مر يومان على عودة هانز من الغابة و في هذين اليومين لم يترك أورلاندو ولو لثانية وهو قد لاحظ توتره بالطبع بسبب اختفاء الرسالتان، أصبح يبقى معه طوال النهار ويراقبه بالليل، آثار التعب ظهرت على وجهه بسبب قلة النوم ولكنه لا يجب أن يغفل أبداً.
" لما أنت ملتصق بي كاللعنة هانز؟! أريد أن أحظى ببعض الوقت الخاص! " قال أورلاندو بانفعال وغضب شديدين لهانز الذي يسير بجانبه.
هانز باحترام مزيف: " عذراً مولاي ولكن يجب عليّ حمايتك ولا أضمن ما يمكن أن يحدث لك بغيابي "
أورلاندو بوقاحة:
" لا أحتاج حمايتك تلك، اتركني بمفردي ولا تزعجني"
فهم هانز أنه يريد كتابة رد على الرسالتان فوافق وتركه وما إن دخل أورلاندو لغرفته حتى ذهب هانز لمكتب إدوارد بسرعة.
ما إن وصل لمكتبه حتى اقتحمه بسرعة تفاجئ إدوارد من دخوله المفاجئ ولكن قبل أن يسأله عن شيء اتجه له هانز و سحب ذراعه معه وقال:
" يجب أن تأتي معي حالاً ، سأثبت لك حالاً أن رونالد ليس القاتل "
نزع إدوارد ذراعه بعنف وقال بغضب:
" هل جننت هانز! ما الذي تهذي به؟ أظن أنك اخبرتني أنه لم يعد صديقك بعد الآن وأنك أصبحت تكرهه ولكنك بكل غباء كنت تبحث عن برائته!! لقد خاب أملي بك كثيراً هانز لن آتي معك لمكان "
هانز وقف أمامه و وجّه نظرات ثابتة للآخر ثم قال:
" ألا تثق بي لهذه الدرجة إدوارد؟ إن كنت لا تفعل فقط تعال معي هذه المرة فقط وشاهد ما يحدث أرجوك و إن وجدت أنني مخطئ يمكنك عدم الوثوق بي من الآن وصاعداً، أنت تعرفني خير معرفة إدوارد وتعرف أنني من المستحيل أن أساند مجرماً إلا إذا كنت متأكداً من برائته "
نظر له إدوارد لعدة ثوانٍ ثم تنهد ليقول محذراً:
" فقط هذه المرة سأستمع لك... " قوطع كلامه من قِبل هانز الذي سرعان ما ابتسم باتساع ثم سحبه خلفه ليتنهد مرة أخرى.
ذهب كلاهما واختبئا بجوار غرفة أورلاندو،
إدوارد بهمس: "ماذا نفعل هنا؟ "
هانز بهمس أيضاً: "اصبر وشاهد وسأشرح لك كل شيء فقط اصمت الآن "
قلب إدوارد عيناه وهو يفكر بلماذا وافق على سماع كلامه.
بعد دقائق من الانتظار دخل أحد الحراس لغرفته بعدما طلب أورلاندو حضوره من إحدى الخادمات و ما أثار استغراب كليهما أنه نفس الحارس الذي كان يحرس غرفة الملك باولو.
هانز: ' إذاً هذا هو مساعدك يا سيد أورلاندو! لن أتفاجئ من شيء بعد الآن '
بعد مدة وجيزة خرج الحارس وهو يضع رسالة في حزامه فتبعه هانز فوراً وهو يجر إدوارد خلفه لحيث يذهب.
اتجه الحارس لسوق المدينة ثم دخل لأحد المتاجر المخصصة لببع القماش فاختبئ كلاهما بجوار نافذة المتجر بحيث يتضح لهما ما يقولانه و يفعلانه.
قال الحارس بعدما لاحظ خُلوّ المتجر من الناس :
" لقد أحضرت رد مولاي أورلاندو "
صاحب المتجر: " على الرغم من تأخر الرد ولكن من الجيد أنك أتيت، سأرسلها الآن لجلالته "
إدوارد لم يفهم شيئاً مما يحدث فنظر لهانز علّه يوضح له شيئاً ولكنه تفاجئ بهانز الذي يبدو كأنه يستعد لاقتحام المتجر.
هانز بهمس: " استعد عزيزي إدوارد فمن المحتمل أن تدور معركة هنا "
إدوارد بانفعال: " ما الذي يحدث بحق السماء؟! لماذا تريد... " لم يكمل كلامه بسبب هانز الذي كان قد اقتحم المتجر بالفعل ليتنهد ويتبعه للداخل.
أنت تقرأ
Ronald || رونالد
Fiction Historiqueماذا لو أن حياتك التي تعيشها ليست حياتك الحقيقية؟ ماذا لو أن الأشخاص الذين عرفتهم طوال حياتك ليسوا الذين من المفترض أن تعرفهم أو تتعامل معهم؟ ماذا لو أن كل ما عرفته طوال حياتك ليس صحيحاً؟ ماذا لو اكتشفت فجأة أن لك أصول ملكية؟
