وقف المعلم أمام الطلاب بحيث اصبح يتفحصهم واحد تلو الاخر مما بث الرعب في نفوسهم و صمتوا كمن في رؤوسهم الطير ، كلن جعل يخمن فيما سيفعل معلمه ...
هل سيضربنا لاننا مهملون ؟! ...
اما سيشتم كعادته من سوء سلوكنا ؟! ...
ام يريد ان يتفااخر بدرجاته العالية ؟! ...
اظن انه سيسأل عن واجب يوم أمس ؟! ...
جالت و طافت الاسئلةة في عقول الطلااب ...
بعضهم احس بالخوف ...
الصمت ...
السكون ...
الطمأنينة ...
الهيبةة ...
و كلن على هواه ...
ثم اشار بيده ...
انت ايهاا القصير ؟!
لقد صدق من قاال : سيشتم كعادته ...
ثم اردف : هل اديت ما عليك من واجباات ؟!
بدأ يتعمق ...
اجااب الطالب بالنفي ...
فاخذ المعلم سوطه و تناهلت على الفتى شلالات من الضربات الموجعةة ...
ثم بدأ بسرد تاريخه المُشرف المتباهي ...
كان من بين الطلااب شخص نائم ...
في ثبات عميق ...
لم يشعر إلاا و العصا لمن عصى ...
اراد ان يصرخ من هول ما احس به بيد ان قلبه طاوعه على السكوت ...
اشار المعلم بسبابته ناحية اللوح ...
اشارة سيدٍ و لم يتكلمٍ ...
ثم اخذ بالقلم و مده للطالب المتباكي ...
فقال : قم و درس ...
تردد الفتى اولاا ًثم ثانياً ...
و لكن في الثالثة لم يكن بمقدوره الرفض ...
اخذهاا و هو يرتجف ...
تثاقلت خطواته ...
ارتفعت نبضات قلبه ...
و وتيرة تنفسه ...
تصغرت بؤرة عينه ...
اصبح يتحرك بتلقائيه ...
في اتجاه واحد ...
لا ينظر جانباً ...
يفكر في ما سيقول ...
ماذا سيدرس ...
أيصمت ؟! ...
لكي يعيش ...
اخذ يبهلق بنظراته في الحضور الغائب ...
اصبح يفكر ...
ماذا لو اشعرت لهم من قصائد جرير ؟! ...
لالا ، فجيل يومناا هذا غني عن الشعر ...
اه ، ماذا عن تاريخ الفتوحات و الاندلس ؟! ...
اه ، لقد تذكرت ، انهم يحسبون التاريخ قصص لا فائدة منهاا ...
حسناا فكر ، فكر ؟! ...
الصناعات ...
الاقتصاد ...
الدين ...
السياسةة ...
الفن ...
الرسم ...
الذرة ...
طوفان نوح ...
اصحاب الفيل ...
الكون ...
طبقة الاتونسفير ...
الكريسبر ...
البكتيريا ...
الفضاء ...
السودان ...
مثلث برمودا ...
الديكتاتوريةة ...
الراسماليةة ...
اتفاقية جنيف ...
اللالوبةة ...
المشلعيب ...
الويكة ...
قوات الدعم السريع ...
ام ماذا ؟! ...
و فيما هو يجول في مخيلته ...
قاطعه المعلم : اسرع ايهاا الغبي فليس لدينا اليوم بطوله ...
حسنا ...
لا مجال للتراجع ...
اخذ الفتى بالقلم ...
استعد للمعركةة ...
جال في ساحة القتال ...
اراد ان يضع لنفسه بصمةة ...
كتب على اللوح : روتسدلا ...
ثم تلفت ...
جعل ينظر في الجماهير الصامتة ...
ثم في وجه صاحبناا ...
العين بالعين ...
ثم قاال : لا ادري ماذا ساقول و لكن اريد معنى هذه الكلمةة ، و لكم ما تشتهون ، و انت معهم يا استاذ ...
ماذا ؟! ...
ايضاً يمكنكم ان تستخدموا ما تشاؤن من وسائل في ايجاد هذا الشيء و معناه ...
تجمد الكل ...
أيمزح معناا ؟! ...
لم يكن عرضاً مغري ابداً ...
و لكن روح المنافسةة نبتت في نفوس الحاضرين ...
كلن اخرج دفتره و بدأ يحلل ...
يحصي ...
يدرس ...
يبحث ...
يتحقق ...
احدهم اخرج هاتفه ...
و اخر بكل مراجعه ...
حتى المعلم بهاتفه و مراجع احدهم ...
ارى يداً تُرفع ...
اجل انت ، هل عرفت ؟! ...
اجل ، انهاا نظريةة في علم الهندسةة ...
لم يُظهر احد ردة فعل ...
و لا احد ...
حتى المعلم ...
انخفض راس الطالب المدرس ...
ثم رفع راسه مجيباً ، لا ...
رجع الاخر بخفي حنين ...
اخر رفع يده ...
اجل تفضل !! ...
هذا اسم لمنطقة في عهد الاغريقيين ...
لا ، للاسف ...
انا ، اناا ...
لقد حمى الوطيس ...
تفضل ! ...
اسم اكلة ...
لا ...
اسم بلدة ؟ ...
لا ...
اسم مادة ؟ ...
لا ...
جبل ؟ ...
لا ...
اسم شخص ؟ ...
لا ...
كائن حي ؟ ...
لا ...
كوكب مكتشف حديثاً ؟ ...
لا ...
مادة متفجرة ؟ ...
اطلااقا ً ...
ممثل ؟! ...
لا ...
روايةة ؟! ...
لا ابداً ...
لقد اتعبتناا معك ...
ما هذا اذن ؟! ...
ماذا تظن انت ؟! ...
حسناا هنا في هذه المدرسةة ...
صمت قليلااً ...
لا اريد ان اخذ من وقتكم كثيراً ، منذ البدايةة اخبرتكم بأني لا اعرف شيئاً و لا هدف لي في التدريس و لم يترك احد منكم مجالااً لعقله للتفكير ...
روتسدلا ؟! ...
حقاً بكل صدق لم يعرف احدكم ما هذه ؟! ...
الدستور ...
ماذا لو قلبنا حروفه ...
كل هذه الجلبة من اجل ان اقول لكم شيئا كامن هناا ...
منذ ان نمت اظافرناا مروراً بالحضانةة ثم التمهيديةة و الاساس بعدهاا الثانوي الى اخره ...
كل ما نهتم به ليست كيفية اكتساب المعلومةة او ما هي ، لا نبحث عن مدلولاتهاا كيف تنطق من اين جاءت ما اصلهاا ؟! كلهاا اسئلة يجب ان تطرح ...
لماذا نتعلم ؟! ...
من اجل المناصب ...
هههه ...
يا للسخافةة ...
من اجل المال ...
المعرفة ...
( انهاا اخر شيء على ما اظن ) ...
العمل ...
ماذا اذن ؟ ...
اتذكر كلمات احد معلمي : انا أُدرس طلابي من اجل المعرفةة ، لا يهم مقدار الزمن المطلوب او الجهد المبذل المهم ان تعرف ...
( بصيغةة اخرى ) ...
كلكم اول شيء شعر به في بادية الامر روح المنافسة ، لا يحب او لا يطيق ان يتفوق عليه احد ، اغلبكم هكذا مع ان التفوق شيء مطلوب ايضاً ، نمت في قلوبكم شراهةة التقطيع كلكم اراد ان يهزم الاخر ...
حتى اناا
و حتى انت ايه الاستاذ ...
ماااذا ؟! ...
اجل حتى انت ...
لو حركتم ادمغتكم نانوثانية فقط جزء من عقولكم لوجدتم الجوااب ، لا يهم ان تجدوا الجواب المهم ان تحاولوا ...
ما فائدة التعلم و التعليم اذا كاان همناا و اخر غاياتنا المناصب و الماال و الجاه و المنافسةة و كل شيء ...
ما الفائدة ؟! ...
اجل نتعلم من اجل ان نكسب الماال ...
من اجل طموحاتناا ...
اهدافناا ...
غاياتناا ...
من اجل ان نعمل ...
من اجل كل شيء نريده ...
و لكن فليكن همناا اولااً و اخراً ...
المعرفةة ...
أنت تقرأ
المحظورات ...
Short Storyيجب ان تصمت لتعيش .. اشياء لا يجب ان تقولها .. المسكوت عنه .. هم لا يريدون رائك لا يهمهم صوتك .. يريدونك ان تكون صامتاً .. فقط صامت