عمر:
أمي تريد الحفيد وأنا أبنها الوحيد، لذلك ترغب بتزويجي بأسرع وقت.. أطول مدة استمرت فيها معي فتاة، كانت شهر! فكل الفتيات اللاتي دخلن حياتي من قبل وقعن في مأزق بسببي! واحدة يتوفى والدها بيوم الخطبة، والأخرى تنخطف قبل الزفاف بيومين! وغيرها وغيرها وغيرها الكثير والكثير من القصص السيئة التي أتسبب بها لإناث حواء! أهل أنا شؤم على هذا الجنس اللطيف؟ يبدو أن الأمر كذلك!..
هذه المرة لن أسبب أي مشكلة مع خطيبتي السابعة "إدا"، كما حصل مع الست فتيات من قبلها، أمورنا كلها جيدة، علاقتنا مضى عليها إسبوعين، ولن يتبقى على الزواج سوى أيام قليلة.. في البارحة دعتني إلى بيتها متزينة، وكأنها كانت تريد إغوائي وعندما لم تراني أستجيب قالتها لي بشفافية، (إشتقت إليك، ألم يحين الوقت لممارسة الحب؟!) لكنني أبيت بحجة أنني لا أرغب بشيء كهذا قبل الزواج! فغضبت تلك الليلة وطردتني من البيت ولن تتصل علي حينها حتى إنها لم ترد على إتصالاتي اليوم.. في الواقع لم يكن هذا السبب هو السبب الرئيسي لرفضي ما طلبته مني، لكنني وجدت نفسي أحتاج لوقت أكثر، كي أتأكد من مشاعري ومشاعرها جيداً، فما حصل لي من قبل جعلني متردد في هذه الأمور، وجعلني لا أفكر بالإقتراب إلا لفتاة يعشقها قلبي، وأدا لم تكن كذلك بالنسبة لي، يعني هي من إختيار والدتي وعلاقتنا تقليدية للغاية.دفنة:
اليوم هو ذكرى يوم ميلاد "مارت" الــ ٢٩، لكنه بارد ولا يحب الإحتفال وهذه الأمور، فكعادتي كل سنة؛ لا أتقابل معه طيلة الوقت لأذهب إليه قبل أن ينتهي اليوم ومعي هدية بمناسبة هذه الذكرى.. وصلت إلى البيت متشوقة لرؤيته والإبتسامة لا تفارقني، لكنني لم أجد سيارته! فعجبت! لأنه ليس من عاداته الخروج ليلاً، فالساعة الـ ١١:٣٠ الآن يعني يجب أن يكون نائماً بدل أن يخرج، قلت في نفسي لعله طرأ له عمل ما، كونه يدرس أغلب وقته كي يحصل على الماجستير فلن يتبقى له إلا القليل، لذلك لم أرغب بإزعاجه أو الإتصال عليه، فذهبت لأترك هديتي عند الباب.. لكنني فوجئت عندما إقتربت لأجده مفتوحاً! أنَسيَ الباب هكذا قبل أن يخرج؟ فدخلت بهدوء حتى أضعها بالدخل كي أفاجئه لو رأها، وإذ به هو من فاجئني!..عمر:
في الــ ١١:١٥، وصلتني رسالة من صديقي صاحب ملهى المدينة، قال بها أنه رأى "أدا" في الملهى، لكنها خرجت باكراً مع تاكسي بصحبة شاب! فطلب من رجاله ملاحقتها لو إحتاجت مساعدة فهي لم تكن بوضع جيد لكن كما وصلني إدا قد ذهبت معه إلى بيته! وكانا في حالة سكر شديدة حينما دخلا! فطلبت منه أن يبعث لي عنوان ذلك الرجل الذي غادرت معه لأقتلع له عينيه وعينيها! حتى وصلت للعنوان في تمام الساعة الــ ١١:٣٧ تحديداً..
كنت أراقب المنزل بحيرة، لا أعرف كيف وماذا سأفعل بالضبط لتخرج منه فتاة تركض مسرعة، مغطية وجهها وشعرها بمعطفها عن المطر.. يبدو أنها "أدا"! فصرت ألاحقها قائلاً توقفي.. لكنني كلما إقتربت إبتعدت هي أكثر، فقطعت طريقاً أكبر مني لتصل إلى الشارع حتى إصطدمتها سيارة مسرعة، ودهستها دون رحمة لتكمل طريقها في زحام إسطنبول! فصرخت بهلع؛ أدااا! لااااا!! وأكملت منادياً لسائق السيارة توقف أيه القذر!!
كنت أرى ذلك عن بعد! فقلت في نفسي وصلت لعنتي لـ"أدا" أيضاً! فذهبت راكضاً نحوها وعيني من غير إرادتي أدمعت قهراً.. كان المنظر إجرامي للغاية!! ما إن أوشكت للوصول لها كانت سيارة الإسعاف قد وصلت كذلك فأخذوها معهم، فلحقتهم فوراً إلى المستشفى بسيارة أجرة..في المستشفى~
كان ينتظر عند باب العناية المشددة قلِقاً عليها وعلى حالتها، يمشي يمين يسار ويكرر ويلوم ذاته: أنا السبب! لم ألحق بها تركتها تركض ووقفت ألتقط أنفاسي، لم أمنعها! ماذا لو لم أرفض طلبها تلك الليلة؟ ماذا لو ضاجعتها وأعطيتها ما رغبت؟!! لو فعلت ذلك ماكانت غضبت مني، ماكننا افترقنا! ماكنت قد تسببت في قتلها!! سأعتزل النساء لو أصابها شيء، سأكون بعيد عنهم، لأن هذه رسائل من القدر كي لا أرتبط بواحدة منهن، أنا لا أستحقهن أبداً!!! أنا لعنة على هذا الجنس الرقيق..خرج الدكتور من الغرفة بعد دقائق، فإذا بعمر يلحقه..
قائلاً بقلق: ماذا حصل ياحضرة الطبيب طمنني!
أجابه وهو يمشي بعجلة: أنت من تكون؟
عمر: أنا خطيبها، طمنني أرجوك!
الدكتور: لقد أنقذنا الوضع حالياً.
عمر: مايعني حالياً؟
الدكتور: يعني لا نعرف ماذا سيحصل بعد، لكننا أوقفنا النزيف.
عمر: حسناً قل لي هل إستعادت وعيها؟
الدكتور: ليس بعد، عليك أن تنتظر.بعد دقائق، نزل للمقهى يحتسي مايمكنه أن يعطيه طاقة، فهذا وقت نومه لكن حالته تمنعه أن يغمض عينيه فهو قلِق للغاية.. أخذ جرعه من الطاقة، وصعد لأعلى ليذهب يتفقدها من نافذة غرفتها الزجاجية..
#يتبع..
أنت تقرأ
أنتِ لي - قيد التعديل
Romanceدفنة: "خانني من أحببت، فكرهت الرجال والحب" عمر: "للأسف، أنا كابوس لكل فتاة تدخل حياتي" ــــــــــــــــــــــــ كلاهما له طبع مختلف، وكلاهما له عقدة في حياته.. كيف سيلتقيان؟ وماذا سيواجِهان معاً؟ هي تظن أنها كرِهت الرجال، وهو يظن أنه شؤم على النساء...