الجزء الثالث والعشرون

8.3K 195 4
                                    

الجزء الثالث والعشرون

في منزل تالا
بعد رحيل يامن وعائلته جلست تالا علي فراشها تذرف دموعها بصمت أحتضنت قدميها بيديها دافنه وجهها بهما تنوح من لوعة قلبها علي حبيب لم يشعر بحبها له وهجرها للوحده والألم وتركها لتكون من نصيب غيره زادت ضربات قلبها بشده وكأنها تخبرها أن من أحبته يعاني مثلها وأكثر رفعت وجهها وصارت تضرب علي صدرها بقبضة يدها حتي تخرسه عن التمادي في الشعور به
تالا ببكاء: كفاية كفاية بقي حرام عليك كفاية تعذبني عشانه أنت أيه عايزه بعد ما باعك وسابك تبقي لغيره لسه بتحس بيه وبألمه ليه وهو ولا فارق معاه حبك ولا خوفك عليه من النهاردة أنا اللي هتحكم فيك مش أنت اللي هتتحكم فيا مهما تدق مهما تتألم مش هخضع كفايه ذل بقي من النهاردة هسمع كلام عقلي بس مش هسمع ليك تاني ولو أعترضت هحطك تحت رجليا آسر وبابا ميستهلوش مني غير أني أحبهم وأحترمهم واسمع كلامهم بس وان شاءالله هتجوز يامن وهحبه وهعيش سعيده معاه
وكأن كلمات تالا أثارت غضب قلبها فنبض بقوة وصارت ضرباته كا طبول تقرع جعلت تالا تعجز عن أخذ أنفاسها وشعرت بالعجز  حتي عن الوقوف وكأن بقلبها يخبرها أنا متواجد بداخلك فقط من أجله هو من أجل حبه ولو تجرأتي علي كرهه أو نسيانه سأجعلك تعانين قبل أن أقف معلنا نهايتكي وموتك فا أنا أحيا بفضل حبه وحبه فقط من يجعلني انبض بداخلك لكي يجعلكي حية  تحيي بحبه لا بدونه فهمت تالا رسالة قلبها جيداً ورغما عنها وجدت يدها تتسلل الي هاتفها تفتحه تدق علي رقم هاتفه لكنها لم تجد سوي مجهول يخبرها أنه غير متصل حاليا مما جعلها تتأكد من شعور قلبها به أنه يعاني مثلها أغمضت عينها ورفعت وجهها الي خالقها داعيه له
تالا ببكاء: يااااارب أحميه ونجيه حتي لو مش هبقي من نصيبه مش مهم المهم أنه يبقي موجود في دنيتي بيتنفس الهوا اللي بتنفسه يكفيني يارب أنه موجود حواليا بس وراضيه بأي قدر كتبته عليا لعله خير يارب .

في مرسي مطروح في غرفة مازن
يرقد في فراشه من يراه يظن بأنه نائم بسلام ولكنه في بحر من الصراعات يسبح ينتهي من كابوس ليبدأ غيره والده الذي جاء إليه ليأخذه معه الى دنيا أخري كلها راحة وأمان حيث لا شر لاحقد لا كره لا حسد وهو سعيد يريد الذهاب معه حتي يرتاح قلبه برؤية معشوقته التي هجرته في أحلامه كما هجرت دنيته ليجد تولين أمامه مبتسمه لتأخذ يده من يد والده وتعود به مرة أخرى الي مكان بعيد ليجد تالا تجلس حزينه باكيه لتمسك تولين بيديهما معاً وتجمعهما سويا وهي تشير لقلبها وقلب تالا بان الإثنان واحد ومازن يهز رأسه ويترك يد تالا ليمسك يد تولين لكن تولين تعيد يده مرة أخرى ليد تالا ولأول مرة في احلمهما تهمس له
تولين بوداعه: حبها يا مازن هي أنا وكررتها كثيراً وهي تبتعد عنهما بعد أن جمعت يديهما معاً وصوتها يتردد بداخله (حبها يا مازن هي أنا) ليفزع من نومه صارخا بأسم تولين وهو يشير بيده
فزعت الممرضة علي صوت مازن الصارخ بأسم تولين لتسرع له تهدئه
الممرضة: أهدي يا أستاذ أتفضل أشرب شوية مايه
لكن مازن لم يجيبها ليتسطح مرة أخرى ويعود لغيبوبته مجددا اسرعت الممرضة تهاتف الطبيب الممرضة: الوه ايوه يا دكتور المريض كل حبه يقوم من النوم مفزوع وهو بينادي مرة بأسم تالا ومرة بأسم تولين والعرق مغرقة اكنه دش مفتوح عليه
الطبيب: بصي هو تقريبا في حاجه تعباه نفسيا ده بجانب الحمي هما اللي عملين معاه كدا أنا هبعتلك حد دلوقتي بحقنه هي مهدئة وهتنيمه فتره لغاية أعصابه ما ترتاح ويقدر يتمالك نفسه دي بجانب أدوية الحمي ماشي وان شاءالله الحقنه دي مش هتخليه يتفزع من نومه تاني ويهدا خالص
الممرضة: خلاص يا دكتور ابعتلي الحقنه وأنا هديها له أصله حالته صعبة جدا ً وأن شاء الله لو جدت حاجه هتصل علي حضرتك تاني
الطبيب: ماشي أي حاجه اتصلي بيا على طول 

قلب حبيبتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن