14- مظلوم

1.3K 137 19
                                    

رونالد:

' أنهيت عملي مبكراً قليلاً اليوم فالشمس لم تغرب بعد هذا جيد سأرتاح قليلاً قبل أن يأتي هانز ويزعجني، في طريقي لغرفتي كان هناك شيئاً غريباً هناك حركة غريبة وبعض الخدم يذهبون هنا و هناك بخطوات سريعة هذا غريب سأسأل هانز عندما أراه، دخلت غرفتي وأخذت حماماً سريعاً كي أريح عضلاتي حقاً هذا العمل متعب، رميت بجسدي المنهك على السرير و أعطيت ظهري للباب ولكن...
كالعادة اقتحم شخص ما غرفتي وبالطبع ليس إلا هانز.

لن أعيره اهتمام كي يعلم أني متعب ولكني سمعت حركات لعدة أشخاص بالغرفة أيعقل أنه ليس هو؟
كدت أن ألتفت ولكن سمعت صوت شخص يقول:
" رونالد آمرك أن تقف حالاً"
أنا أعلم هذا الصوت اعتدلت علي السرير والتفتت للصوت و وجدت هانز و إدوارد و الأمير و عدد ليس بقليل من الحراس وعلي وجوههم نظرات حادة و صارمة لست متفاجئ من إدوارد والأمير ولكن لم يسبق لي أن رأيت هذه التعابير على هانز.

" ماذا يحدث؟ " لم أكد أنهي سؤالي حتى شعرت بسيف يوضع على رقبتي من قِبَل أحد الحراس ثم قال إدوارد بنبرة صارمة يخاطب الحراس:
" فتشوا الغرفة جيداً"
عقدت حاجبي باستغراب، يفتشون الغرفة! ما الذي يحدث؟
أنا: "مهلاً مهلاً، ما الذي يحدث؟ لما تريدون تفتيش الغرفة؟"
نظرت لهانز منتظراً أن يجيب ولكن لا نظراته الصارمة و الحادة ثابتة على وجهه و لا ينظر لي حتى، رد عليّ الأمير قائلاً:
" لا تدعي عدم المعرفة، لا يوجد شخص بالقصر لم يعلم أن الملك قد قُتل والقاتل لا يزال بالقصر"
فتحت عيناي بصدمة مما يقوله، الملك مات؟ لهذا كانت حركات الخدم غير طبيعية، يا إلهي هذا سئ للغاية.
أحد الحراس الذين كانوا يفتشون الغرفة توجه لإدوارد وهو يمد له شيئاً ملفوفاً بقطعة قماش لا أذكر وجود شيء كهذا بغرفتي ما هذا؟
هنا نظر هانز لي و تحولت ملامح وجهه الحادة للقلقة ما الذي يحدث بحق الحجيم!

" فسر لي سبب وجود خنجر ملطخ بالدماء ومعه زجاجة من السم بغرفتك" قال إدوارد وهو يؤشر لي بالخنجر و أيضاً زجاجة تحتوي على سم كما يقول، حسناً أنا الآن أشعر وكأنني شخص من عالم آخر لا يعلم أي شيء عن هذا العالم لا أعلم ماذا أقول فقط بقيت ساكناً أنظر لما يحمله بصدمة.
توجه لي هانز و نظر لي بنظرات باردة خالية من التعابير وقال بنبرة باردة كالثلج:
" هل هذا الخنجر لك؟"ً هو حقاً لي صنعته قبل مجيئي للقصر و لكني لم أستعمله منذ مجيئي لم يكن هناك داعٍ لاستعماله.
" أجبني" صرخ هانز بهذه الكلمة و حقاً يبدو مخيفاً عندما يغضب ولكنه لم يخفني، رددت عليه بنبرة هادئة:
" نعم هو لي ولكن لا أعلم ما قصة الدماء أو ذلك السم، ولا أعلم ما يحدث هنا أنا مصدوم من كل ما يحدث حولي ولا أفهم شيء " قلت بصدق و أنا أنظر لعينيه مباشرة كي يعلم أنني صادق.
تقدم لي الأمير ولكمني بقوة جعلتني أرتد خطوتين للخلف و ذلك السيف الذي كان على رقبتي خدشني بخفة نتيجة احتكاكي به ثم صرخ بغضب قائلاً:
" أيها القاتل اللعين! أهذا هو جزاء والدي أن عاملك بالحسنى؟ تقتله بكل برود ثم تأتي وتدعي أنك لا تعلم شيئاً! لحسن الحظ أننا تمكنا من كشفك قبل أن تتخلص منه أيها اللعين"
ما هذا الهراء! هل يظنون أنني من قتله! إن الأمر يبدو حقاً و كأنني من قتله و لكن لا لم أفعل يجب أن أدافع عن نفسي ولكن قبل أن أتفوه بحرف سمعت صوت هانز و هو يخاطب الحراس ولكن نظراته لي:
" خذوه للسجن حتى نعلم كيف نتصرف معه"
هذه النظرات.. أنا أعرفها جيداً و هانز هو آخر من توقعت أن أراها على وجهه، خذلان.. يأس.. حزن وغضب كل هذه المشاعر كانت مرسومة على وجهه، كانوا سيأخذوني ولكني قلت بصوت عالٍ أخاطبهم والحراس توقفوا:
" أنا لم أقتله كيف أفعل ذلك! هو ملكي و مستعد لأفديه بروحي ثم ماذا سأستفيد من قتله؟"
تقدم لي إدوارد و قال:
" ربما لأن الملك رشحك لتكون ولي عهد؟ ظننت أنه يمكنك هزيمة الأمير بالمبارزة ثم تصبح الملك ولكن خططك الفاسدة لم تجد نفعها ولا تتظاهر بعدم المعرفة لأن هانز أخبرك بذلك ولكنه لم يلاحظ خداعك له عندما تظاهرت بعدم تصديقه "
ماذا! ما الذي يقوله؟ نظرت لهانز بسرعة و كانت ملامحه غاضبة و لكنه لا ينظر لي، هل كان جاداً عندما قال لي ذلك!
إدوارد: "خذوه من هنا"
أنا: "هانز صدقني لم أقتله أنا حقاً لم أصدقك وقتها، ثق بي أرجوك لم اقتله" كنت أصرخ بكلامي لا يهمني رأيهم عني فقط أريده أن يصدقني هذا يكفيني، والحراس اخرجوني و لم أستطع مقاومتهم و ما جعلني أضعف هو نظرات هانز لي هو يبدو أنه يصدق حقاً أنني قتلته ألا يثق بي لهذه الدرجة؟
أخذني الحراس لإحدي غرف السجن الموجود بقبو القصر لم أكن أعلم بوجود مكان مقرف كهذا بالقصر، توجد مشاعل معلقة على الجدران كل بضع خطوات و المكان مظلم علي الرغم من أن الشمس لم تغرب بعد.
وضعوني هناك ثم تقدموا لتقييد يداي بسلاسل موضوعة بالحائط وأنا لا أقاوم أنا فقط أحاول فهم ما حدث وكيف انقلب كل شيء في ثوانٍ ، أحاول تذكر متي وُضِع الخنجر والسم بغرفتي بتلك الوضعية أشعر برأسي سينفجر! أغلقوا الباب الحديدي و الذي أصدر صوتاً مزعجا حقاً زاد من ألم رأسي'

_________________________

" فلنذهب الآن لإجتماعنا" قال إدوارد وصوته أفاق هانز من شروده ليتبعه للخارج بملامح منكسرة أما بالنسبة للأمير فهناك ابتسامة شيطانية ارتسمت على وجهه لنجاح خطته حتى الآن ، ما عليه سوى انتظار رسالة من ستيفان يعلمه بها عن الخطوة التالية.

مر ما تبقى من اليوم ببطئ و صعوبة علي المملكة وكبار المستشارين و الوزراء الذين تمكنوا بصعوبة من التحكم بمشاعرهم الحزينة لموت ملكهم العظيم حتى يتمكنوا من التصرف بحكمة و إبلاغ الشعب بهذا الخبر.
أرسلوا الرسل لجميع أنحاء المملكة لنشر الخبر و لم ينم شخص في العاصمة إلا و قد عرف عن موت الملك وأن في صباح الغد سوف يتوجون ولي العهد الأمير أورلاندو ملكاً للبلاد.

انتهوا من التخطيط للحقبة الملكية الجديدة في وقت متأخر من الليل فقد قارب منتصف الليل بالفعل والجميع قد تعب نفسياً و جسدياً مما حدث لذلك انتهى اجتماعهم و ذهب الجميع لغرفته ليرتاح قبل يوم غد الملئ بالأحداث.

_______________________

هانز:
' رميت بجسدي المنهك على السرير و أنا حتى لم أبدل ثيابي الرسمية تلك، أشعر بالشلل في كل إنش من جسدي، حاولت عدم التفكير برونالد طوال اليوم ونجحت بذلك بصعوبة لا يجب أن أقصر بعملي بسبب قات... يا إلهي على من أكذب! مهما حاولت يوجد جزء بداخلي لم يصدق أن رونالد قاتل حتى يصدق أنه قتل الملك!
كل شيء يشير إلى أنه فعلها حقاً ولكن شيئاً بداخلي لا يصدق بتاتاً، رأسي سينفجر من كثرة التفكير و ما يقلقني حقاً هو ما سيحدث له لاحقاً، هو سيُعدَم لا محالة و الأسوء أنني من سيفعل ذلك بصفتي قائداً للجيش، لقد أثر عليّ لدرجة جعلتني لن أقدر على قتله، فعلتها عشرات المرات بكثير من المجرمين قطعت رؤوسهم بدون أن يرف لي جفن ولكن هو... فقط لن أقدر.
يجب أن أتحدث معه و الآن يجب أن أعلم الحقيقة و لن أدعه يشك أنني أثق به سأتعامل معه وكأنني أصدق ذلك حتى أعلم الحقيقة، أنا الآن سأذهب لمسجون و أنا أترجاه داخلياً أن يجعلني أصدق أنه بريئ يا لها من مهزلة!

نزلت للقبو لم آتي لهنا منذ مدة كنت فقط آتي لهنا كي أعذب المجرمين و الخارجين عن القانون كنت أحب أن أفعل ذلك بنفسي على الرغم من وجود من هو مخصص لذلك ولكنني كنت أمقتهم للدرجة التي تجعلني أعذبهم بنفسي، يستحيل أن أفعل ذلك برونالد فأنا حقاً أصبح وحشاً و أكره ذلك الجانب من شخصيتي و لكنهم يستحقون ذلك.

وصلت للغرفة التي هو محتجز بها وأمرت الحارس أن يفتح الباب و هو نفذ عندما وجدني قائد الجيش، عندما دخلت أمرته أن يغلق الباب، رأيته بزاوية الغرفة الخالية من أي شيء يضم ركبتيه لصدره يحيطهما بيديه و يضع رأسه عليهما، أعلم أنه مستيقظ يستحيل أن ينام بوضع كهذا لذلك قلت بأكثر نبرة جافة وخالية من المشاعر أمتلكها:
" أنظر إليّ أعلم أنك مستيقظ"

______________________

Ronald || رونالد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن