فراشةٌ يائِسة تُحاوِلُ الطيران

135 5 0
                                    

 
ظلت في شرنقتها منتظرة صديقاتها الفراشات اللاتي وعدنها بأنهُن سيمرُرّن عليها في طريق رحلتهن عندما يخرجن من الشرنقة فانتظرت وانتظرت ولكن لا جدوى لم تأتي أي منهن لإيقاظِها واصطحابها معهن سئمت الإنتظار وقررت الخروج وعندما خرجت من شرنقتها سطعت في وجهها أشعة الشمس فأسرعت بالدخول مرة أخرى وعندما بدأت تعتاد على الأشعة خرجت وعندما نظرت حولها صُدِمت! وجدت جميع الشرانق مفتوحة وفارغة لقد ذهبت صديقاتها وتركنها وحيدة وطِرن بعيدًا عنها يئِست وحزنت على نكسهن لوعدهنّ لها ولكن لما الحزن فهذه ليست أول مرة فهي اعتادت على ذلك منهن نكسِهن لوعودهِن وتركهن لها وهي في أمس الحاجة لهُن وبالرغم من ذلك فهي لم تكن لتتأخر عنهن إذا مااحتاجت إحداهُن منها شيئًا لكنها لم تسمح لحزنها بالسيطرة عليها وقررت الخروج ليس للحاق بهن أو البحث عنهن بل لتصل إلى غايتها "بستان النرجس والياسمين" وعزمت على الإسراع لتصل قبلهُن ولكي تستعد للطيران قامت بالزحف حتى وصلت إلى طرف غصن الشجرة وتعلقت بساقيها وأخذت تفرد جناحيها وتضمهم مرة أخرى وهكذا حتى بدأت العضلات والمفاصل بالحركة وبدأ السائل يتدفق بداخلها وقويت أجنحتها ورفرفت بجناحيها الحرشفيان وانطلقت وطارت، لأول مرة تطير لأول مرة ترى العالم من الأعلى وأسرعت وأسرعت وأثناء طيرانها رأت سرب من 'طيور الوقوق' متجمع حول شيء ما أرادت الإقتراب لكن هيهات فإن أسوء عدو لها في تلك البقعة هناك فلما تلقي بنفسها إلى التهلكة وعندها قررت أن تكمل طريقها فأسرعت وأسرعت حتى بدأ عبير الأزهار يلتصق بأقدامها بدأت تتذوق وكلما تذوقته كلما زادت سرعتها أكثر وأكثر وأخيرااا وصلت إلى بستان"النرجس والياسمين"  شاهدت أسراب عديدة من الفراشات والنحل تطوف حول الأزهار الملونة بألوان تأسر الروح والعقل وهناك أسرعت وبدأت تبحث لها عن زهرة شاغرة حتى وجدت زهرة في غاية الجمال وحطت عليها وأثناء امتصاصها لرحيق الزهرة كانت هناك فراشة يبدوا عليها أنها تكبرها سنًا هناك فابتسمت لها الفراشة الكبيرة ابتسامة دافئة فبادلتها الفراشة الصغيرة تلك الإبتسامة وبعد وقت قصير سمعت بعض الفراشات يتهامسن "هل سمعتن ماحدث يقال أن هناك سرب من الفراشات قامت بعض طيور الوقوق بمهاجمته والبعض منهم تأذوا " ارتعبت الفراشة الصغيرة وأخذت تبحث عن صديقاتها اللاتي تركنها خلفها ولكن لم تجد لهُن أثر.

بقلمي/إسراء أُم الخير

أُلهِمت فكتبت..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن