22- لا تتركني

1.3K 137 16
                                    


كان شك أليسيا بمحله، لقد هرب أورلاندو وذلك الذي كان معه ولا أحد يعلم كيف، انقلب القصر رأسًا على عقب و أمر إدوارد الحراس بالتفتيش عنه في كل مكان وخاصة الأماكن القريبة من القصر فمن المستحيل أنه قد ابتعد.
في غضون دقائق معدودة كان كل شيء فوضوي في القصر، طلب إدوارد من أليسيا أن تتبعه لمكتبه ليعلم بالتفاصيل منها وعندما دخلوا جلس على مكتبه و وضع رأسه بين يديه وقال بغضب:
" ستحل كارثة إذا علم الملك رونالد بالأمر، كيف هرب؟ الحراسة كانت مشددة للغاية! "
فتحت أليسيا عيناها لتذكرها أمر رونالد وخروجه للصيد لذلك هي فورًا استأذنت وخرجت من مكتب إدوارد وتجاهلت مناداته لها، صعدت لأعلى نقطة في القصر وهو برج مراقبة قديم خالٍ تقريبًا من أي أحد ونظرت منه تجاه الغابة وكم تمنت ألا تري هذا، لقد رأت الغربان تطير منتشرة في كل مكان لذلك هي فورًا توجهت لمكتب إدوارد.
إدوارد: " ماذا حدث سموك؟ لقد كنت أكلمك وأنتِ..."
قاطعته بعجله قائلةً: " رونالد في خطر أريدك أن تأتي معي أنت و بعض الجنود حالًا"
إدوارد بنفاذ صبر: " عذرًا آنستي تصرفاتك غير مفهومة أبدًا لن أدعك تخرجي... "
قاطعته بصراخ: " أخبرك أن ملكك بخطر وبصفتي أميرة بهذه المملكة اللعينة آمرك بالمجيء معي حالًا وإن لم تفعل ستعتبر خائنًا لعدم دفاعك عن الملك، هل كلامي واضح؟ "
نظر لها بغضب بسبب صراخها عليه ولكنه لن يقدر أن يرد عليها لذلك قال:
" كما تشائين، سأخبر بعض الجنود بالذهاب معك ولكن لن أذهب فأنا لا أستطيع ترك القصر بهذه الحالة"
قالت أليسيا وهي تتخطاه: " أريدهم كثيرين "
تنهد إدوارد و أمر بعض الجنود بالذهاب معها،انطلقوا تابعين أليسيا لحيث تذهب وبالكاد لحقوا بها فهي كانت تطير بفرسها لمكانهم وهي تتمنى أن يكونوا بخير.

               _______________________

- في الغابة -

مرت ثانية.. اثنتان.. ثلاث ثوانٍ مروا و رونالد لم يشعر بأي ألم، فتح عينيه ببطء و ما هي إلا ثانية ليشعر أن قلبه توقف لذلك المنظر أمامه، كان جوني أمامه مباشرة وسيف ذلك الجندي يخترق معدته لدرجة أنه خرج من الجهة المقابلة لرونالد.
شعر رونالد وقتها بألم شديد على الرغم من أن السيف لم يصبه، بل كان يشعر بألم شديد في قلبه، ذلك الألم الذي تشعر به عندما ترى أحد الأشخاص المقربين لك يتأذون أمام عينيك وأنت فقط تشعر بالشلل في جميع أنحاء جسدك من هول الصدمة، إذا لم تجرب هكذا شعور فأنت لم تعرف شيئًا عن المعاناة.

ما شعر به رونالد في تلك اللحظة لا يقارب ما شعر به عندما أخرج ذلك الجندي سيفه من جسد جوني ومن ثم طعنه مرة أخرى بنفس المكان ولكن بدرجة أعمق أدت إلى سقوط بضع قطرات من دماء جوني على وجهه وثيابه، أخرج الجندي السيف مرة أخرى وكان على وشك طعنه للمرة الثالثة ولكن جاء هانز من خلفه وطعنه بسكينه طعنة قاضية في قلبه مباشرة فسقط الرجل صريعًا في لحظتها، على الرغم من قلق وخوف هانز الشديدان بسبب ما يحدث إلا أنه لم يدع ذلك يؤثر فيه لذلك هو فورًا أخذ سيف جوني الذي سقط من يده وأخذ يقاتل باقي الجنود فهو يعلم أن رونالد لن يقدر على رفع قشة من الأرض في هذه اللحظة، وجروحه لم تعقه أبدًا بل غضبه العارم الذي اجتاحه في تلك اللحظة جعله يقتل الجنود بكل قوة و بلا رحمة.

Ronald || رونالد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن