~ وكر الملذات ~
( الفصل الثاني والعشرون )
_ كان يقف بحجرة مكتبه الجديد واضعا يديه بجيب بنطاله ، يطالع المجتمع الخارجي عن طريق النافذه الزجاجيه القاتمه ، سحب شهيقا عميقاً وكتمه داخله لثوانِ معدوده ثم ذفره علي مهلٍ .. أستمع لصوت الباب ينغلق فألتفت بجسده ليجد مديرة مكتبه تتقدم بخطواتها الثابته نحوه
حلا : مستر فارس، عايزه أعرض عليك فكره ، بعد الدعايه اللي هتتعمل عن الشركه ليه منزودش قيمة الدعايه دي بشوية خصومات وعروض للعملاء الجدد ، ده هيخلي ناس كتير تجرب تتعامل معانا وبالتعامل معانا أكيد مش هيتعاملوا مع غيرنا
فارس وهو يخطو نحو مقعد المكتب الجلدي المريح : تمام ، نزلي خصم 15 % ياحلا ، وزودي الدعايه علي قد ما تقدري
حلا مبتسمه بهدوء : أمرك ، عن أذنك_ توجهت صوب الباب لتجد عامر كاد يدلف للداخل فأفسحت له المجال وتركتهم سويا ، في حين تفحص عامر المكان لبرهه من الزمن ثم مط شفاهه في اعجاب بيّن ثم أتجه صوبه مباشرة
عامر : مبروك ياأبو فراس
فارس مترنحا بالمقعد يميناً ويسارا : الله يبارك فيك ياعامر ، شكلك عايز تقول حاجه !؟ هات اللي عندك هاته
عامر وهو يفرك جانب وجهه : البنت اللي كانت عايزه تدخل مكتبك ، مدخلتش بأمر من آمير
فارس منتصبا في جلسته ، وقد مد جسد للأمام بأنصات واعي : أمال أيه؟
عامر وهو يهز رأسه آسفا : تبع شهاب ، أتزرعت عند آمير وعندك
فارس مبتسما من زاوية فمه باأستهزاء : كنت متوقع ده ، بس اللي مش فاهمه ليه آمير يداري عليها
عامر : عشان يجيب أخرها ياأبو فراس
فارس وقد ظهرت النيه السوء بعينيه : حلو أوي اللعب ، بصراحه انا بحب اللعبه الحلوه وبشارك فيها كمان .. والشاطر هو اللي يضحك وصوته يسمع في الأخر
عامر غامزا بعينيه : طب ما ترسيني علي ال.... اللعبه ، يمكن أشارك .. ولا هتسيبني أتفرج وأشجع
فارس : لالالا ، هتنزل الملعب متقلقش ، بس كله بوقته .. قوينا علي الشر يارب...................................................................
_ وصلت أمام صرح الشركه الكبير والضخم ، تطلعت إليه بريبه وتوجس ثم أجفلت بصرها وراحت تدس بعض النقود بيد سائق الأجره ونظرت يمينا ويسارا قبيل أن تعبر الطريق ، وبعد أن عبرته لمحت بعينيها سياره فارهه تنفتح لها الأبواب ثم يترجل عنها صاحبها ويتوجه مباشرة لداخل الشركه وقد أعطي مفاتيح السياره للعامل ليقوم بتنظيفها ، تأملته جيدا لتتعرف عليه .. نعم هو الذي رأته بالتلفاز .. وهو ذلك الرجل الذي كان ضيفا بحفل ربة عملها والذي أحضرت له مشروبا بنفسها ، وإذا به يكون زوج إبنتها ويقف أمامها دون أن تعلم .. أبتلعت غصه مريره توقفت في حلقها ثم تقدمت بضع خطوات ليسد عليها الحارس الطريق وهو يردف بنبره خشنه
الحارس : عايزه أيه ياست؟
فاطمه بتعلثم : آآ.. ا انا كنت عايزه البيه ، اللي لسه داخل دلوقتي
الحارس قاطبا جبينه : آمير باشا؟
الحارس الآخر بأقتضاب : في معاد ياست!؟
فاطمه باأرتباك ملحوظ : هه ، لل لا بس كنت.....
الحارس : يبقي مينفعش
فاطمه بلهجه راجيه : طب والنبي يابني تديني عنوانه وأنا هاروحله البيت
الحارس وهو يهز رأسه برفض : للأسف منقدرش نعمل كده ، أنتي عايزه تقطعي أكل عيشنا ولا أيه؟
فاطمه وهي تفرك كفيها بتوتر : طب بيخلص شغل الساعه كام وأنا أجيله ؟
الحارس زافرا أنفاسه بضيق : منعرفش ياست ، ياريت تروحي من هنا مش عايزين مشاكل
فاطمه بيأس : ماشي يابني
أنت تقرأ
رواية " وكر الملذات "....بقلم الكاتبه / ياسمين عادل
Romanceرواية " وكر الملذات "....بقلم الكاتبه / ياسمين عادل جميع الحقوق محفوظة للكاتبة _ كانت ترقد داخل المغطس المملوء بالمياه الساخنه، حيث تعبئ الحمّام ببخار المياه الذي تصاعد للأعلي.. كانت ممده لجسدها مستنده برأسها علي حافة المغطس شارده بذكرياتها .. فقد...