الثاني.

110 10 16
                                    

- أريد زوجًا غنيًّا.
= المال لا يشتري السعادة.
- لكنّه يشتري سيّارة، يشتري طعامًا، يشتري منزلًا، يشتري الذهب ويشتري الملابس وما إلى آخره..
= لا يشتري راحة البال.
- يشتري تذكرةً للسفر إلى جزر المالديف!
= لا يشتري الصحّة.
- يشتري الأدوية!
لا يشتري الوقت.
_

- يشتري طائرة خاصة!
= لا يشتري العِلم.
- يشتري دروسًا خصوصيّة!
= ... أُريدُ زوجًا غنيًّا.

ألقَت نظرةً أخيرة على ما كتبت قبل أن تنشره، وإنتظرت دقائق ثم سحبت الشاشة للأسفل لرؤية التعليقات..

- أتّفق معكِ يا فتاة!
- وأنا أريد زوجًا غنيًّا.
-أطلُب الطلاق من زوجي الآن وحالًا:(

قهقهت كثيرًا قبل أن تبدأ بالردٍّ عليهم، حتى وقعت عينيها على تعليقِ اختها مَن داعبتها قائلةً:

- كُنتُ أشرب فبصقتُ المياه على كَلبي النائم فوق ساقي، لا أسامحكِ.

ادارت عينيها في ملل، قد تكون مَشهورةً نسبيًّا على وسائل التواصل الإجتماعي; لمنشوراتها الساخرة التي يُشاركها الجميع مع اصدقائهم، وبعض الأبحاث والمعلومات التي تكتبها بأوقات فراغها.

جلست تسخر معهم، حتى جذب إنتباهها تعليق رجُلٍ: أنا غنيّ، هل أكُن لكِ زوجًا؟;)

عقدت حاجبيها بتعجُّب، وبدأت تكتب الردّ:
أنا عصبية، هل أُسبِّبُ لك حظرًا؟;)

دخلت على صفحته الشخصيّة وكانت خالية من صوره الشخصيّة، تحتوي على منشورات فقط ويبدو أنه لا يهتم بتصفّح التطبيقات كثيرًا، صفحته كالجسد الذي لا روح فيه!

كادت أن تنقر على زرّ حظر المستخدم، لكن الإشعار في أعلَى هاتفها أوقف إصبعها وردَّهُ عن فِعلته.

- هذه أنتِ!

سُرعان ما أرسَلَت لهُ غاضبة: مَن أنت؟

- مُروِّض العقول، ومُحطِّم القلوب.

= أخطأت الترتيب.

- أعرفتِني؟

= بالطبع لم أفعل، الكثيرون يعرفون هذا اللقب، فهو إسم حسابي!

- أنتِ مُحطّمة للقلوب بالفعل!:(

- ترى أين سأراكِ مُجددًا؟

قلب لا ينبض.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن