اليَوم الثّالث؛ الجّزء الثاني.

137 29 293
                                    

〔❆〕

ما زالَ هذا هو يوم التّنين، كُنا قد دخلنا لِتوّنا، واحدة تِلو الاُخرى مِن فجوة ما في ذلك الجّبل، وَعرين التّنين كان ابشع شيء على الاطلاق.

لَقد كان مملوءا بالغيوم باللّون الازرق الدّاكِن، كالفِراش له تماما، بينما كومةٌ مِن الألماس والاحجار كانت خلف غيومه، ولكِن ما جعلني فرحةً انّه لم يكن في عرينه!، وقف حظّي معي لأول مرة.. تبعتُ خطوات بونيتا وآيڤي الهادِئة صوب كومة الاحجار، فكان علينا اجتياز الغيوم دون لمسها، كي لا نترك اثرا، وهذا صعب.

اوقفتُ سَيري لوهلة، شعرتُ بشيءٍ ما يقترب مِن الجّبل!، حدّقتُ بفجوة الجبل.. واجل كما توقّعت!، اثنين مِن اطفالي كانا يلحقاننا. لكن لحظة؟، اخلفهم التّنين؟، وسّعت اعيني بِصدمة وسمعت صراخ بونيتا المُتحمّس كونها حصلت على ما تريد، وَرافق هذا دخول يوني ويوفروسيني لذات المكان الذي نحنُ به.

-خُذي آيڤي واذهبي!.
صَرختُ بِبونيتا، فركضتُ مسرعةً صوب طفلتَي اللتينِ سقطتا مِن تلك المكنسة، وكنت آمل ان احداهما لم تتأذَّ! اقتربتُ منهما فَوجدتُ يوني قد اصابت قدمها، ويوفرو بخير!، حملتُ يوني بسرعة وامسكتُ بِيد يوفرو لأسحبها معي خلف احد صخور الجّبل الكبيرة، فاختبأنا خلفها، وَالتّنين كان قد دخل لتوّه صوب عرينه.
-هل انتُما مجنونتان؟، هذا خطر!.. اخبرتكُم انّ احدا لا يجب ان يأتي!.

-آسفتانِ!، اردنا القدوم لمرافقتكنَ فقط..
ردّت يوفرو على كلامي، وكان حديثُنا مع بعضٍ هامِسا، فَتنهّدت بخيبة كون لا فائدة من القاء اللوم على احد الآن!، جثوت عند يوني فَامسكتُ قدمها المُصابة بهدوء لأحاول تمسيدها، وبالفعل كنت اشعر بانفاس التّنين ذاكَ عاليةٌ. حَملتُ يوني مُجددا، فَاخذتُ قارورةً كنت احتاجها، شَربتُ ما فيها مُسرعةً فاستعددت لظهور اجنحتي الكَبيرة، والتي كانت باللون الاسوَد القاتِم.

ابتسمتُ بوسع وَامسكت بيوفرو كذلك لأحلّق بهما بجرأةٍ خارجين من عرين ذلك التّنين. وَاجنحتي كانت اسرع مِن تلك المكنسة المقرفة، لهذا اكرهها. سمعتُ صياح التّنين خلفنا، وَاجنحته بدأت تحلق كذلك، ولكنني بالفعل كنت قد ابتعدتُ بطفلتَيّ.
-

-إذن.. هذا ما حصل؟.
سألتني بيان حالَما رويت كل ما حدث، وكاكتس كانت تُداوي جرح يوني بالاعشاب.. هذه الجدة المجنونة!، اعني ببساطة تستطيع استخدام سحرها، لمَ هذا التعقيد؟، وماذا ستفعل الاعشاب لجرحها حتى؟. تنهّدتُ بيأس واحتضنتُ يوفروسيني صوبي اكثر، وَتكشيرتي العابسة كانت طاغيةً على وجهي، فالقلق كان يعتريني.
-اجل.. ولكن الأهم ان نعيد بابا؟، هيه بون!، ماذا حصل؟.

-اتعتقدون ان هذا كُل شيء؟، ينقصنا حجر آخر.
قالت بونيتا، جاعلةً منّي اود تحطيم كُل شيء!، ولكن اجل تحكمت بنفسي مجددا. فَرفعت حاجبي الايسر، وتكتّفت انظر لها باستفهام، كماذا ينقص بعد؟ وبالطبع لن اضحي الآن!، فلدي خطّة افضل بكثير.
-حَجرُ روز آخر؟.

المَنزِل.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن