جلس في احدى اركان الغرفة ...
انتصب واقفاً ...
جلس مرة اخرى ...
اعاد الكرة ...
لم يستطيع ان يثبت على حال ...
تشهب وجهه ...
ظهرت عليه تقاسيم البؤس و الخيانة ...
تراكمت عليه كرات الدم ...
حمراء سوداء ...
احداهن سوداء داكنةة ...
قام مرة اخرى ...
رفع راسه ...
إتسعت عيناه ...
إزدادت وتيرة تنفسه ...
تغيرت ضربات قلبه ...
اصبح يلهث ...
اختفاء سواد عينيه ...
سقط ...
قام مرة اخرى ...
صرخ بدون صوت ...
تكلم بدون الفاظ ...
جلس ...
جنين في بطن امه ...
بدأ يبكي ...
انهمرت شلالات العبرات من عينيه ...
صرخ و صرخ ...
اخذ زجاجة بالقرب منه ...
ضرب راسه حتى تهشمت الزجاجة ...
تناول احدى القطع المتناثرة ...
نظر إليهاا محدقٍ بقوة ...
رفع راسه ...
اخذ نفس عميقاً ...
اعاد النظر ...
رفع ساعده ...
نظر في معصمه ...
في مكاان اوردته و شراينه ...
قرب الجزء الحاد من القطعة ...
في تردد متناسق ...
بوتيرة ثابتةة ...
قربها من معصمه ...
اكثر ...
فاكثر ...
فاكثر ...
ما بين اداة الجريمة و المظلوم جلد مجعد ...
فاتر ...
اسود خلط بالابيض ...
مجرح ...
متسود ...
جااف ...
جرح جلده ...
لقد اقترب ...
صمت ...
اخذ اخر انفاسه ...
ثم ...الى ما وراء الحيااة ...
رجع الى صوابه ...
كأن جن تلبثه ...
قام كأن شيء لم يكن ...
خرج من فضاء اللاواعي ...
عاد الى الحياة ...
اقترب من الموت ...
بل سلم عليه ...
لكن الموت لم يرحب به ...
قام من جلوسه ...
تحلقت عيناه ...
نظرات الدهشة تعلو وجهه ...
ما هذا ؟! ...
من فعل هذا ؟! ...
من اناا ؟! ...
كر و فر ...
توجه ناحية البااب ...
مد يده ...
اراد دفع البااب ...
لكن الباب إنفتح من تلقائيته ...
كانه أُمر ...
انفتح البااب ...
تجسد الظلاام ثانيةً ...
هذه المرة اكثر ...
ظلام فوق ظلام ...
طبقات تعلوها طبقات ...
بؤس فوق بؤس ...
مد يده ...
لم يرهاا من شدة الهلكة ...
تحسسها ...
اعادها إليه ...
اراد ان يرجع ...
لكن كل شيء اختفى ...
لمح نور طفيف من على البعد ...
شيئا فشيئاً يقترب ...
اكثر ...
فاكثر ...
فاكثر ...
اصبح على مقربةة ...
ثم ...تلااشى كل شيء ...
كلمةة الوطنية القومية البحتة درجت على قواميس الالفاظ لا المعاني ، بين ان تكون وطنياً بحق و وطنياً متملقاً شيء واحد ، انت تعرف و اناا اعرف انه الحب !! ...
عمر المختاار ...
غاندي ...
هتلر ...
مالكون ماكس ...
ابراهام لونكلن ...
واشنطن ...
معمر القذافي ...
السادات ...
نابليون ...
الملكةة فيكتوريا ...
جنكيز خاان ...
نيلسون مانديلاا ...
و تطول القائمة ...
بعض هذه الشخصيات اثرت على مفهوم الوطنية سوء سلباً ببطشها و مكرهاا و جبروت تفكيرهاا او ايجاباً بمفهوم قوميتهاا و إيمانها بان تراب الوطن كامن في قلوبنا و يجب ان نعترف بالقوميةة البحت التى لا تشوبهاا شائبةة ...
ما الفرق بين المقاتل في ارض المعركةة و الجالس في بيته يشرب القهوة و يملاأ في كرشه ( من لا يبالي ) ؟!
شيء واحد ...
حب الإنتماء ...
القوميةة ...
الوطنية ...
اينما كنت ...
كن وطنياً بحق ...
احببن الوطن و لكن كره احبته ؟! ...
عزيزي الوطن ...
لا وطن عرفت ان تكون و لا منفي ...
ما حال السجن إن كنت انت كذلك ...
تشردنا في اوطاننا ...
قلناا : احببنا ترابك يا وطن ...
فاطعمتنا اياه ...
قلناا : نريد بعض التغيرات ...
النقود ...
الرايةة ...
النشيد الوطني ...
المناهج ...
المناصب ...
كلهاا تغيرت ...
و لكن ما بال الجاهليةة مستمرة ...
خرجوا من وكورهم ...
بمجامعهم ...
و كتائبهم ...
افواجاً ...
رهط ...
نفر ...
فرادى ...
و جماعات ...
واحداً واحداً ...
ثم تلؤ ايات النفاق : ايهاا القوم لقد نااشدتم بالتغيير فغيرنا ، بالحق فقلنا ، امرتم قلناا خيراً ففعلنا ، جلستم فجلسنا ، قمتم فقمنا ، طلبتم فنفذنا ، صرختم بحقوقكم فقلنا لا بأس امر ليس بجلل ، لم يعجبكم ، قلتم مالنا لا نطلب و نزيد خرجتم في الطرقات تهرعون و تجعرون تركناكم على حالكم ، لم ترضوا ، كلن يشكي على شاكلته ، هيأنا لكم دوركم مفارشكم نواديكم اماكن لهوكم و سهركم ، قلتم لا نريد ، قلنا من حقكم التضجر ، فما كثر يمل ، سببتم و شتمتم في كل منصب و متنصبيه في الحكم و حاكميه ، كذبتم علينا و افتريتم شكوتم عناا ، قلتم نحن اولو بعث شديد مع إننا كريمين رحماء متقاضين خرجتم في وجه حكامكم تظاهرتم في كل مكاان ميادين ساحات حتى في اماكن عباداتكم في كل حين تشتكون تزمجرون عن اي يأس تتحدثون انتم و اي طاعةة ؟! ...
و كأن الشعب في سكرات الغفلةة ...
يكبر و يهلل ...
لا يميز بين القبيح و الحسن ...
يُشتم فيفرح ...
يُسب فيبشر ...
يُهان ...
يُزجر ...
يُكفت ...
تنتهك حرماته ...
يُشرد ...
يُكفف ...
يُدمر ...
و هو سااكت ...
فتباً على هذه حياة ...
و تباً على هذا مجتمع ...
و كانه في عشق الهوى معذبُ ...
لقد عميت ابصارهم ...
فاصبحوا عن الحق معرضون ...
جاهلون ...
حالمون ...
راكضون ...
يأسون ...
كل صفات البؤس و الهوان كتبت على جباههم ...
كلما راى الشعب الامل في حكمائه تفجرت عليهم ينابيع الاحباط و اليأس مرة اخرى ، اصبحناا نسامح مع كل خطأ لعله لا يعود ، اصبحناا نتقاضى عن كل شيء من اجل اللاشيء ، جعلناا من انفسنا عبيداً فجعلوا من
انفسهم سادة ...
فتباً على هذه حيااة ...
أنت تقرأ
المحظورات ...
Short Storyيجب ان تصمت لتعيش .. اشياء لا يجب ان تقولها .. المسكوت عنه .. هم لا يريدون رائك لا يهمهم صوتك .. يريدونك ان تكون صامتاً .. فقط صامت