ثم فتح سحاب الفستان بأكمله ليبدأ بتنزيل الفستان وإذ به يرى كدمات جسدها بحزن.. فيأسف في نفسه متذكراً يوم الحادث آنذاك، ليمسح بلطف على ساعديها فيقبلهما.. ثم استعدل بوقوفه ليفتح دولاب ملابسها وأخرج بيجامة نوم فسقطت على الأرض صورة من بين الثياب بشكل مقلوب على وجهها فانحنى لياخذها ليجد صورة فتاة صغيرة حمراء ثم قلب ظهر الصورة لينظر إلى تاريخ الولادة، إنه يصادف يوم الغد! أعادها سريعا في الدولاب وأغلق عليه ثم ذهب لها محاولاً أن يلبسها ثيابها فهي كانت غائبة تماما عن الوعي بشكل كامل، فقال في نفسه ماذا لو أغرتني ماذا لو رغبت بها إن رأيتها عارية! الفتاة لا تشعر بشيء وأنا بكامل وعيي!! لا أعتقد أنني لو فعلت سأتمالك نفسي أنا معجب بها للغاية أساسا! لا أستطيع فعل ذلك دون أن أخطئ !! فعل سريعاً بعد تردد وصراع لكنه دون أن يرى ويحدق كثيراً لانه لو فعل لما كان خيراً. بعد أن إنتهى أطال النظر إلى تعابير وجهها وملامحها الطفولية ثم ابتسم قائلاً: يعني غداً ستكبرين سنة يا شقية! مسح على شعرها بلطف ونزل لمستواها وقبل جبينها ليبتعد مكملاً: لتري أحلام سعيدة أيّتها الملاك اللطيف. وخرج من الغرفة بعد أن أخذ معه الملابس المتسخة.
صباح اليوم التالي، في غرفة دفنة ~
دفنة: إستيقظت بصعوبة ورأسي يؤلمني بشدة!! لا أتذكر شيء مما حصل بيوم البارحة، أنا في غرفتي وحلّ الصباح، يبدو أنني نمت كثيراً! وقفت بتعب كي أذهب إلى الحمام فغسلت وجهي، يبدو أن ذاكرتي عادت بعد أن فعلت ذلك! لأني تذكرت رؤيتي لمارت اللعين، كانت هذه الذكرى كافية بأن تجعل يومي تعيس.
قطع شرودي صوت عمر عندما نادى إليّ قائلا: دفنة، الطعام جاهز هيا تعالي، ثم خرجت لأجد طاولة الفطور محضّره جلست بعد أن قلت: صباح الخير.
عمر بإبتسامة: صباح النور، لاتبدين بخير كما أرى! هل هناك خطب ما؟
دفنة: لا شيء، لكنني لا اشتهي الطعام فقط جئت لأجلس معك.
عمر: براحتك، قد تأتي لكي الشهية بعد قليل، لا أريد أن أضغط عليك وأجبرك على الطعام على كلٍ المطبخ موجود إن شعرتِ بالجوع بإمكانكِ أن تأكلي.
دفنة: شكراً لتفهمك، شيء! سأقول لك شيئاً.
عمر: تفضلي؟
دفنة: اليوم سأخرج وقد أعود متأخراً.
عمر: متأخراً؟ عساه خير، إلى أين ستذهبين؟
دفنة وهي تعقد حاجبيها: عفواً؟!
عمر بإحراج: أعتذر، لكنني كنت أعتقد أننا أصبحنا أصدقاء وبإمكاننا أن نتشارك الأحاديث، أعتذر مرة أخرى لو سؤالي ضايقكِ.
دفنة: لا أقصد ذلك لكن..
عمر: لا لا، حقاً لا بأس ولا تبرري إنسِ، يبدو أني تسرعت. المهم أتريدين مني أن أوصلك؟
دفنة: شكراً، سآخذ سيارة أجرة لا أريد أن أتعبك.
عمر: لو كنت سأتعب ماكنت عرضت عليك هذا! لا أدري أشعر أنه حصل شيء!! أنتِ ليس كما كل مرة!
دفنة: نعم، أنا غاضبة لأنني رأيته، رأيت مارت.
عمر: من هو مارت؟ قد سمعت بهذا الاسم سابقاً! ولما أنتِ غاضبة؟
دفنة: هذا موضوع طويل، سأخبرك إذا حان وقته.بعد ساعتين ~
عمر: يبدو أنها ستذهب لترى البيت الجديد. فهي قالت لي أنها سترحل! لكنها لماذا تبتعد عني وتعاملني بجفاءً! لم أفعل لها سوء! كنت أتحاشتها كي لا أغرم بها أكثر، كي لا أتعلق بها عبثاً، فمن الواضح إنها لا تبادلني مشاعري، ولا أعتقدها بحالة تسمح لها أن تحب. لم أكن أريد أن استغلها، قضائي الوقت معها وتقربي إليها يجعلني أحبها زيادة. لو عشقتها أكثر لما إستطعت إيقاف أفكاري التي أرغب بها. الفتاة وحيدة في منزلي ولا لها قوة بإن تمنعني على فعل أي شيء! فكل ما أريد فعله سأستطيع لو رغبت. هذا ماحصل بالنهاية، ستذهب الفتاة وتترك بي فراغ كبير على الرغم من منع نفسي ومحاولاتي بعدم التعلق بها! لكن كل هذا لم يجدي نفعاً وقد غزتْني وإحتلت داخلي.دفنة: أيظنني فريسته؟! أيعتقد أنني لم أشعر بأفعاله و إقترابه مني ليلاً!! ايظنني لم أشعر بقبلاته؟! كنت مدركة لكل هذا لكنني تجاهلت.. لم يكن لي أحد سواه لم يكن لدي أيُّ خيار سوى الصمت!! ماذا لو بقيت لديه أكثر! نهاراً يعاملني ببرود وليلاً ويدخل سراً لغرفتي يعتدي بنظره على جسدي ووجهي! يظن إني نائمة! أيعتقد أنني مغفلة وسأستطيع النوم براحة ببيت رجل غريب! في الحقيقة كنت مهلكة أول أيامي ولم أهتم لشيء لكن منذ أن قام بلمسي وأنا مغمضة الأعين أصبحت بلا طمأنية، أيعتقدني صماء لا أستطيع سماع أفكاره الخبيثة عندما يراني أو فهم نطقُ عيونه ولغة يده وتفسير صوت قلبه! ها أنا بخير، وأفضل عن قبل أستطيع الوقوف على قدمي. سأذهب لتفحص البيت الجديد ثم سأعود لآخذ أغراضي وأبتعد عن عمر. جزء مني يود شكره فهو كان أفضل نعمة من القدر بذلك الوقت الحرج الذي لم أجد به أحد حولي! وجزء مني يود عتابه ويود سؤاله عن سبب تحرشه بي! لو كان يرغب بإمرأة لإستطاع أن يأخذ إمرأة من أي مكان فهنالك الكثير عند الحانات وبثمن رخيص! لماذا استقوى وتجرأ على ضعيفة قال لها سأساعدكِ فقط!! لا أعرف ماذا سأفعل. المهم أني إذا عدت إلى البيت ستكون هذه آخر مرة أراه فيها.
في البيت/ بعد ثلاثة ساعات ~
دخلت دفنة للبيت وكان مظلم، عند دخولها اشتغلت الأنوار فوراً وتطايرت البالونات فبدأ صوت الناس يقول بتغنّي جماعي: من الجيد إنكِ ولدتِ دفنة، كل عام وأنتِ بخير دفنة!! كان البيت ليس مزدحم ولكن هنالك أناس لا تعرفهم ولم تراهم من قبل. كانت تنظر بدهشة فابتسمت ليأتي عمر فجأة وبيده وردة حمراء فيمدها لها قائلاً بابتسامة: سنة سعيدة!
...#يتبع
أنت تقرأ
أنتِ لي - قيد التعديل
Romanceدفنة: "خانني من أحببت، فكرهت الرجال والحب" عمر: "للأسف، أنا كابوس لكل فتاة تدخل حياتي" ــــــــــــــــــــــــ كلاهما له طبع مختلف، وكلاهما له عقدة في حياته.. كيف سيلتقيان؟ وماذا سيواجِهان معاً؟ هي تظن أنها كرِهت الرجال، وهو يظن أنه شؤم على النساء...