2-المجلد

3.7K 261 28
                                    


في صباح اليوم التالي استيقظ رونالد مبكرا على غير عادته، ذهب إلي ورشته بعدما ودع والدته وأخته، والتقي بصديقه جوني الذي أعد كل اللوازم من اجل الرحلة، قال له رونالد بعدما تأكد من كل شئ:"سوف اذهب لبعض الوقت وأعود لا تقلق" رد عليه جوني:"ولكن الي اي..... "

لم يكمل جملته لأن رونالد قد انطلق بالفعل، ذهب الي منزل السيدة جوناثان في الغابة ؛فقد وعدها بالمجيئ قبل بدء الرحلة،طرق الباب آملا ان تكون مستيقظة، وسرعان ما فتحت الباب مما أثار دهشة رونالد ،وقبل أن يلقي عليها التحية مدت يدها برداء أسود طويل منقوش عند ياقته بعلامة تشبه نوعا من الطيور، هذا ما ظنه رونالد، تأمله رونالد بإعجاب فقد أدرك لتوه مهارة السيدة في الحياكة، قالت له بعدما فرغ من تأمله:"هذا لك ربما تحتاجه، فالجو ربما يكون باردا في الليل ،اعتني بنفسك وعد سريعا" عبر لها رونالد عن امتنانه لإهتمامها وانصرف بعدها.
عاد الي الورشة وما إن رآه جوني حتى استقام من جلسته وقال:"جيد لم تتأخر ،والان لنذهب" قال له رونالد:"كلا سأذهب وحدي، انت ستبقى هنا لتهتم بأمي واليسيا، انا معتمد عليك"
رد عليه جوني:"ولكن كيف ادعك تذهب وحدك؟" رد عليه رونالد:"لا تقلق سأكون بخير"
ودعه رونالد ثم انطلق بعدها بالعربة نحو الجبل، الطريق المؤدي له متعرج بعض الشئ مما سيأخد وقتا أطول للوصول.

قرابة الغروب كان قد قطع ربع المسافة، توقف تحت شجرة كبيرة ليرتاح ويتناول بعض الطعام ويريح الفرس، تأمل الوشاح الذى كان يرتديه، وتأمل الطائر المرسوم عليه، جزء منه كان يشعر أنه رآه من قبل، وما اثار دهشته انه كلما نظر إليه تذكر معلمه، ذلك الرجل الذي علمه كل شئ عن الحياة، من المعروف أن الابن يتعلم من أبيه، ولكنه لم يتعلم من أبيه سوي الحدادة، وعندما تُوفي هذا الرجل حزن عليه حزنًا شديدًا، وزاد من حزنه موت والده بعدها بأعوام قليلة؛ فقد دربه على فنون القتال فكان بمثابة الأب الثانى له، ويتذكر تماما اليوم الذي غادر فيه القرية التي كان يقطن فيها قبل المجيء لهذه المدينة كيف شعر بالأسى لأنه سيترك المكان الذي عاش به طفولته بسبب رغبة من والدته والسيدة جوناثان. 

كانت أكثر الجمل تردداً على لسان معلمه:"العالم بُعدان، بُعد تراه بعينيك، وبُعد تراه الحياة بعينيها، فإذا استطعت أن تفهم ماتراه أنت، أرتك الحياة ما تراه هي" .
استيقظ من شروده- وأخيرا -ليدرك أن الشمس قد غابت بالفعل، توجه لأقرب قرية ليبيت فيها حتى الصباح، ومن ثم يكمل رحلته.

فى صباح اليوم التالي، استيقظ رونالد وتابع رحلته، كان كلما شعر بالتعب والضيق، أخذ نفسا عميقا وتذكر والدته المريضة التى عليه أن يحضر لها الدواء، فيذهب عنه تعبه على الفور، وصل بعد غروب الشمس بقليل إلى وجهته -سفح جبل روثان- كانت السماء مضيئة بما يسمح له بجمع بعض الحطب لإشعال النار، وكان قد عزم على البحث عما يريده فى صباح اليوم التالي.

Ronald || رونالد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن