختي و بعد كدا أبقي أتكلم يا..يا ديك البرابر != يعني أعلقلهم المشنأة يعني يا رُسل..ما هي مريم برضو مبتسكتش !!!
- حوش حوش الملايكة اللى بيرفرفوا عندك !
قالتها بتهكم واضح ، أكملت من بين أسنانها :
- أختي يجليها بيت ليها لوحدها و يتكتب بإسمها تحسباً لأي حركة وطينه تطلع منك أو من أهلك..لكن قُعاد معاهم فى بيت واحد لأ!!هتف بإستنكار :
- قصدك أية يا رُسل ؟!وضعت رُسل ساق فوق أخري و هي تقول ببرود :
- هعيد تاني عشان عارفه أن فهمك على قدك..تجيب شقة لأختي تقعدها فيها مُعززة مُكرمة تاخدها من هنا و عليها بوسة غير كدا إنساها خالص !صرخ بغضب :
- دي مراتي و أنا ليا الحق أني أخدها فى أي وقت و فى أي مكان !صاحت بحنق :
- صوتك ميعلاش عليا أحسنلك..و الكلام اللي أنت بتقوله دا كان ينفع لو كنت راجل و عندك كرامة..ما أنت مدام مش حافظ كرامة مراتك قدام أهلك تبقي مش راجل و معندكش ذرة نخوة كمان !!نظر لها بنظرات لو كان لها أثر فيزيائي لكانت أحرقتها بحق..!
فمن هي لتتحكم بكل شئ و تتحكم بزوجته تحت مسمي " شقيقتها الكبري " ، دلفت لغرفة الصالون سيدة ذات وجه بشوش و هي تحمل بيديها صينية مذهبة عليها ثلاث أكواب من العصير الطازج ، هتفت حميدة و هي تضع الذي بيدها على الطاولة الزجاحية المستديرة :
- هدوا نفسكوا يا ولاد..كل حاجة بالتفاهم !جز رامي على أسنانه و هو يقول :
- تعالي أحضرينا يا حماتي و شوفي ست الصحفية بتقول إية !جلست حميدة بجانب بكريتها و قالت بعتاب :
- أنت برضو غلطان يا رامي يابني !مسح على وجهه بقلة حيلة لتقول رُسل بفجاجة :
- قُصره..دي شروطي و عليك لا تنفزها أو لأ و أنا الصراحة بحبذ الإجابة التانية عشان إنشاء الله إنشاء الله إنشاء الله نخلعك و نجرجرك فى المحاكم أنت و أهلك كلهم !عبس رامي و قال بتوعد و هو ينهض :
- ماشي يا رُسل...هنفذ اللى قولتيه بس عشان بحب مراتي و باقي عليها لكن حاجة تانية لأ..أنا ماشي !