كان ماكس ينتظر عند الباب حين وصلت بايلي إلى المنزل من عملها . ذنبه الأصفر المخطط بدا مستقيماً وهو يتلوى عند قدميها ليذكرها بموعد وجبته .
تمتمت : لحظة واحدة يا ماكس
وأخذت تتصفح البريد وهي تدخل المطبخ ، ولكنها توقفت حين رأت ورقة صفراء .
- مياو ..
قالت : ماكس ، انتظر ..
ولوحت بالورقة الصفراء قائلة : لدي مورغان لفاف لنا .
لطالما كانت المسؤولية عن الشقق لطيفة فتستلم ما يصلها نت طرود ، لتوفر على بايلي رحلة إلى مكتب البريد .
تركت ماكس الساخط ، وسارعت بايلي تنزل السلم إلى شقة السيدة مورغان ، التي استقبلتها بابتسامة دافئة .. وكانت السيدة موغان امرأه مسنة وأرملة وقورة ، تظهر الحماية للمستأجرات الصغيرات في السن .
أعطت بايلي مغلفاً كبيراً من الورق السميك الأسمر قائلة : هاك عزيزتي .
وعرفت بايلي لحظة رأت المغلف أنه ليس مفاجأة غير متوقعة من والديها ، بل مخطوطة قصتها المرفوضة .
قاومت لتخفي خيبة أملها وقالت : شكراً لك .
ما إن قرأت بايلي نقد جو آن حتى ادركت أن " لك إلى الأبد " ستعود مرفوضة . لكن ما لم تتصورة هو هذا الإحساس المزعج بالمعدتها .. هذا الشعور بالإحباط الكامل .. لقد استقبلت دار كوين للنشر هذه المخطوطة لما يقارب 4 أشهر ، فبدأت بايلي تصدق أن رئيسة التحرير احتفظت بقصتها طويلاً لأنها تفكر جدياً بشرائها .
توقعت بايلي أن تعيد كتابة قصتها ، لكن على أساس عقد كبير في جيبها ، يحملها عالياً على أمواج النجاح .
وكان ماكس ينتظر فرب الباب ، ولكنة بدأ هذه المرة نافذ الصبر أكثر . ودون تفكير رمت بايلي الطعام في طبقة .. ولم تدرك أنها أعطت قطها الجشع العشاء الذي كانت تنوي أن تحضره لنفسها 'لا بعد فوات الأوان . وانقض ماكس على الفور على قطعة الديك الرومي بعد أن شق طريقة من بين قدميها متلهفاً . وهزت بايلي كتفيها ، فهي لم يكن لديها أي شهية للطعام .
لزمها 5 دقائق اخرى لتستجمع شجاعتها وتفتح المغلف .. وبحذر ، تفحصت ختم المغلف .. لما كل هذا الحذر ؟ إذ لم يكن في نيتها اعادة استخدام المغلف . وما إن فصلت الختم حتى أخرجت المخوطة ، وقرأت بسرعة رسالة المطبوعة المرفقة بها .. ابتلعت الغصة التي سدت حلقها ، ولم خفف من خيبة املها أن الرسالة شخصية ، وليست رسالة رفض بسيطة .
رفعت سماعة الهاتف واتصلت بجو آن / لقد مرت صديقتها بهذه التجربة أكثر من مرى وهي واثقة من ان لديها بضع كلمات حكيمة لتساعدها في هذه اللحظات ... ولسوف تفهم جو آن كم ثقتها بنفسها اهتزت .
رن الهاتف لكن لم يجبها سوى جهاز الرد الآلي .. أصغت إلى الرسالة لكنها لم ترغب في ابلاغ جو آن هذا الخبر السيء عبر الآلة ، لذا تمتمت متجهمة : انا بايلي .. وعلقت السماعة .
ذرعها لشقتها اتسكين مشاعرها لم يساعدها .. ونظرت إلى جهاز الكمبيوتر ، الموضوع في زاوية غرفة الجلوس الصغيرة ، لكن الرغبة في الكتابة بدت عدية .
لقد حذرتها جو آن وكذلك آخرون في الجمعية من أن الرفض مؤلم . لكنها لك تتوقع أن يؤلمها إلى هذا الحد .
بحثت في حقيبة يدها عن حبة سكاكر فـأطبقت يدها على بطاقة عمل ، بطاقة باركر ، وسحبتها بلطف ، لقد كتب عليها رفم هاتف منزله ...
هل تتصل به ؟ وقررت ألا تفعل . دست البطاقة في جيبها ، لماذا فكرت في الإتصال به ؟ فالحديث مع باركر الآن غباء ، وفيه مخاطرة . إنها فتاة ناضجة ، يمكنها تحمل الرفض . من يريد أن يصبح كاتباً علية أن يتعلم كيف يتعامل مع الرفض .
الرفض هو درجة على سلم النجاح ، هذا ما قالته احداهن في احد الإجتماعات ، وجلت بايلي هذه الكلمة على ورقة وألصقتها على الحافة السفلى للكمبيوتر . والآن عليها التصرف على هذا القول ، وبما أن هذه الدرجة هي الأولى فإن امامها مسافة طويلة تقطعها ، لكن السلم اللعين أكثر صعوبة مما توقعت .
وبتردد ، عادت إلى المطبخ واعادت قرائة الرسالة من باولا أول برايت ، رئيسة التحرير في دار نشر كوين ، التي تقول انها تعيد المخطوطة " مع الأسف " .
وتمتمت بايلي توجة الكلام إلى ماكس ، المشغول بالتمتع بعشائه : ليس بقدر الأسف الذي اشعر به .. وتقول انني كاتبة واعدة .
المشكلة الأساسية بحسب قول المحررة تكمن في مايكل .. ولم يثر هذا دهشة بايلي وأشارت الآنسة أولبرايت مشكورة إلى قصص مشهورة تحتاج إلى اعادة صياغة ، وأنهت رسالتها تقول لبيايلي أنها لو اعادت كتابة القصة فسيسر قسم التحرير بإعادة التقييم .
أمر غريب .. لم تلاحظ بايلي هذا الكلام عندما قرأت الرسالة للمرة الأولى . إن اعادت صياغة العمل فلديها فرصة .
بحماس مفاجئ ، اخذت بايلي الهاتف .. لقد غيرت رأيها .. وبدا لها الإتصال بباركر فكرة جيدة ، لا بل فكرة عظيمة . ولعلها فرصتها الوحيدة للإصلاح أمر مايكل المسكين .
رد باركر على الهاتف بشيء من العصبية والتوتر .
قالت بايلي آملة أن لا تبدو غبية : باركر .. أنا بايلي يورك .
فرد بلعجة أقل سخطاً : مرحباً .
وجف فمها تماماً لكنها سارعت تفحص عن سبب اتصالها : اريدك ان تعرف انني ... كنت ، أفكر بدعوتك إلى العشاء ، هل يمكنك أن تلاقيني اليلة بدل الغد ؟
انها تريد أن تصحح شخصية مايكل في اسرع وقت ممكن .
- وهل هذه بايلي يورك التي ننكلم فعلاً ؟
وبدا وكأنه لا يتذكرها .
قالت مؤكدة : الكاتبة التي التقيتها في القطار السرع .
وأخذت تشعر بالغباء مع مرور الثواني . ما كان عليها أن تتصل به لكن الاندفاع كان قوياً جداً فقلقد تشوقت لأن تع هذا الرفض وراء ظهرها وتكسب قصة رمانسية مؤثرة إنما تحتاج إلى مساعدته وربما عليها أن تتصل به في وقت آخر .
- اسمع .. إذا لم يكن الوقت مناسباً فسأتصل في وت آخر .
وكانت على وشك إنهاء المكالمة حين قال باركر : الوقت مناسب . آسف لأنني بدوت متردداً .. فقد كنت اعمل ، وأميل عادة إلى الإستغراق في مشروعي .
اطمأنت لتفسيره وقالت : هذا ما يحصل معي .
وأخذت نقساً عميقاً وشرحت سبب اتصال غير المتوقع .
- لقد أعيدت إلى " لك إلى الأبد " مرفوضة اليوم .
- انا آسف لسماع هذا .
وبدا آسفاً حقيقياً ، وعاد الإحساس الغريب المرتجف إلى معدتها بسبب لتعاطف الذي أبداه .
- وانا أيضاً شعرت بالأسف ، ولكنها لم تكن صدمة كبيرة . اعتقد أنني تركت آمالي تتعاظم حين لم يعيدوا المخطوطة على الفور . وهذا امر حذرتني جو آن منه .
نقلت السماعة إلى الأذن الآخرى ، ودهشت لأنها تشعر بالتحسن بعد أن وجدت من تتحدث إلية .
- وماذا يحدث حين يعيد ناشر مخطوطة كتابه ؟ هل ينتقدونة ؟
- يا إلاهي ... لا .. تعاد المخطوطة عادة مع رسالة رفض .. لكن رئيسة التحرير اقتطعت من وقتها لتكتب لي شخصياً عن إعادة صياغة الشخصيات ، هها يعتبر مريحاً . في الواقه هذه دلالة ممتازة ، وهي مستعدة لإعادة النظر في " لك إلى الأبد " مجدداً .
صمتت بايلي ، وتنفست بالرتجاف قبل أن تضيف بتلعثم : كنت اتسائل عما إذا بمكانك أن تفي بوعدك على العشاء . ادرك أن المهلة قصيرة ، وربما ما كان علي ان اتصل .. لكن الليله هي الأفضل بالنسبة لي لأنني .. لأنني ، وبإهمال غير مقصود أعطيت ماكس عشائي ولم يعد هناك في البيت ما آكلة .. إنما ، إذا لم تكن قادراً .. فسأتفهم ...
وتسارعت الكلمات في توتر ظاهر ، فحين بدأت ن بدى لها أنها لا تستطيع أن تتوقف .
- هل تريدين مني أن أمر لاصطحابك ام تلاقيني في مكان ما ؟
وبالرغم منها . ذهبت بايلي إذ لم تكن تتوقع أن يوافق باركر .
وقالت : آه .. المطعن الذي تناولت فيه الغداء منذ اسبوعين .. يبدو جيداً .. لكن ارجوك .. أصر على الدفع هذه المرة .
- في الخي الصيني ؟
- أجل هل ألقاك هناك ؟
- طبعاً .. هل يكفيك ساعة ؟
- أوه .. أجل .. الساعة كافية ووافية .
ووجدت بايلي نفسها مجدداً معقودة اللسان دهشة .. وسعادة .
انتهى الحديثهما بسرعة تقف محدقة في السماعة ، تتسائل عما إذا حدث فعلاً ، وأخذت نفساً عميقاً ، ثم سارعت إلى غرفة نومها لتغير ملابسها ، وتجدد تبرجها ، وتسرح شعرها .
كانت بايلي تحب الطعام الصيني ، خاصة أطباق " الزيشوان " المطيبة بالتوابل .. لكنها لم تكن تفكر في العشاء خين توقفت سيارة الأجرة أمام المطعم . قررت تدليل نفسها هذا المساء باستئجار تاكسي إلى " تشايناتاون " .. وإن كان هذا يعني أن تعود إلى البيت بقطار الأنفاق السريعة .
وجدت باركر أمام المطعم ينتظرها ، وأسرع لييفتح لها باب سياة الأجرة .. أحست بايلي بيده وهي تسند مرفقها ، ليساعدها على الترجل .
ابتسمت له قائلة : لطف منك أن تقابلني دون موعد سابق .
- ما من مشكلة .. من هو ماكس ؟
- انه هري .
ضحك باركر ، وقادها إلى داخل المطعم . اول ما اسر بايلي هو الثريا العملاقة من الخشب اللماع . ولم يكن لديها الوقت الكافي لتتفحصها إذ رفقهما النادل قي ممر طويل إلى غرفة ضيقة مليئة بحجيرات خشبية ، تشكل كل واحدة منها غرة مستقلة .
قالت بايلي وهي تتنفس بالرتياح : اوه .. يا إلهي .. هذا رائع .
واندست في حجرتها ، وانزلت الحقيبة إلى كتفها ، ثم اخرجت دفتر الملاحظات والقلم اللذين حملتهما معهما عند الغداء .
ظهر النادل حامل ابريق شاي خزفي ونجانين مماثلين ، وقائمة الطعام الحمراء المستطيلة تحت ذراعه .
لم تستطع بايلي أن تختار الطعام بسهولة كما حصل في مطعم " ساند بايبر " .. واقترح باركر أن يطلب كل منهما ا يشاء ثم يتشاركانه . كان هناك الكثير من الأطباق ، وبدا معظمها لذيذاً بحيث لزم بايلي 10 دقائق لتختار ، معجنات مع القريدس " الروبيان " المطيب ، فيما اختار باركر الدجاج المقلي مع اللوز .
صبت بايلي الشاي لكليهما قائلة : حسن جداً ، والآن دعنا نعمل .
استرخى باركر في جلسته ، وطوى ذراعيه ، ومد ساقيه : بالتأكيد .
وأشار بيده حين ترددت ، مضيفاً : اسألي .
- ربما علي أن ابدأ إعطائك لمحة سريعة للقصة .
- طبعاً .. أي شيء قد يساعدك ,
قالت شارحة : أريدك أن تفهم مايكل .. انه رجل أعمال ، مرير بعض الشيء ، لكنه تعلم ان يسامح من يؤذيه . وهو قي أواسط الثلاثين من عمره ، ولم يتزوج ابداً .
- ولم لا ؟
- حسن جداً .. اولاً ، كان مشغول بمستقبلة العلمي .
- وما هو عمله ؟
- إنه يعمل في مجال التصوير .
- فهمت .
- أنت عابس
لم تطرح بايلي أي سؤال بعد مما اعدته ، ومع ذلك بدا باركر منزعجاً .
- لا يصل الرجل عادة إلى سن 35 ، من دون علاقة او اكثر . وإذا لم يكن لديه أي علاقات فهناك مشكلة .
- أنت تجاوزت الـ 30 من عمرك ، ولست متزوجاً . فما هو عذرك ؟
هز باركر كتفيه واجاب : كان برنامج دراستي الجامعية مكثف جداً ، فلم يترك لي الكثير من الوقت للخروج مع الفتيات . فيما بعد سافرت كثيراً ، وهذه مره اخرى لم يعطني فرصة أقمت ، في الواقع ، علاقات ، لكنها لم تنجح . اعتقد أن بإمكانك القول إنني لم اجد المرأه المناسبة .. لكن هذا لا يعني أنني غير مهتمة بالزواج والإستقرار يوماً .
- بالضبط .. هذا ما يشعر به مايكل .. ما عدى أنه سيظن أن الزواج سيعقد حياته ، وهو على استعداد لأن يقع في حب جانيس .. لمنة لا يدرك ذلك .
هز باركر كتفيه : فهمت .. تابعي .. ما كان علي أن أقاطعك .
- حسن جداً .. في الأساس ، سارت حياة مايكل بسلالة إلى أن ألتقى جانيس هامبتون . كان والدها قد تقاعد ، وتولت هي أعمال مؤسسة الصناعة .. وهذا العمل هي مؤهله له جداً
- وماذا تصنع ؟
- كنت غامضة حول هذا الشأن قليلاً .. لكنني تركت القارئ إيمكانية أن بفرض أن لعملها علاقة بقطع الكومبيوتر .. وأوردت كلمة هنا وهناك لأعطي هذه الكرة .
هز باركر رأسه وقال : تابعي .. سأحاول ألا أتدخل مرة اخرى .
ردت متصلبة : لا بأس ، على أي خال كان والد جانيس معجب بمايكل منذ وقت طويل ... وأراد العجوز أن يجمع بين ابنته ومايكل .. وبالطبع لم يكن أي منهما على علم بذلك .. ليس في البدء على الأقل .
أخذ باركر إبريق الشي وصب منه مجدداً في فنجانيهما .
- يبدو هذا جيداً .
- شكلااً لك . بدا والد جانيس أول مناورة في إحدى الحفلات ، وتوقع الجميع أن ينسجما معاً ، لكن مايكل غضب و ..
- رفع باركر يده مقاطعاً : مهلك لحظة .. دعيني ارى إذا ما فهمت من كلامك بشكل صحيح . التقى هذا الرجل امرأ جميلة .. وهو غاضب .. فما خطبه ؟
- ماذا تعني ؟
- ما من رجل في كامل قواه العقلية يعترض على رفقة امرأه جميلة .
حملت بايلي الشاي واستندت إلى ظهر المقعد الخشبي ، تفكر .. باركر على حق . جانيس كذلك لم تكن سعيدة في هذا الموقف . أوليس هذا أمر لا يصدق ؟ وتصورت أنها تقف مع رجل مثل باركر دايفدسون .. لكنها ابعدت هذه الفكرة عن رأسها وقد احست بالذنب ، وصبت اهتمامها على كلامه .
وسمعته يقول مفكراً : إلا إذا ....
- ماذا ؟
- إلا إذا عرف أن والدها وضع خطة ليربة منها ، وكرة ذلك .. وقد يظن انها متآمرة مع ابيها .
أشرق وجه بايلي ، وهزت رأسها ، ثم سجلت الملاحظة على دفترها .
- أجل هذا سينجح .
باركر بارع في طرح الأفكار مثل جو آن وهذه مفاجأه سارة .
وتنهد متردداً : مع ذلك .. المرأه الجميلة هي امرأه جميل .. ويجب ألا يعترض بشدة ، مهما كانت الظروف . وماذا يحدث ؟
- لا يحدث الكثير ، فهو يظهر انزعاجة . لكنني قررت أن اغير هذا الجزء . أنت على حق ، يجب أن لا يحتج كثيراً . على أي حال ، يحدث هذا في مطلع الكتاب ، وكلاهما لا يعرف مخطط والدها ، ولا اريد أن يكتشف القارئ باكراً ما سيحدث .
كان عقل بايلي يعمل بسرعة وهي تعيد تفكير المشهد ... تصورت مايكل وجانيس يقفان وكلاهما غير مرتاح للموقف ... لكن ، وكما اقترح باركر ، يجب ألا يكون الإعتراض قوياً ..
وهذا هو الجزء الذي تنوي أن تغيره ، والعمل علية . حين يتعرفان سيكون الأمر أشبه بصب الماء على الزيت الساخن ... ستكون ردة الفعل عظيمة .
وبدأت الفكر تتبلور في رأسها . لن يقاوم مايكل وجانيس مؤامرة والدها المثيرة للسخط ، بل ستتحول إلى معركة مع مشاعرها نحو بعضهما البعض .
همست بايلي : هذا عظيم .. حقاً عظيم .
وبدأت تشرح لباركر خطتهما حين قاطعهما النادل الذي جاء بالعشاء ووضع أمامها مجموعة أطباق يتصاعد البخار منها .
وكانت بايلي قد استعادت شهيتها ، فمدت يدها إلى العيدان التي يستخدمها الصينيون لتناول الطعام .
- أنت أولاً
أشار بيدة مشجعاً : لا .. أنت
ابتسمت ومدت يدها مجدداً وبدا الموقف حميماً ومريحاً ، مع انهما لا يزالان غريبين .
أكلا بصمت لدقائق ، وراقبت بايلي باركر يستخدم العيدان بمهارة . انها المرة الأولى التي تتواعد فيها مع رجل بارع في استخدامها مثلها تماماً .
تتواعد مع رجل .
قفزت الكلمات امام عينها ، كإشارات محذره . ورفعت نظرها تحدق متسعة العيمين في الرجل الجالس قبالتها على الطاولة .
- بايلي ؟ هل انت بخير ؟
هزت رأسها ونظرت بعيداً بسرعة .
- هل فضمت فلفلاً خاراً أو شيء ما ؟
هزت رأسها بسرعة وهي تؤكد له : لا .. انا بخير .. أنا بخير حقاً .
لكنها لم تكن كذلك وشكت في أن يعرف ذلك .
بالطبع ما من وسيلة ليعرف عن تجربتها مع باول أو توم . ولا يمكنه كذلك أن يعرف بوجود ثوب عرس غير مستخدم في خزانتها يعذبها كل صباح وهي تستعد للعمل .. وكأن ثوب العرس هذا يذكرها دائماً بألا تضع ثقتها في رجل .
وقد سمحت لحذرها بأن يسترخي الأن ، وقبل أن تدرك ستثق مجدداً برجل ... وهذه غلطة لا تغتفر . يشعرها باركر بالأمان ، فهو رجل شريف وفور وصادق ، وهنا تكمل المخاطرة ، فهو بطل حقيقي ، لكنها خدعت مرتين من قبل ، ولن تعرض قلبها لهذه التجربة مرة اخرى .
تقاسما الحساب ، ولم يكن باركر سعيداً بهذا لكن بايلي اصرت .
وقال باركر وهما يوشكان على المغادرة : قلت شيء عن إعادة كتابة ذلك المشهد في الحفلة .
استعادت شيئاً من الحماس السابق وردت : أجل .. سأجعل لذلك تأثيراً قوياً عليهما . لقد ساعدني اقتراحك جداً ، ولا استطيع أن اعبر لك كم أنا ممتنه لمقابلتك لي في آخر لحظة .
ولم يجب باركروكأنه لم يسمعها ، وفتح لها الباب ليخرجا إلى الرصيف المزدحم .
قالت بايلي بصوت مرتفع : أنت مقطب
- هل اختبرت يوماً ذلك النوع من الأحاسيس مع رجل
لم تكن بايلي بحاجة إلى اللتفكير : لبس في الواقع
- هذا ما اعتقدتة
- لككني احب فكرة حدوث هذا بأن جانيس ومايكل ، فهو يعطي بعداً جديدياً لحبكة القصة كلها ، واستطيع اسغلال ذلك .. كما ان هناك عنصر من الخيال في القصة الرومانسية ، نظرة اكبر من الحياة نفسها
- اووه .. انا لا اقول انه يجب أن لا تحدث أي ردة فعل قوية بينهما ، لكنني اتسائل كيف تخخطين لوصف هذا الإحساس القوي من دون خبرة حقيقية .
تجاهلت تعليقة المتملق وردت : هذا علامة الكاتب الجيد . إن تصوير جو رومانسي لايلزمة سوى شي من الخيال ، لا تتوقع نتي ان اختبر الأمر مع رجل غريب .
- ولم لا ؟ لم تخشي اللحاق برجل غريب .. فكل هذا ( بحث ) .
- ماذا تعني ؟
- سيضيف هذا بعض المصداقية على كتابك ، وثقة بالنفس قد لا تحدثين عليها بطريقة آخرى .
واضطرت بايلي لمجادلتة قبل أن تجد نفسها توافق في سرها على جنونة !
- لو كتبتي قصة بوليسية غامضة ، فهل تقترح أن تقتل احدهم
- لا تكوني سخيفة ! الجريمة غير مطروحة وغير مقبولة . أما الموقف العاطفي الرومانسي ففي متناول يدك أكثر ، وسيضفي مصداقية على قصتك . اقترح أن ننفذ الغكرة يا بايلي .
- كانا بسيران جنباً إلى جنب ، وبايلي مستغرقة في افكارها حيت استدار باركر في طريقة عفوية متجهاً إلى زقاق ضيق ، افترض انه الزقاق ذاتة الذي جرها إلية يوم لحت به .
- ونظر إلى عينيها ثم سألها : حسنناً جداً .. هل ستلعبين اللعبة ؟
هل ستفعل ؟ لم تعد تعرف شيءً . انه علبى حق ، سيكون للمشهد تأثير اقوى إذا اختبرت المشاعر نفسها مثل جانيس . قد يتعلق بيع كتابها على مدى قدرتها على تصوير المشاعر بين البطل والبطلة في الفصل الأول والأكثر أهمية .
لكنها قالت ، بصوت بالكاد عرفته : لا ،، لا اريد .
ما تكلمت حتى سمعتة يهمس : لا تترددي سيكون هذا رائعاً .
أغمضت بايلي عينيها في محاولة منها لمقاومة تأثيره فيها .. لم تشأ أن تظهر له ضعفها كما لن تشأ ان تفتح جروح الماضي ، فقد تعلمت درسها .
سمعته يتكلم ويستحثها فحست بالغرابة والسخونة وخشيت أن أن تفقد سيطرتها على نفسها كلياً ، إذا ما استمر يضغط عليها طويلاً .
توسلت : ارجوك .. توقف .
ودفنت وجهها بين يديها ، واخذت تتنفس ببطء وعمق محاولة السيطرة على ارتجافها .
ليس من الإنصاف أن يجعلها باركر تشعر بهذا الإرتباك .. هذا ما يمكن أن يحدث لجانيس ومايكل ، لكن لا ينبغي أن يحصل لها .. فهي لا تريد أن تشعر بأي شيء من هذا .. والدرع الواقي حول قلبها يكاد يتفتت ، مع إنها امس الحاجة إلية .
مد يده إليها فتراجعت مبتعدة عنه وقالت ، ما إن استطاعت ن تنطق : حسن جداً .. لا حاجة بي لإختبارات .
نظر إليها باركر وكأنه غير متأكد من انه سمعها بشكل صحيح ، وسئل : ارجو عفوك !
- اعتي لا ارى ما الفائدة .. اريد ان تكون المشارع بين بطلي حيوية ومثيرة فضلاً عن تمتعهما بالسحر .. كما ابحث عن شعور ما .. أكبر .. العلاقة بين جانيس ومايكل يجل ان تحمل .. شرارة .
قال باركر بصوت عميق كئيب : يمكن لعلاقتنا أن تحمل شرارة .
وصححت له : سحر .
ثم اشافت بمرح : لا بد أنك تتمتع بتجربة كبيرة . صحيح ؟ حسن جداً .. يجب أن اذهب . شكراً مرة اخرى على لقائي من دون موعد سابق ، إلى اللقاء .
وبشكل مدهش ، لم تتكسر الإبتسامة التي على شفتيها .. وأثار دهشتها أكثر ، انها تمكنت من الإبتعاد عنه بالرغم من ان ساقيها بالكاد حملتاها .
وفي طريقها لمحطت قطار الأنفاق السريع ، التي توجت إليها بأقسا سرعتها ، وهي تتمتم بإنها تتصرف بحماقة كلما اقتربت من باركر بيفدسون ، توقفت قربها سيارة رياضية بيضاء .
قال بتجهم : اصعدي
وفتح لها الباب . فكررت : لصعد ؟ سأستق القطار السريع .
- ليس في هذا الوقت من الليل . لا ، لن تفعلي .
- و لماذا يجب ألا أفعل ؟
- لا تتلاعبي بحظك أكثر يا بايلي .. اصعدي و حسب .
أخذت تفكر بما اذا عليها ان تصعد معه. لكن من العناد اللذي ظهر في عينيه و على فكه ، رأت أن لا فائدة من أن تجادله ، فهي لم تر في حياتها مثل هذا الفك العنيد . و هو اول ما لاحظته في باركر .
قال بعد أن صعدت إلى جانبه : أعطني عنوانك .
أعطته عنوانها و هي تضع حزام الأمان ، ثم جلست بصمت و هو يشق طريقه ما بين السيارات .. توفقت السيارة بحدة عند ضوء أحمر ، و خلطرت بنظرة نحوه .
و سألت : لم أنت غاضب هكذا ؟ تبدو و كأنك ترغب في قطع رأسي .
- لا أطيق أن تكذب علي امرأه
سألته ساخطة : و متى كذبت ؟
- منذ دقائق حين قلت انك لا تريدين أي اختبارات .
- و ضحك من دون مرح و هو يهز رأسه مضيفاً : يمكننا أن نولد من تاكهرباء أكثر مما يولد سد " هوفر " في شهر ، أنت تريدين خداع نفسك حسن جداً ، لكنني لن ألعب لعبتك .
فقالت بتزمت محتشم : أنا لا ألعب أي لعبة .. ولا يسرني أن تهاجمني مثل " كينغ كونغ " لمجرد أن رأيي لا يتناسب مع رأيك .
قال ساخرا : رأيك ؟ أنت تخدعين نفسك يا حبيبتي .
- لقد خرجنا لتناول العشاء لغرض البحث فقط .
- إذا كان هذا ما تريدين تصديقه ، فلا بأس .. لكن كلانا أذكى من ذلك .
تمتمت : مهما يكن !
يمكنه أن يظن ما يشاء ، و ستدعه يوصلها إلى بيتها لأنه يبدو مصمماً على ذلك .. لكن من الواضح أنه يعلق أهميه كبرى على لقائهما ، أكبر مما كانت تتوقع .
حسن جداً .. لقد تملكها شعور ما ، لكن سماعه يقول هذا لا يحتمل . فهي خرجت لتصحح شخصية مايكل و حسب ..
توقف باركر أمام شقتها و أطفأ المحرك ثم قال ببروده : حسن جداً .. فلنعاود كلامنا مرة أخرى .. هل لا زلت تدعين أن لقاءنا هذا المساء كان لمجرد البحث ؟
لم ترغب في التراجع قيد أنملة فأجابت : بكل تأكيد .
- إذن .. برهني ذلك
تنهدت بايلي بثقل و سألته : و كيف يفترض بي أن أفعل ؟
- ادعني إلى الداخل .
- أوه .. الوقت متأخر .
- منذ متى أصبحت الساعة التاسعة وقتاً متأخراً ؟
راحت بايلي تخسر أعذارها بسرعة : المرأة ليست مضطرة لدعوة رجل إلى بيتها ..
و كانت لهجتها رسمية ، و ظهرها مستقيماً و متصلباً ، و عيناها مركزتين إلى الأمام .
لكن ضحكت باركر فاجأتها ، فالتفتت لتواجهه ووجدته يبتسم بخبث .
و تمتم : أيتها الجبانة .
ثم ضحك و قال : هيا .. اركضي إلى البيت قبل أن أغير رأيي .
أنت تقرأ
لك إلى الأبد - روايات احلام
Любовные романыالملخص كيف يمكن لأمرأه فاشلة في الحب أن تكتب عنة ؟ وهل من مكان افضل من رواية الحب تدفن فية بايلي يورك أملها المكسور ؟ على الأقل في الرواية لا يموت الحب ولا يهرب البطل في اللحظة الأخيرة .... لكن هل هذا البطل موجود فعلاً في الحياة ؟ سؤال حير بايلي حتى...