اليوم الثّاني.

217 36 347
                                    

❛❁❜

اليوم الواحِد والعشرون من اكتوبر.

كانَ اللّيل مُخيفا دونَ الأب مشاري، الهدوء كانَ يملأ فراغات المنزل، اتساءَل إن كان هوَ من يعطيهم تلك الحريّة الفذة؟، تنهّدتُ عميقا، وَسمعت صوت البابِ يُفتح، وجسد صغيرتي ظَهر مِن خلفه، تَسيرُ حاملةً أرنبها الذي يُشبه لعبة طفولتي، بينما كتابٌ كان يتوسّط كفها الآخر، كيرا الصّغيرة التي تُحب القراءة والاشياء اللّطيفة، رُغم انّها ليست مشاكسة، ولكنها ليست هادِئة ايضا.

-هل يُمكنني سؤالكِ؟.
ابتسمتُ لها بِخفّة، وجلست بعد ان كنت مستلقية، فَفتحتُ اذرعي انتظر جلوسها باحضاني، وحالما فعلت كانت قد فتحت كتابها الذي تقرأ بِه، اشارت باصابعها الصّغيرة على احد الاسطر، وقد طرحت سؤالها بِبراءة.
-هُنا يقال أن جون وَروبي رزقا بطفلة بعد الزّواج، كيف يأتي الأطفال؟، ولمَ بعد الزواج؟.

رَمشتُ عدّة مرات، ولست اعلم ماذا اخبرها، كيف خطر لها هذا السّؤال؟ تنهّدتُ ببؤس، ولا زلت لا اعلم ماذا اقول، اين ذلك المشاري الملعون؟.. اوه نسيت انهُ مِقلاة الآن. نَظرتُ لها بِفقدان املٍ كبير، وحاولت ايجاد كذبة كي لا يتمّ جرحها.
-يشترونهم من السّوق؟، انا لست اعلم ايضا.. لكن مشاري يشتريهم من السّوق!.

-ولمَ للمتزوجين؟.
اعادت طرح سؤالٍ آخر، وتبدو فضولية بالفعل حول الأمر! استلقيت بِنيّة امتلاك بعض الوقت لإيجاد اجابة، وَسحبتها لِجانبي كي تستلقي ايضا، كُنا نشاهد النّجوم المُعلقة بالسقف معا~، بألوانها المضيئة.. ابتسمت بِهدوء، واجبتُ بِاجابة اخرى لست متأكدة منها.
-ليس المتزوجونَ فقط!، اي شخص من الممكن ان يمتلك طفلا.

-هل يُمكنني ايضا؟.
نظرتُ لها باستغراب، وقطبت حاجبي محاولةً معرفة السّبب، لديها عشرون اختا هنا واكثر.. ماذا تفعل بالطّفل؟، وجدتها تبتسم لي ببهجة، حسنا لا يمكنني قول لا لاحدهم.. ولا يمكنني الموافقة على هذا ايضا!، احتضنتُها صوبي بهدوء، ومسحتُ على شعرها بِنيّة حثها على النوم بجانبي، فقلت بعد دقائق من الصّمت.
-أجل، ولكن ليس الآن، ربما عندما تكبرين؟، والآن للنوم~.

-تُصبحين على خير هارو!.
-

وبعد تلك القيلولة، بدأ الصّبح في النّصف الأيمن من كوكب الهارفيلز، في مدينة أرييل تحديدا، لكِن رغم كونه الصّبح، فلم يكن هنالك اثرٌ للشمس الزّرقاء، كُل ما كان متواجدا هي الغيوم قاتمة الزّهرة، وَالسّماء فاتحة الزّهرة، بَعضُ القطرات الشّفافة كانت على نافذة الغرفة، تُنبئ بأن المطر كانَ متواجدا، وَقوس قزح ما زال مرطّبا بالمياه، يبدو كنهرٍ جارٍ من السّماء صوب الأرضية الشوكولاتية.

المَنزِل.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن