بارت ٢

523 17 5
                                    

عمر:
سندت يدي وجبيني على زجاجة النافذة، أنظر إليها بإنكسار.. اللحاف الأبيض الأشبه بالكفن، الجبيرة التي على ساقها.. بينما كانت الممرضة واقفة عند رأسها، أعتقد أنها كانت تنظر إلى المغذى أو ماشابه.. ما إن إبتعدت عنها وخرجت، بحيث اتضح وجهها لي، صعقت! أمن جمالها الخلاب؟ أم لأنها لم تكن أدا؟ حقيقة لا أعلم سبب إستغرابي! إذاً من هذه الفتاة؟ وأين هي أدا!! لما هذه التي خرجت من ذلك البيت مسرعة!! عدت للوراء قليلاً وإعتدلت في وقوفي فاتحاً فاهي بدهشة! الكثير من المشاعر تبعثرت في عقلي! وكانت التساؤلات تتداخل ببعضها البعض! لكنها تلاشت ما إن رأيتها تحرك إصبعها ببطء، فاقتربت مرة أخرى عند النافذة أتأملها.. أيكون المرء جميلاً لهذه الدرجة حتى وهو مصاب ومغمض عينيه؟
تأملت جسدها الصغير المصاب بالجروح والكدمات في كل الجهات، شعيراتها الحمراء المنسدلة على جبينها، بياضها الناصع المخملي الذي يخطف الأنظار.. فسرحت للحظة أتذكر الحادث! أيحق لتلك السيارة أن تدعس هذا الملاك البريء؟ أكان المطر رحيماً حينما تراقص على جسدها الذي كان يرتعش على الأرض؟ أيقسو شيء يخص الإنسان عليه؟ كدماءها التي لطختها وصبغت كل جزء من جلدها وقت الحادث!
مازلت أتساءل!! من هذه الفتاة؟ من تكون؟ ولماذا خرجت مسرعة!

بعد شروق الشمس~
( البيت هادئ، لا صوت فيه ولا حس! الأضواء مغلقة، قميص رجالي ملقي على الأرض! وهنالك على اليسار فستان لسيدة أيضاً! الصوت يتضح كلما إقتربت عند غرفة النوم! فتحت الباب ببطء وإذا به مع إمرأة على سرير نومه! ظهره يعطيه للباب بينما كان هو جالس فوقها يمتعها ويسليها، ويغطي باقي جسده العاري بالكامل لحاف السرير.. كانت تصرخ بالآهات من شدة اللذة والمتعة، وكان مع كل صرخة يزيد في قوة القذف أكثر وأكثر، فأدخلت يديها من بين ظهره لتطبع عليه علامات المتعة والنشوة بأظافرها القذرة، كان يلهث كالكلب المسعور الذي عثر على فريسته آنذاك! بنطاله الجينز وسرواله الداخلي كانا على الأرض، وحمالة صدرها السوداء كانت ملقية عالأرض كذلك! )

هذا ماكان يدور في ذاكرتها بعد أن إستعادت وعيها، ليذهب عمر راكضاً عندما بدأت هي بالصراخ الموجِع، فجاءوا الممرضون لمعالجة الوضع والسيطرة عليه! حيث كانت تقول بألم: لقد رأيتهما!! ذلك المشهد لا يخرج من مخيلتي!! أخبروني أنه كابوس وليس حقيقي!! أرجوكم!! فهدأت قليلاً لتغمض عينها ببطء بعد أن حقنوها بمسكن الألم وخرجوا بعد أن أنقذوا الوضع.

عمر بفزع: ماذا حصل لها؟؟ هل هي بخير؟!!
الطبيب : لقد إستيقظت كما رأيت، لكن حالتها خطرة ووضعها الصحي ليس بخير.
عمر: ماذا سنفعل الآن؟
الطبيب: سننتظر بعد، ثم سنقرر.

الــ ١٠ صباحاً ~
عمر: مرحباً، هل أردتِ شيء؟
لتصافحه قائلة: مرحباً، لقد جئت لأرى دفنة.
عمر: مع الأسف لا يمكنكِ لأنها ليست بخير الآن!
فقالت: حاولت الوصول لمارت ولن أستطع، حتى وجدت مكانها بصعوبة، دعني أراها من فضلك!
عمر: مارت؟
تولين: حسناً هل أستطيع أن أتحدث معك أنت؟
عمر: بالطبع، تفضلي؟
تولين: أنا تولين، صاحبة البيت الذي تؤجره دفنة، أريد منك أن تخبرها إذا استيقظت أن تبحث لها على سكن خلال هذا الأسبوع لأنني سأبيع البيت وأسافر.
عمر: أستغفر الله يا سيدة، هل دفنة بحال يسمح لها؟ ألست مدركة أنها بالمستشفى؟
تولين: بالطبع أرى، ولكن لا يمكنني التراجع عن هذا القرار، جئت لأبلغها الآن كي لا تكون في موقف صعب إذا جاء وقت البيع.

عمر:
غادرت المرأة بكل وحشية! هل يترك المرء الناس وهم بأشد الحاجة إليه؟ هل هكذا عميت بصيرتهم؟ والجميع أصبح أناني؟ ماذا على دفنة؟ لم يأتي لزيارتها أحد، وهذه المرأة ستطردها من البيت..
قاطع أفكاره صوت رنين هاتفه ليجيب..
عمر: مرحباً أمي، صباح الخير.
والدته: مرحباً مرحباً، صباح الخير يابني، عمر أنا سأذهب لأزمير، سيأتي خالك ليأخذني.
عمر: عساه خيراً! لما تذهبين بهذه السرعة!
والدته: لا خير يا بني، هنالك ظروف صعبة!
عمر: ما الأمر؟ بدأت أقلق!
والدته: سأخبرك كل شيء بوقته.
عمر: شيء! متى ستعودين إذاً؟
والدته: لا أعرف، لكنني سأخبرك حينها، هيا أقبلك.

بعد يوم~
الطبيب: لقد فعلنا معها الواجب، يجب أن نخرجها من هنا لكن لو أردت أنت أن تنقلها لمشفى خاص ستكون حر في ذلك.
عمر: لكنها ليست بخير إلى الآن!
الطبيب: نحن كمستشفى حكومية إنتهى دورنا لهذه المرحلة، كما أنها لن تتجاوب جيداً مع أجواء المستشفى!
عمر: عفواً، لم أفهمك؟
الطبيب: يعني فلتبقى ببيت أفضل، وتأتي لها ممرضة خاصة تراقب وضعها بين فترة وفترة هذا سيكون أفضل.

دخل عليها الغرفة ~
عمر: سلام، هل أصبحتي أفضل عن قبل؟
دفنة: سلام، من أنت؟
عمر: عمر، شيء الحادث.. يعني أنا من أحضرتك إلى هنا.
دفنة: إرفع ستار النافذه لتدخل الشمس، لأني بدأت أختنق من هواء المشفى.
ذهب ليرفعها وهو يقول: دفنة، يجب أن تخرجين من المستشفى!
دفنة: جيد، فالجو جداً مزعج في هذه الغرفة البيضاء!
عمر: وأيضً، يؤسفني أن أقول لكِ أنه جاءت مالكة البيت السيدة تولين، تريد بيعه لذلك لن تستطيعي البقاء في منزلكِ إذا خرجتي من هنا.
دفنة: افف، جاء هذا اليوم إذاً!
عمر: كنتِ تعرفين يعني؟ جيد! لكن إلى أين ستذهبين وأنتِ هكذا؟
دفنة: لا أعرف، لأنني لم أخطط لهذا اليوم أبداً! يعني أن تبيع البيت وأنا في هذه الحالة.. شيء لم أتوقع حدوثه.
عمر: شيء، هاتفكِ معي، لم يتصل أحد! ألا لديكِ أحداً ما أو أقارب؟
دفنة: لو كان لدي أحدهم لما كنت هنا الآن.. حسناً أيمكنك مساعدتي قليلاً؟
عمر: طبعاً، كيف يمكنني فعل هذا؟
دفنة: أرجو منك أن ترسلني لبيتي الذي كنت أعيش فيه، حتى أجمع أغراضي.. ثم خذني لأي فندق كي أمكث فيه هذه الفترة.
عمر: أستغفر الله! أُرسلكِ طبعاً ومن غير رجاء، إذاً سأذهب الآن لأنهي إجراءات الخروج.

#يتبع..

أنتِ لي - قيد التعديلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن