28

13.3K 387 5
                                    

  ~ وكر الملذات ~

( الفصل الثامن والعشرون )

_ كان هدوئها وبرودة ملامحا مؤشراً سيئا بالنسبه لها ، فقد ظنت أنها سوف تنفعل وتعنفها ومن المحتمل أن تقوم بطردها وسبها بأقذع الألفاظ .. ولكنها لم تفعل إي شئ من ذلك ، فقط أحتوت الصغير بين يديها وتأملته لوقت طويل وظلت مابين الحين والآخر تلقي عليها نظرات اللوم والعتاب.. لم تكن تعرف من إين ستبدأ وماذا ستقول .. كل ما تعرفه أن الموقف الذي أنحشرت به موقفاً لا تحسد عليه ، نهضت عن المقعد ثم توجهت صوب والدتها لتجلس جوارها ورددت بلهجه مختنقه

نور : أنا عارفه إني غلطت ، وعارفه إن غيابي أكيد سبب مشاكل كتير و....
فاطمة : انا مش عايزه أسمعك
نور وهي تقبض علي ساعدها بخفه : لأ لازم تسمعيني .. لازم أتكلم وأحكيلك اللي حصلي في السنتين اللي فاتوا .. أنا أتظلمت وأتخدعت .. كنت سلم يوصل لفوق وبعدين يترمي بس دلوقتي الوضع أتغير ياماما ، أنا عارفه إني غلطت غلطة كبيره صعب تسامحيني عليها لكن صدقيني إن كل حاجه أتصلحت وبقت كويسه .. أنا دلوقتي متجوزه آمير ياماما ، وجواز شرعي مش حاجه تانيه

_ قوست فمها ثم رمقتها بإستهزاء وهي تهتف

فاطمه : يافرحه ماتمت ، عاشت مع راجل سنتين من غير جواز وبعدين كتب عليها لما بقت حامل ، أنتي شكلك جايه تحرقي دمي
نور وهي تهز رأسها نافيه : لالا ، اا انا كنت متجوزاه ، بببس بس عرفي
فاطمه بعينين متسعتين : عرفي !! وأيه اللي يجبرك علي كده يابنتي ليه .. ليه تعملي كده في نفسك وفيا ليه !! هو أنا قصرت في تربيتك ولا حاجه ؟! ده انا عمري ما خليتك محتاجه حاجه .. كنت بستخصرها في نفسي عشانك.. ليه يابنتي ترديلي الجميل بالشكل ده
نور وهي تبتلع غصه مريره بحلقها : ا انا اسفه .. والله ماكنت عايزه حاجه من دي تحصل بس غصب عني

_ نهضت فاطمه عن مكانها ثم وضعت الصغير بأحضان أمه وراحت تجلس علي الأريكة الأخري مبتعده عنها ، ثم هتفت بحنق

فاطمه : جايه ليه يانور ، أيه اللي رجعك لبيتي الفقير تاني؟
نور : أنتي اللي رجعتيني ، ابوس ايدك تسامحيني ياماما أرجوكي .. انا كنت ناوية أجيلك وأعرفك كل حاجه لكن في الوقت المناسب والله
فاطمه بقهقهه خافته ساخره منها : وقت مناسب!! اللي هو كان أمتي إن شاء الله .. قفلي علي الكلام عشان مش طايقه أسمعه ، الحمد لله أنك نجيتي من تحت أيدي .. مش عشانك لأ ، عشان العيل اللي حرام أشيل ذنبه ده

_ وضعت الوليد علي المقعد ثم راحت تجلس بوضع القرفصاء أسفل قدميها وتقدم لها التوسلات والأعتذارات في حين كانت والدتها تشعر بالألم والضيق

نور : أرجوكي تسامحيني ، أنا وجودي مع آمير كان أكبر عقاب قبل ما يتجوزني .. أرجوكي تسامحيني
فاطمه مطبقه علي جفنيها بقوه لتقاوم شعور الحنين لأبنتها :...........

..............................................................

_ كانت تراقب المكان وتتفحصه بدقه لأيام عديدة حتي أستطاعت الوصول لمواعيد وجودها ومواعيد خروجها ، وعندما حانت الساعه وأوشكت علي الوصول ، وقفت أمام (الڨيلا) وكأنها تتطلع علي المكان فسألها الحارس بأقتضاب

رواية " وكر الملذات "....بقلم الكاتبه / ياسمين عادلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن