التفتت بايلي إلى باركر غير مصدقة .. ووجدت نفسها لا شعورياً تقف . بدا جو الغرفة خانقاً ، ووجدت صعوبة في التنفس .
سأل باردلي ابنة ، والربة ظاهرة على وجهه : هل قلت شيئاً ما كان علي أن اقولة ؟
غضب باركر ، وقال لأبية : من الأفضل ان تتركنا وحدنا يا ابي .
- انا آسف بني .. لم اقصد ان اقول ما لا يعنيني .
- لا بأس ابي .
وغادر الأب الغرفة .
سارت بايلي نحو المدفأ الحجرية الضخمة ، وأخذت تحدق بالحطب المكوم .
وسمعت باركر يهمس بنعومة من خلفها : بايلي ؟
أدارها لتواجهه ، لكنها فقدت قدرتها على النطق ولم تتمكن سوى من هز رأسها بغضب مذهول .
- أعرف أن هذا شكل نوعا من .. المفاجأه
- نوع من المفاجأة ؟
- حسن جداً .. الصدمة .
- نحن .. تقابلنا بالكاد منذ شهر مضى
- هذا صحيح .. لكننا نعرف بعضنا أفضل من اثنين يخرجان معاً شهراً .
ولم يرحها إلا يجادلها : أليست جرأه منك أن .. تفكر بالحطوبة ؟
لقد اوضحت له منذ أن التقيا انها لا تنوي التورط مع رجل . ومن يلومها بعد التجربتين اللتين مرت بهما ؟ خطوبة اخرى ، مسألة غير مطروحة وإن كان الشخص رائعاً .
- أجل .. كانت جرأه .
- إذن كيف تقترح امراً كهذا ؟ الخطوبة كارتة بالنسبة لي ! ولن أمر بهذه التجربة مرة اخرى .. لن افعل !
- أعترف أنني اخطأت .
- هذا واضح .
وسارت إلى الجهه الأخرى من الغرفة لتقف وراء مقعد جليدي وتتمسك بظهره .
ورفعت إصبعين قبل أن تضيف : مرتان .. باركر .. مرتان .. وفي المرتين .. خذلاني .. ولن امر بهذا العقاب مرة اخرى .. لن استطيع !
تقدم باركر نحوها بطء : دعيني اشرح لك .. منذ امد طويل ووالداي يريدان تزويجي .
- رائع .. هذا يعني انك اسغليت وجودي .. كنت طعماً ، هل اخترعت هذه القصة ؟ كم انت شجاع .
بدا واضح من ملامح وجهه انه يحد صعوبة في المحافظة على هدوئه .
- انت محطئة يا بايلي .
رفعت يديها قائلة : كل شيء اصبح واضحاً بالنسبة لي .
- يبدو ان ما من شيء واضح
- أعتقد أنني كنت ساذجة جداً كي اقع ضحية خططك البغيضة
- خططي البغيضة ؟ ألا تظن أنك تبالغين ؟
- انا .. ؟ إنك تتحدث إلى امرأه نبذت مرتين .. كل رجل عرفته من قبل تحول إلى شرير .
قطع الغرفة بسرعة ووقف أمامها قائلاً :
- بايلي .. انا لا استغلك .. فكري ما شئت عني . لكن يحب ان تعرفي الحقيقة .. أجل ، والداي متشوقان جداً لزواجي . ومع انني احب عائلتي ، فلن استغلك ، انت او أي فتاهة اخرى ، لأرضي رغباتهما
عبست بايلي مشككة ، لكن عينية بدتا صادقتين جداً ، وقويتين .
قالت : إذن .. لم قلت لهما إنك وجدت المرأه التي تريد أن تتزوجها ؟
التمعت عيناه السوداوان الجميلتين واجاب : لأنني وجدتها .. وانا مغرم بك . وهذا حالي منذ التقينا .
اغمضت بايلي عينيها لتمنع دموعها الساخنة من الانهمار وهمست : قد تظن انك تحبني الآن . لكن هذا لن يدوم ، ولم يدم من قبل وقبل أن تدرك ، ستلتقس امرأه اخرى ، وستقع في حبها ، وتتخلى عني إلي الأبد .
- بايلي .. هذا لن يحدث .. سون ترتدين ذلك الفستان المستخدم قليلاً .. وسوف ترتدينة لي .
تابعت بايلي النظر إلية ، غير قادرة على الثقة بما تسمعه .
- الغلطة التي ارتكبتها هي اخبار امب . في الواقع ، لم تستطع روزان سنايدر الانتظار لتذكرك امام امي .. وكل ما اعرفة ان امي اخذت تلاحقني لاصطحبك إلى البيت ، كي تتعرف هي وابي إليك .. وتدخل والدي ، فزاد الطين بلة فالضطررت إلى الإعتراف بأن نواياي جدية .. ومن الطبيعي أن كليهما سر بالأمر .
- طبعاً .
لكن احساساً بالتوتر رفض أن يزول .
- لم ـشأ تسريع الأمور ، لكن بما ان ابي فضح الأمر ، من الأفضل الإعتراف بالحقيقة الآن فنواياي شريفة .
جادلت : لعلها كذلك الآن .. لكنها لن تدوم .
أخذ باركر نفساً عميقاً وقال : بل ستدوم . أعرف أنه لم يتح لك الوقت للتفكير بمشاعرك نحوي . وكنت آمل ..
وتردد مقطباً جبينة : .. أن نناقش الأمر بعد بضعة أشهر ، حين تنضج مشاعرنا نحو بعضنا البعض .
- سأكرر ما قلته مرة أخرى... الخطوبة لن تنجح. على الأقل ، ليس معي .
- سيكون الأمر مختلفاً هذه المرة .
- لو اخترت ان اقع في حب احد ما يوماً ، فسيكون أنت . لكن هذا لن ينجح يا باركر . وانا آسفة .. حقاص .. لكني لا استطيع خوض التجربة من جديد ، لا استطيع .
واخذت يداها ترتجفان ، وعضت عبى شفتها السفلى .. إنها تحب باركر .ز لكنها ببساطة خائفة جداً من ان تعترف بهذا .
- بايلي .. هلا اصغيتي إلي ؟
ردت بشراسة : لا .. انا آسفة .. حقاً آسفة .. لمن الأمور في غير مواقعها هنا .. فأنا اكتب قصص رومنسية .. وانت .. انت الرجل الذي استخدمة كنموذج .
عبس باركر وقال : تعنين أن كل ما بيننا زائف .. والشخص الوحيد الذي استغل الآخر هو انت .
شدت بايلي قبضتها ، بحيث حفرت اظافرها عميقاً في راحتيها .. واخذ العرق البارد يتصبب من جبينها .
- انا لم ادع يوماً .
وصر اسنانة وقال : فهمت .. إذاً ، كل ما استطيعة هو ان اطلب عفوك لأني كنت وقحاً هكذا .
احسنت بايلي بكرب فضيع ، لكن يجب ان يعتقد ان عاقتهما زائفة ، وإلا سيصبح الأمر خطراً . ومؤلماً .
- لا داعي للإعتذار
وع قدمي والدة باركر الخافت ، وهي تدخل الغرفة ، ألهاهما للحظو .
قالت : العشاء جاهز واخشى أن يفسد إذا تأخرا أكثر
فأجابها باركر : نحن قادمان .
لم تعرف بايلي عشاء غير مريح في حياتها كهذا ، فقد ساد التوتر ، وبالكاد تكلم باركر طوال الوجبة . وحملت امة عبء الحديث بلباقة . وقامت بايلي بما في وسعها ، لكن الجو بقي مشحوناً ، بحيث أصبحت مهمتها صعبة .
ما إن انتهت الوجبة ، حتى اعلن باركر أن الوقت قد حان ليغادا .. وهزت بايلي رأسها موافقة ، ثم شكرت والدية على دعوتهما .
تمتم باركر وهما في السيارة : ألا تظنين انك بالغت قليلاً ؟
فردت بحدة : كان علي أن اتحدث ، لا سيما انك كنت فظاً جداً .
- لم أكن فظاً
- حسن جداً .. لم تكن فظاً .. افتقرت إلى اللباقة . ألم تلاحظ مدى انزعاج والدك ؟ لم تكن بحاجة إلى تعقيد الأمور بتصرفك المعيب .
- انة يستحق ذلك
- هذا فظيع
ولم يرد عليها باركر .. وبدا مستعجلاً لإيصالها إل بيتها ، وراح يقود سيارتة وكأنه يتدرب لسباق ما .
وأدهشتها حين اصر على أن يرافقها حتى الباب . .في الليلة السابقة ، رافقها إلي الباب ابضاً ، وبعد وداع متوتر تركها .. لكنه لم يشأ اليوم ترك الأمور على حالها ، بل قال حين فتح الباب : ادعيني لأدخل .
- أدعوك لتدخل ؟
تناهى إليها مواء ماكس الحزين من وراء الباب وخلا وجهه من أي تعبير وهو بقول : سأدخل سواء دعوتني ام لم تفعلي .
وعرفت أنه سينفذ تهديده ، فتشنجت معدتها ارتباكاً
فتحت الباب وقالت : حسن جداً .
أضائت الأنوار ، وخلعت معطفها .. وأحس ماكس بحالها فالتجه فوراً إلى غرفة النوم .
- سأحضر بعض القهوة .. لكنني لا اتصور أنك ستبقى طويلاً ؟
- حضري القهوة
أحست بايلي بحاجتها للحركة ، وركزت على تحضير القهوة والفناجين .
قالت له : مهما قلت لن ابدل رأيي .
ولكنها لم تبدي هادئة ومسيطرة على اعصابها كما أملت .
تجاهلها باركر الذي بدا عاجزاً عن الوقوف ثابتاً في مكان واحد .. وراح يذرع المطبخ جيئة وذهاباً ، ولم يقف إلا حين اعطتة بايلي فنجان القهوة الساخن .. كانت بايلي قد رأت باركر غاضباً ومحبطاً .. حتى وهو يشعر بالغيرة ، يتصرف بشكل غير منطقي .. لكنها لم تشاهدة بهذه الحلة من قبل .
أسندت ظهرها إلى حائط المطبخ ، وامسكت فنجانها بحذر قائلةة : قل ما تريد قولة .
- حسن جداً .. اكرة التعامل مع مشاعر غير المنطقية .
- مشاعري غير منطقية ؟
- اعترفي .. أنت تتصرفين بطريقة غير منطقية لأن رجل آخر فسخ خطوبة لك .
- رجلان آخران ، لاحظ الفرق .. وهذا يعني اكثر من واحد .. وقبل أن تحكم علي بقسوة يا سيد دايفدسون ، دعني أذكرك أن كل انسان يتصرف وفقاً لتجربتة .. وإذا وضعت يدك النار واخترعت ، فلن تلعب قربها مرة اخرى .. أليس كذلك ؟ الأمر بهه البساطة .. كنت غبية بما يكفي لأخاطر بلمس النار مرتين ، لكنني لا ارغب في هذا مرة ثالثة .
- - ألم يخطر في بالك ابداً انك لم تحبي بول او توم ؟
اجفلت لعدم توقعها السؤال وردت : هذا سخيف .. لقد وافقت على زواج وما من امرأه تفعل هذا من دون حب
- وكلاهما وقع في حب غيرك
- لطف منك ان تذكرني .
- مع ذلك حين اعترفا لك بالحقيقة اكتفيت بألمك . إن كنت تحبين وبعمق لقمتي بكل ما في وسعك للدفاع عن حبك . لكنك لم تفعلي شيئاً .. لا شيء على الإطلاق فماذا تريدين مني ان اظن ؟
- بصراحة لا يهمني رأيك ابداً .. انا اعرف مشاعري وقد اغرمت بهما . فهل يفاجئك ان ارفض الوقوع في الحب مرة اخرى ؟ الخطوبة مستحيلة !
- إذاً تزوجيني فوراً
تخبط قلب بايلي في صدرها ثم غاص في إلى الأسفل جثة هامدة .
- انا .. لا أظن أنني سمعتك جيداً .
- لقد سمعتك .. الخطوبة ترعبك . واعترف بأن هذرك وجية .. لكن يجب ألا تسمحي لهذا بأن يتحكم ببقية حياتك .
- أتظن أن تجاوزك الخطوبة والتوجه إلى الكنيسة فوراً سيهدئ مخاوفتي ؟
- رددت أنك ترفضين المرور بتجربتة الخطوبة مرة أخرى .. وأستطبع فهم سبب ترددك .. " ريبو " لا تبعد سوى ساعتين .
ونظر إلى ساعته ، قبل أن يضيف : ويمكن أن نتزوج في مثل هذا الوقت في الغد .
- آه ..
وترددت الكلمات في رأسها ، لكنها لم تخرج بفكرة مفهومة .
ونظر إليها باركر مترقباً : حسناً ؟
- أنا .. نحن .. نتزوج .. فجأة ؟ لا اعتقد هذا يا باركر .. يا لها من شجاعة أن تقترح هذا ، لكنها فكرة مستحيلة .
- لماذا ؟ يبدو لي الحل منطقياً .
- وه فكرت بالجوانب الأخرى للموضوع ؟ ألم يخطر لك أنني ربما لا أحبك ؟
قال بثقة تشابة الغرور : أنت واقعة في حبي لدرجة أنك لا تستطيعين التفكير بوضوح .
- وكيف عرفت هذا ؟
- الأمر سهل .. من الطريقة التي تتصرفين بها . أنت تحاولين جاهدة إقناع نفسك بأنك لا تبالين ... في البداية قاومت مشاعرك ، ثم تركت حذرك جانباً ، ربما ، لادراكك عدى جدوى ذلك . وحين تأوهت عرفت كل ما أردت معرفته .
صبغ الأحمرار الشديد خدي بايلي ، وقال محتجة: انا لم أتأوه .
- هل تريدين أن أثبت لك ذلك ؟
تراجعت إلى الوراء ، وهي تصيح : لا !
فارتسمت ابتسامة خبيثة على فمه وانعكست في عينية . واحست بايلي بقلبها يعتصر هي تقول : انا آسفة باركر .. حقاً آسفة إذا خيبت أملك .. لكنني لن اخدم اياً منا إن وافقت على هذا .
بدا باركر متجهماً . ونظرت إلبة وهي تدرك أن ما من رجل يمكن ان يعيد السلام إلى قلبها إلى باركر .. لكنها تكرة عرض الزواج وهي غير مستعدة بعد .. فأمامها طريق طويل وحدها قبل ان تشفى من جراحها . واستجمعت شجاعتها لتهمس : هل يمكننا أن نتروى قليلاً قبل ان نقرر .
لقد طلب نتها باركر ديفدسون الزواج .. باركر دايفدسون الذي لا سبيل للمقارنة بينة وبين بول او توم وهي خائفة بحيث راحت تتلعثم وترتجف وتطلب فرصة للفتفكير .
قال : نتروة
ووضح الفنجان من يدة ثم تقدم نحوها فنظرت بايلي إلي وقد حبست انفاسها وتملكها ترقب دافئ .
شهقت بحدة حيث اقترب منها اكثر حتى كاد يلمسها لكنه لم يتوقف بل تابع تقدمة بنعومة فتصاعدت آه من اعماق حلقها .. آه ناعمة خافتة باكاد تسمع صرخة صغيرة من الشوق . سمعها باركر وتجاوب معها .. لكنه تراجع وابتعد فجأه استندت بايلي إلى الحائط لتمنع نفسها من الوقوع .. وسألته : لما كان هذا ؟
فضحك ضحكة صغيرة واجاب : لتساعدك لإتخاذ قرارك .
************
قالت بايلي متذمرة وهي تجلس على سجادة رفة الجلوس وصفحات من قصة جو آن منثورة على الأرض أمامها : أسوء ما في الأمر انني لم اكتب كلمة واحدة خلال الأسبوع كامل
فردت جو آن غير مصدقة : اسبوع كامل ؟
- لقد حاولت في كل ليلة كنت اجلس امام الكمبيوتر واحدق في الشاشة .. هذه اسوء مرحلة مررت بها أي ابدو غير قادرة على اجبار نفسي على العمل
استندت جوآن على الأريكة : همم .. أولم يمر عليك اسبوع من دون رؤية باركر ايضاً ؟ .. يبدو لي أن الأمر مرتبطان ببعضهما البعض
فهمست ببئس : اعرف
لم تذكر جو آن ما لا تعرفة فقد استعادت ذكرى تلك اليلية في رأسها عشراتالمرات في اليوم .
تفرست جوآن في بايلي وقالت : لم تخبريني ابداً ما حدث .
ابتلعت بايلي غصة في حلقها واجابت : باركر مجرد صديق .
- وللفيل جناحان
- الأمر الوحيد الذي يهمني فية هو دورة كنموذج لمايكل
لكنها لم تعرف من تحاول ان تقنع اولاً جوآن ام نفسها !
لم يتصل بها طوال الأسبوع . كان قد تركها واعداً بإعطائها الوقت الكافي الذي طلبتة . وقال لها إن هذا سيساعدها على ان تقرر ما إذا كانت تريدة .. تريدة !! لم تكن تعرف ابداً إذا كانت ستتوقف يوماً عن حبة .. لكنها نخشى أن لا يدوم حبه لها .. فهو لم يدم مع بول او توم ولن يدوم مع باركر .. فمع باركر ستتألم أكثر من دون ألم بالشفاء .
لعل باركر اعتقد انه يطمئنها حين اقترح التخلي عن الخطوبة والزواج مباشرة . لكن ما لا يفهمة ولا تستطيع هي شرحة هو ان هذا الأمر لن يشكل أي فارق ... فخاتم الزواج ليش الضمانة . في يوم ما وبطريقة ما سيكف عن حبها .
سألتها جوآن : هل أنت على ما يرام ؟
تمكنت بايلي على الحفاظ على ثبات صوتها من التظاهر بهدوء لا تشعر به ابداً
- طبعاً انا على ما يرام . يزعجني فقط عدم تمكنني من الكتابة لكنها ليست نهاية العالم . اتصور أن الأمور ستعود إلى طبيعتها قريباً وسأعود إلى كتابة 3 او 4 صفحات كل ليلة
- وهل انت واثقة من هذا ؟
لكن بايلي لم تكن واثقة فاعترفت : لا
- تذكري إذاً أنني هنا إذا ما رغبت في الكلام .
ارتسمت ابتسامة مرتجفة على فم بايلي وهزت رأسها .
رأت بايلي باركر بعد 3 ايام من هذا الحوار وكانت تنتظر هي محطة القطار وحدها . حين رفعت نظرها رأته يسير في اتجاهها .. في البدابة حاولت ان تتجاهل خفقات قلبها المتسارعة وان تركز انتباهها بعيداً عنه . لكن هذا بدا مستحيلاً .
وعرفت انه رآها ايضاً وإ لم تظهر علية اب ي دلالة واضحة .. والتقت عيناه بعينيها وكأنه يتحداها أن تتجاهلة . وحين خطت متردده نحوة ظهرت على فمة ابتسامة ساخرة .
- مرحباً بايلي .
- باركر .. كيف حالك ؟
تردد للحظة قبل أن يرد فكتمت بايلي أنفاسها ترقباً .
- رائع .. وماذا عنك ؟
فقالت كاذبة : رائعة
وأدهشها أن يستطيعا التحدث والتظاهر هكذا . انتقلت نظراتها إلى فمها فأحست بالتوتر يحيط بهما .. لا بد أن باركر قد اسرع ليلحق بالقطار إذ بدا شعرة مشعثاً قليلاً وانفاسة ثقيلة .
قال شيئاً ما لكن كلماتة ضاعت مع اقتراب القطار من المحطة وتجمع الناس . ولم يتكلم لي منهما وهما ينتظران دورهما ليصعدا .
ولحق بها إلى الداخل لكنه جل على بع خطوات منها .. ونظرت إلية مصدومة ومحبطة لأنه لم يجلس إلى جانبها .
كانت لديها الكثير لتقولة له . وحتى الساعة لم تجرأ على الإعتراف حتى لنفسها كم تفتقدة وكم تتشوق للتحدث معة . لقد عرفا بعضهما لفترة قصيرة ومع ذلك بدا وكأنه يملئ حياتها كلها .
لكن يبدو أن هذا لا ينطبق على باركر فهو قادر بكل بساطة على أن يجلس بعيداً عنها .. رفعت دقنها واجبرت نفسها على تأمل اللوحات الإعلانية المعلقة في العربة .
أحست بايلي بعيني باركر عليها .. كان الإحساس قوياً جداً وكأن يده تلامسها وتمسك وجهها .. ولم تعد تستطيع تحمل المزيد فالستدارا والتقت عيونهما ولامست الرغبة المتشوقة في عينيه قلبها .
واستجمعت ارادتها لتبعد ناظريها عنه . في النهاية سيجد غيرها سيد من يحبها أكثر منها كانت واثقة من ذلك تمام الثقة . تأملت كل ما يحيط بها لتبعد ذهنها عن باركر . لكن قوة غريبة بينهما دفعنها للإلتفات إلية مجدداً كانت ينتظر إليها بشكل اثار اضطرابها وسرع نبضت قلبها وهزت جسمها موجة شوق .
راح القطار يبطئ سرعتة وشعرت بايلي بالإرتياح لأنها وصلت إلى محطتها وهبت من مكانها والتجهت إلى المخرج .
همس باركر من خلفها : لا زلت انتظر ألم تقرري بعد ؟
أغمضت بايلي عينها لتستجمع شجاعتها وتقوم بما هو صائب لكليهم ... ثم هزت رأسها نفياً بصمت .. لن تستطيع التحدث إلى االآن فهي غير قادرة إلى اتخاذ قرار منطقي فيما الشوق يعتمر في قلبها والضعف يبدب في جسمها . وسارع الجمع إلى الأمام وخرجت بايلي تاركة إياه خلفها .
اجتمعت جمعية الكاتبات في مساء اليوم التالي ورحبت بايلي في الأمر . فلم تضطر هكذا للجلوس امام شاشة بيضاء لتحدق فيها بساعات وهي تحاول أن تقنع نفسهلا بالكتابة . ها هي جوآن تتابع إعادة الكتابة فيما هي تراوح مكانها .
ألقت المحاضرة كاتبة رواات عاطفية تاريخية تعيش في سانفرتنسسكو وكان حديقها مليئ بالنصائح الجيدة . وحاولت بايلي تسجيل الملاحظات لكنها وبدل من ذلك راحت ترسم أشياء لا معنى لها . لم تلاحظ إلا في نهاية الجلسة إنه رسمها الاخير يشبة خاتمي زواج متشابكين . فهل يجاول لاوعيها أن يوصل لها رسالة ما ؟ لكنها لن تشغل بالها في التخمين .
سألته جوآن : هل ستذهبين للمقهى لإحتساء القهوة ؟
- بالتأكيد .. إنها كرة جيدة
وتأملت صديقتها فعرفت على الفور إن هناك خطب ما .. بدت جو آن وكأنها تتجنبها طيلة الأمسية وطنت في البداية أن هذا محط خيال .. لكن التوتر جلياً بينهما .
قالت بايلي : حسن جداً .. ما الأمر .. ماذا هناك ؟
تنهدت جو آن بعمق واجابت : لقد رأيت باركر بعد الظهر .. وأعرف أن الأمر لا يعنيني وأنني اتصرف بحماقة . لكنه كان مع امرأه أخرى ويبدو لي أن الأمر يتعدى الصداقة .
ارتجفت ساقاه بايلي وهي تنزل السلم واحست إن قلبها أصبح كالحجر في صدرها .
- لعل المرأه شقيقتة وأنا .. لم أكن انوي الكلام لكنني ظننت في أنك قد ترغبين في أن تعرفي .
ابتلعت بايلي غصة في حلقها وأجابت : بالطبع ارغب .
وكان صوتها حازماً وكاذباً لا يكشف تشوش افكارها .
- وأظن أن باركر شاهدني .. في الواقع أن متأكدة من ذلك بدا وكأنه يريدني ان أراه . كما لم يبذل أي جهد لإخفاء رفيقتة مما يدفعني إلى الظن بأن الأمر برئ
قال بايلي كاذبة : أنا واثقة من هذا .
وارتسمت على فمها ابتسامة قلقة وتظاهرت بأنها تنظر إلى ساعتها .
- يا إلاهي لم اتصور أن الوقت متأخرإلى هذا الحد .. سأتخلى عن القهوة الليلية واعود إلى البيت مباشرة .
- امست جوآن بذراعها وسألتها : هل أنت بخير ؟
- طبعاً ..
لكنها لم تلتفت إلى عيني صديقتها وهي تضيف : الأمر ليس مهماً كما تعرفين .. بالنسبة إلى الأمر باركر .
- لا يهم ؟
- أنا لست من النوع الغيور
لكن معدتها تشجنت وأخذ رأسها يدور ويداها ترتجفان .. وبعد 15 دقيقة دخلت بايلي إلى شقتها ولم تتوقف لتخلع معطفها بل توجهت إلى المطبخ مباشرة والتقطت سماعة الهاتف .
رد باركر بعد 3 رنة .. وبدا شارد الذهن وهو يقول : بايلي .. يسرني سماع صوتك . كنت احاول الإتصال بك طوال الأمسية .
- كنت في لقاء الكاتبات هل اردت ان تقول لي شيئاً ؟
- في الواقع .. أجل .. يبدو إنك لم تغيري رأيك ؟
- انا ..
- دعينا ننسى مسئلة الزواج كلها .. لا داعي للتسرع .. فما رأيك ؟
أنت تقرأ
لك إلى الأبد - روايات احلام
Lãng mạnالملخص كيف يمكن لأمرأه فاشلة في الحب أن تكتب عنة ؟ وهل من مكان افضل من رواية الحب تدفن فية بايلي يورك أملها المكسور ؟ على الأقل في الرواية لا يموت الحب ولا يهرب البطل في اللحظة الأخيرة .... لكن هل هذا البطل موجود فعلاً في الحياة ؟ سؤال حير بايلي حتى...